المنامة

التحرر والاستقلال: مواجهة الاستبداد والهيمنة.. المسيرة مستمرة

Capture

البحرين اليوم – (خاص)

يحتفل البحرانيون اليوم الخميس، 14 أغسطس، بذكرى الاستقلال من الاستعمار البريطاني قبل 43 عاماً. المناسبة التي لا يقرّ بها النّظام الخليفي، تحوّلت على مدى السنوات الأخيرة إلى مناسبة تُعلن من خلالها القوى الثورية البلاد موقفاً يراه متابعون للحدث المحلي بأنّه يُنتظر أن ينال التبني من جميع قطاعات المعارضة البحرانية.

القوى شدّدت من خلال فعالياتها في الأيام الأخيرة بأنّ هذه المناسبة تستدعي تثبيت خيار التحرّر من ما تصفه هذه القوى ب”الاستبداد الخليفي”، جنباً إلى جنب مع الموقف الاحتفالي بعيد الاستقلال. وتذهب هذه القوى أن منجز الاستقلال تعطّل بسبب استمرار هيمنة المستعمر البريطاني على النظام، وإعانته المتواصلة على قمع التحركات التحررية التي انطلقت طوال العقود الماضية.

وقد أوضحت الكلمات التي تحدّث بها ممثلو القوى الثورية مساء أمس في المهرجان الاحتفالي بالاستقلال، (أوضحت) أنّ السبيل المتاح أمام البحرانيين للتقدّم في مسيرة التحرر من “الاستبداد الخليفي” لن يكون إلا من خلال العلاج الجذري، وهو مفهوم تقصد القوى به إعادة بناء النظام الحاكم بعد التعاطي مع العائلة الخليفية في أمرين، الأول: إخراج العائلة الخليفية من دائرة الحكم، وإرجاع القرار الشعبي الكامل في إدارة الحكم وفي تقرير مصيره وشكل الحكم الذي يريده. والأمر الآخر هو فضخ الارتهان الخليفي للحضن البريطاني.

العمل الآخر يرى معارضون بأنه كان مهملا أو لم ينل الاهتمام الملائم في جهود القوى المعارضة والثورية في السنوات الأخيرة، ويؤكد هؤلاء بأن فضخ العلاقة الخليفية البريطانية يتطلب جهدا شموليا، ولا يقتصر فقط على العمل الدعائي أو التظاهر العام أو بقية أشكال “البروغندا الثورية”. ويطرح بعض المعارضين أفكارا تتعلق بتوسيع نطاق “اللوبي” المكافح ضد السياسة البريطانية في البحرين، وبما يشمل تحريك لوبيات “أصدقاء الثورة البحرانية” في مختلف بقاع العالم في هذا الاتجاه.

اليوم يحتفل البحرانيون بالمناسبة، ومن الواضح أن القوى الثورية أضحت أكثر وعياً في استيعاب متطلبات إنجاز معنى حقيقي لهذه المناسبة، وبما يكسر معادلة التحالف الاندماجي بين الخليفيين والبريطانيين، والتي كشفها حمد عيسى الخليفة في محضر البريطانيين حينما نقل اعتراض أبيه على قرار انسحاب البريطانيين من البلاد. إلا أنّ متابعين يرون أن الانجاز الكامل لإستراتيجية “الاستقلال والتحرر” تتطلب تكاتفا أوسع يوازي الحضور الشعبي الواسع الذي لم يبخل حتى الآن في تقديم التضحيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى