المنامة

خليفة بن سلمان: أنا قاتلٌ، وأعطيتكم من الحياة ما يكفيكم، وكفى!

alalam-alislami-2103135751

البحرين اليوم – (خاص)

لم تتأخّر القوّات الخليفيّة ساعةً عن إثبات “حقيقة” كلام وزير الدّاخليّة الخليفيّة الذي قاله مستهلّ شهر رمضان.
الوزيرُ الخليفيّ أعلن مرحلة “تضميد الجراح”، والبدء في “الحلّ السّلمي” الذي يعتمدُ على الحوار مع الشّباب. ساعاتٌ قليلة وبدأت الجراحُ تنزف مجدّداً، ولهيب الموت يستعرّ على أجساد الشّبان.
هذا لا يكفي.
لابدّ من تصريح أكثر وضوحاً لإظهار الكذب. هذا دورٌ لا يقوم به إلا “آخر الملوك”، كما سخِر الدّكتور الحرّ عبد الجليل السّنكيس ذات مرّة من الحاكم بأمرِ السّعوديين.

أمّا السّعوديّ القحّ، فلا يُجيد لعبة التّواري، وصناعة الأكاذيب المنمّقة. خليفة بن سلمان يفعلُ أكاذيبه، ولا يقولها.

أظهرَ خليفة سلمان الخليفة، رئيس الحكومة الخليفيّة، بعضاً من خصاله المعروفة.
في مجلس ليل أمس الأربعاء، 9 يوليو، كان خليفة بصحبة مجموعةٍ من الموالين الذين عُرف عنهم كلّ سوء.
ربّما كان خليفة في حالٍ من الاشتياق لتلميذه “المبجَّل” لديه، عادل فليفل، ولا شكّ أن عيون خليفة كانت تفحص كلّ الوجوه، بحثاً عمّن يُسلّي عليه غيبة فليفل، الذي أشاد به علناً أكثر من مرّة.
تخيّل خليفة صورة تلميذه فليفل: “الواعظ السّلفي الذي امتهن مهام التعذيب والقتل”. ولذلك، سارعَ خليفة للسؤال عن الوجه الرّديف لهذه الصّورة: “أين الشّيخ محمد خالد؟”، صاحَ خليفة في المجلس.
ولم يكن من الغريب، حينها، أنّ خليفة فضّل أن يبدأ حديثه في المجلس، بثالث الثلاثة: “الشّيخ جاسم السّعيدي”.

بحسب التّغطية التي قدّمتها “أخبار الخليج” (صحيفة “خليفة”)، فإنّ رئيس الوزراء الخليفيّ كان في وضعٍ من الانفجار. كأنه كان للتّو في اجتماعٍ عاصفٍ مع الأحلام السّوداء التي تُراود عادةً كبارَ القتلة والجلاّدين.
اعترفَ خليفة بأنّ قرار إبعاد المسؤول الأمريكيّ جاء من عنده، وأنّه تولّد بعد اجتماعٍ “طويل” مع (الملك) حمد. الأمر ليس جديداً. بالنسبة للثّورة، كلّهم سواء.

خليفة يوم أمس قال كلاماً لا يمكن أن يُؤخذ إلا من لدن أولئك الضّالعين في إزهاقِ الأرواح، وامتصاص دماء الأبرياء.
تحدّث عن: “الكرامة”. “الاستقلال”. “تطبيق القانون”.
يختار خليفة الكلمات التي يشعرُ، عميقاً، بأنّه يُعاني فقداتها. ويكفي في “تطبيق القانون”، قوْلته المُنْكرة للجلاّد المعروف مبارك ابن حويل.
قارنَ خليفة بين “الديمقراطيّة الخليفيّة”، و”الديقراطيّة الأمريكيّة”. في هذا المقطع قال كلاماً لا يمكن أن يصدر إلا من طاغيةٍ متمرِّس، أو رجلٍ بلغَ من الفجورِ عتيّا.
قال: “لقد قدّمنا أكثر مما هو اجب علينا”.
كلمة تختصرُ كلّ الجبروت الذي يتنزّل على شعب البحرين.

رفعَ خليفة رايته، وأعلن حربه. شنّ علناً حربه على الولايات المتّحدة التي تقول مصادر بأنّه”غير مرغوب به” فيها منذ سنين طويلة.
استذكر خليفة السعوديّة خاصةً. لطالما كان خليفة رجل آل سعود في البحرين. لم يكن مدهشاً أن يستحضر خليفة السعودية، وأنّ يستذكر مشروعها: الاتحاد الخليجي، وهو المشروع الذي يُقاتل آل خليفة الهواءَ والدّودَ من تحتهم، من أجل الوصول إليه.
في الخلاصة،
كسرَ خليفةُ خُدعَ السّياسة كلّها، ودخلَ مباشرةً إلى الموضوع: “أنا قاتلٌ، وأعطيتُكم من الحياة ما يكفيكم، وكفى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى