ما وراء الخبر

“بوكيمونات” خليفية تواصل الصراخ ضد المعارضة البحرانية في ألمانيا

maxresdefault

متابعات – البحرين اليوم

بعد نحو شهر من مقال نشره “المتحوِّل” يوسف الحمدان، وتناول فيه بالصّراخ والتحريض والكذب؛ المعارضةَ البحرانية في ألمانيا؛ نشرَ “المتحوِّل” الآخر سعيد الحمد مقالا آخر اليوم الثلاثاء، ١٩ يوليو، وخصّصه للموضوع نفسه، وباللغةِ ذاتها التي عُرف بها المطلوبُ للعدالة بتهمة بث الكراهية، والطعن في الأعراض، والتحريض على القتل، وذلك بسبب ما كان يقدّمه عبر برنامجه سيء الذكر في التلفزيون الرسمي.

الحمد الذي لم يكتفِ بعد بلحس أقدام آل خليفة، وتقديم فروض الولاء المأجور لهم؛ يبحث على الدوام عما يضمن له استمرار تدفق “العطايا والمكرمات”، وهو يؤكد لأسياده – دون إحساس بأي كرامة – بأنه “باقٍ” على ذات الحال، ولم يغير من نفسه الطّبالة قيد أنملة، وهو يقدّم – دون تعقل أو سؤال أو استفسار – لمخابرات آل خليفة الاستعدادَ الدائم على تنفيذ كل المهام، ومهما كانت فجة، أو مفضوحة، أو تتطلب قدرا كبيرا من ابتلاع “القذارة” وتوزيعها على الآخرين.

في مقاله المنشور في صحيفة الأيام؛ يحاول الحمد دون جدوي أن “ينوِّع” من أسلوبه في التملق والحذلقة. هو ينجح فقط في دفع الناس للسخرية منه، وتحويله إلى مادة للفكاهة والترويح عن النفس، وهم ينظرون إليه باعتباره شيئا يشبه “البوكيميون” بعد أن تحوَّل بالخسْف إلى شيء آخر. هنا لا يتعلق الأمر بالشكل والمظهر، رغم أن الحمد يُعاني من عقد نفسية مزمنة بسبب ما ابتلاه الله به في شكله الخارجي، ولكن السلوك البوكيميوني الذي يفعله الحمد ويوسف الحمدان وأمثالها (من المتحوِّلين) ينبيء بأن اختراع الأكاذيب، والتعيُّش منها؛ هو سلوك لصيق بتلك الفئة من الكتبة والمتثاقفين الذين فشلوا مع أنفسهم، ومع الجمهور الخاص، ووجدوا أنهم لا يعرفون أن يكتبوا حرفا إلا حين تتحرك جيوبهم، ويخرج لسانهم، وتسْودّ قلوبهم.

خصص الحمد مقاله للحديث عن “مركز البحرين الثقافي الاجتماعي” في برلين. ساقَ صاحبُ أشهر برامج الكراهية في تلفزيون آل خليفة؛ (ساق) كلاماً من اليمين والشمال حول المركز، وذهب به إلى لندن، حيث القيادي المخضرم سعيد الشهابي، لينسج الوهم المخابراتيّ الممل عن ارتباط المركز بالشهابي ومؤسساته التي تتصل بدورها بإيران، وتعمل على جمْع البحرانيين “المتهمين بالعنف والإرهاب”. لا جديد هنا ولا شيء مفيدا. الكتبة المتحولون إلى عالم البوكيمونات؛ لا يقدمون المعرفة، فهذه مهمة لا يجيدون بها، وفشلوا بها دوما. إنهم لا يهتمون بما له صلة بالعقل، واكتشاف الحقيقة. هم مهيئون، بطبعهم المتحول، لأن يكذبوا، ويصفّوا الحروف كيفما كان، مع كلمات وأوامر “ثابتة” من قاموس الكراهية، والتحريض، والشتائم.

وكما هي طباع الحمقى، وكما تفعل تقارير المخابرات المفبركة؛ فإنّها تنشر فضائل الناس من حيث لا تدري، وعلى طريقة: “إذا أراد الله نشر فضيلة طويت، أتاح لها لسان حقود”. فالمركز في برلين، والناشيء توّا، والذي أسالَ شبانٌ بحرانيون العرقَ والسهرَ من أجل تأسيسه؛ يمثل حاضنة واعدة للجالية البحرانية في ألمانيا، واستطاع – رغم محدودية الإمكانات وبكارة النشأة – أن يؤدي دور “السفارة” للبحرانيين في الغربة، فيوفر لهم المكان للمعرفة، واللقاء الاجتماعي، وإحياء المناسبات والشعائر، وهو ما تعجز سفارات آل خليفة عن القيام به، لأن سفراءها مشغولون بمهام أخرى، لا علاقة للبحرانيين والوطن بها.

لن يزدد الشاب أحمد جاسم مكي إلا شرفا وهو يُتهم بالإشراف على المركز. لا أحد ممن ينبض الحياءُ في قلوبهم؛ سيكون معنيا بالهراء الذي يقوله الحمد حول أحمد، فبطاقة الهوية التي يعرفها الجميع أنه شقيق الشهيد حسن الذي قضى نحبه داخل السجون الخليفية. الهراء المحنّط الذي ينسلّ من قلم “البوكيميون” لا يضرّ بنزاهة الشيخ أحمد نوّار وسيرته الطيبة، ولن يغير من مظلومية الشاب حسين حميد. وهراءُ الحمد – ومهما تمنطق أو تزندق – سيكون عاجزا، مثل صاحبه الحمدان، على الإساءة إلى الناشط يوسف العمران، ولو تسلّح بعمارات من الخيال الدرامي الذي لا يغير حقيقة أن البحرانيين المهجرين، الذين باتوا يتوزعون على قارات العالم؛ يمثلون شاهدا حيا على ما يعانيه السكان الأصليون من جرائم ومضايقات في الداخل.

يريد الخليفيون أن يوجهوا “البوصلة” إلى المعارضة في الخارج، وذلك بعد ظنهم أنهم باتوا مسيطرين على الوضع في الداخل. وهناك عدة مؤشرات تتحدث عن تجهييز السفارات الخليفية لأكثر من حملة في اتجاه التضييق على المعارضين والنشطاء في المنفى. وعلى الرغم من أن مثل هذه الحملات ليست جديدة، وسبق للنظام التخطيط لمضايقات وملاحقات للمعارضة في لندن على وجه الخصوص، إلا أن هناك ما يشير إلى مخطط “موسع” يريد الخليفيون تنفيذه في أكثر من عاصمة، بغرض تشويه المعارضين والنشطاء البحرانيين، وهو مخطط يقلل الناشطون من جدواه أو تحقيق النجاح، مشيرين إلى أن الجهد التشويهي الذي يمكن أن يبذله الخليفيون في الخارج؛ لن يكون أكثر من الدور الذي تقوم به “شركات العلاقات العامة”، مؤكدين بأن الإنزعاج الخليفي من نشاط المعارضة في الخارج يثبت – من جهة أخرى – نجاح هذا النشاط وبلوغه بعض أهدافه، وهو ما أفصح عنه الحمد نفسه عندما تحدّث عن “اختراق” النشطاء والمعارضين في برلين للبرلمان والمجتمع المدني في ألمانيا.

وحين نعرف الفارق في العدد والإمكانات المادية بين الشبان البحرانيين، وسفارات آل خليفة والشركات الدعائية التابعة لها؛ ونقوم بعدها بجرْد النقاط وحجم النشاط بينهما؛ نعرف السبب الذي يدفع الخليفيين لضرب البوكيميونات – العجائز تحديدا – على مؤخراتهم ودفعهم لكتابة المزيد من الهراء والتشويه بحق المعارضة في الخارج، وخاصة بحقّ الجيل الشاب من النشطاء الذي لا يعرف اليأس، ويحمل في عقله وقلبه معاناة شعبه وإرادة النصر المحتوم على آل خليفة. وكما يقولون دائما في مثل هذه الحال: “الصراخ على قدر الألم”…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى