أحمد الصفارأحمد الصفارمقالات

"الحسين" منهج للحريات وحقوق الإنسان

أحمد الصفار/ ناشط حقوقي من البحرين
أحمد الصفار/ ناشط حقوقي من البحرين
البحرين اليوم – (خاص)
مبادئ حقوق الإنسان عُرفت من قبل ١٤ قرن وتجسدت معالمه في قضية عاشوراء الإمام الحسين “ع” وذلك قبل أن تنصها وتصيغها الأمم المتحده لتكون منظومة كامله بعدة قيم، ومنها العدل، الأخلاق، المعاملات، والحقوق والحريات.

كربلاء/ الملحمة روتْ وحكت للعالم روايات وقصصاً رسمت كل أنواع الانتهاكات الإنسانيه التي وقعت على أهل البيت، لترسم لنا لوحة تنوّعت فيها كلّ ملامح الخير والشر.

مبدأ حرية الرأي والتعبير اتضح في قضية الإمام الحسين، فجعل حرية اختيار المشاركه في المعركه من عدمه من حقّ الجميع، فلم يُجبر أنصاره وأهل بيته على الخوض في المعركة. وأوضح لهم أن هذه حرب ضد الفساد، وليس لأي مصلحة شخصية، حيث قال “إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين”، فدعا منْ  يؤمن بهذه الرسالة للمضي معه لأجل التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان، ومحاربة كل الشر والظلم الواقع عليهم.

كان هدفه تطبيق الشرع والقوانين الإسلامية التي تعلمها من جده وأبيه، وإيقاظ الضمير الإنساني والوعي الرسالي في شخص كل مسلم ليكون على الصراط المستقيم.

نهضة الإمام الحسين “ع” كانت معالمها ومبادؤها للإنسانية جمعاء بمختلف الأديان والمذاهب، بذلك يكون الإمام قد تجاوز كل ألوان الظلم والخداع والمكر والسوء والترهيب وسلب الكرامة والحرية، لصالح قيم الحق والنور والعدل.

وهذا ما اعتمدته المادة الحادية والعشرين من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث جاء فيها ما نصه:
1. لكل شخص الحق في أن يشترك في حكومة بلده مباشرة، أو عن طريق ممثلين مختارين بحرية.
2. لكل شخص الحق في الدخول بشكل متساو إلى الخدمة العامة في بلده.
3. سوف تكون إرادة الشعب هي أساس سلطة الحكومة، وهذه الإرادة سوف يتم التعبير عنها في انتخابات دورية وحقيقية، وتكون بواسطة اقتراع عام ومتساو، وسوف تجري بواسطة تصويت سري، أو إجراءات تصويت حرة نزيهة ومتساوية تشمل الجميع”

كما تبنى الإمام “ع ” منهج الحرية وإصراره على عدم الانصياع للظالم كالعبيد ليكونوا احراراً في دنياهم، كما ركز  في دعواته الإصلاحية على صيانة الكرامة الإنسانية، رافضاً مبدأ الذلة والاستعباد التي ينتهجها الطغاة في تعاملهم مع الناس،.

أكدت ذلك مقولته الشهيرة يوم العاشر من محرم “ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك، ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر”.

شدد الإمام الحسين “ع” في نهضته لقيم حقوق الإنسان على ضرورة توعية الأمة بمواصفات الحاكم العادل، من خلال الالتزام بكافة الاتفاقيات التي تكفل حقوق الشعب.

بعد استشهاده اتضحت وتشخّصت للعالم الانتهاكات التي قام بها يزيد وأتباعه من يوم العاشر من محرم ولغاية يومنا هذا،  فكان لاستشهاد الإمام الحسين عبرة لم نفهمها إلا بعد استشهاده عليه السلام، لإرسال وبيان ضخامة الظلم وشراسته في معركة الطف.

إن الإمام الحسين “ع” قدّم درسا للإنسانية بعدم قبول الظلم وتقديم التضحيات من أجل الخلاص من العبوديه ونشر الحق والعدل بين الناس.

نحن اليوم وقد بدأت مراسيم ذكرى استشهاده الطاهر؛ علينا جميعا أن نقتدي به في تعاملنا مع بعضنا البعض، ونسلك مثل الدرب الذي انتهجه أئمتنا الأطهار من خلال احترام حقوق الجميع، ومحاربة الظلم والوقوف في وجه الظالم، فهذا ما تعلمناه من إمامنا وسيدنا أبي عبد الله “ع” بألا نخضع، ومهما كثر الظلم علينا ألا نركع، فنحن أبناء هذه المدرسة التي تحترم الجميع، وتقف في وجه الظلم والظالم، وتحفظ الكرامة والعزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى