الشيخ محمد التلغير مصنفمقالات

أجمل الأيام ..!!

altal1
الشيخ محمد التل – معارض بحراني – برلين

جملة أطلقها حمد عيسى آل خليفة في الهواء الطلق، في بداية تسلمه زمام الحكم عام 2000م، بعد وفاة والده عيسى سلمان آل خليفة عام 1999م، إثر انتفاضة الكرامة المباركة (1994م-2000م) وتلقفها شعبنا المتعب بلهفة المحروم، وصارت تلوكها اﻷلسن يوما بعد يوم على أمل أن يصدق الحاكم الجديد، ولكن هل يصدق الكذوب؟!!

ثم إن الشعب البحراني بقلبه الطيب الواسع تعامل مع الموقف والوعود بحكمة وحنكة بالغتين رغم حنث العهود وعدم الوفاء بالعقود من قبل الحاكم (الميثاق 2001)، مما استدعى أن يرتب (الشعب) صفوفه وأن ينشئ جمعية وطنية (جمعية الوفاق الوطني اﻹسلامية) تضم المعارضة ونواتها أصحاب المبادرة، فانطلق العمل المعارض انطلاقا علنيا بعد أن بقي في السر والخفاء بعد اﻹستقلال ما يقارب أربعة عقود (1973م-2002م).

فانشغلت الساحة بالشغل السياسي الخالص، بينما رُكِنَ العملُ الثوري جانبا، إلى أن بدا واضحاً أن النظام يغدر ويفجر بالشعب المسكين، وذلك حينما تسرب تقرير البندر وكان حجم المؤامرة فيه ضخما وكبيرا جدا يضاهي – إن لم يفق- مؤامرة مؤتمر حكماء صهيون، وعند هذه الحيثيات وبينما الناس منشغلون بالعمل السياسي؛ نشأ تيار آخر نشوءا تراكميا مصاحبا للشغل السياسي يطالب بالعمل الثوري متمثلا بحركة حق ثم تيار الوفاء، اللذين أسّسا لبداية الغليان الشعبي الذي توج بالثورة الميمونة 2011م.

لِنَعُدْ لجملة العنوان التي حفرت عميقا في العقل والنفس البحرانية، وأصبحت أملا وألما، حتى اللحظة، إلى أن بُثّت اﻷنباء برفع الحصانة عن أمير التعذيب في وطننا الصغير (ناصر حمد آل خليفة). قفزت الجملة مرة أخرى ببصيص أمل، وبنحت جديد مضمونا، وبلسان فتية آمنوا بربهم وبقيمهم وبمظلومية شعبهم، فأخلصوا بكل ذلك فزادهم الله هدى، ليرفعوا شعار أجمل أيام البحرين قادمة بإذن الله، وليحولوها إلى مشروع مهم قادم يحمل في طياته قفزة نوعية في العمل المعارض.

نعم إن أجمل أيام وطننا لم نعشها بعد، ولن نعيشها إﻻ بالعدالة، وبالعدالة وحدها، وأعني بذلك تقديم المعذبين والقتلة إلى المحاكم العادلة، وتقرير الشعب لمصيره بنفسه، وسيادة القانون على الجميع، والعمل على بناء بحرين جديدة ﻻ تمييز فيها وﻻ فساد.

ويبقى.. هل سيأتي اليوم الجميل الذي لم نعشه بعد؟ وهل سنرى أبناءنا يرفلون في واحة نظام سياسي عادل يملأ البحرين كلها قسطاً وعدﻻ كما ملئت ظلما وجورا؟

أملنا بالله وهمة المخلصين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى