المنامةتقاريرما وراء الخبر

متابعات: آل خليفة ردا على بيان الخارجية الأمريكية: هرطقاتنا أقوى.. وآل سعود سندُنا

gdfgd

 

البحرين اليوم – (خاص)

متابعات

ما وراء الخبر

 

كان ردّ آل خليفة على بيان وزارة الخارجيّة الأمريكيّة واضحاً: “علاقاتنا متميزة. والسعوديّة سندنا. وأحكام جديدة ضدّ المدونين”.

بيان وزارة الخارجية يوم أمس، الأربعاء 17 فبراير، كان يُشبه “الخرقة” المعبأة بالغازت السّامة، والتي تريد واشنطن أن تضعها على “جسد” الانتهاكات الجارية في البحرين، على أمل أن “تغطّي” أو تستر العوْرات. استذكر البيانُ ذكرى الثورة، وتحدّث عن “المطالب الوطنية”، وأعاد التذكير بضرورة الحوار “بين الحكم والمعارضة” على أمل “تلبية تطلعات جميع البحرانيين”. لم ينس البيان الأمريكي التذكير بأنّ هناك “إصلاحات”، إنما المطلوب “بذل المزيد”.

بهذه الخلاصة، يكون الموقف الأمريكي ناسفاً لكلّ ما جرى خلال السنوات الخمس الماضية. كان يمكن أن يكون للبيان “مقبولية نسبية” فيما لو صدر في مساء 14 فبراير 2011م، وأتبعه الأمريكيون بموقفٍ عمليّ يُشبه ذلك الذي ظهروا به بشأن مصر/ مبارك، وتونس/ زين العابدين. إلا أنّ واشنطن لا تنس أن تذكّرنا بأن هناك “علاقات إستراتيجيّة” مع آل خليفة. وهي علاقاتٌ يعرف الخليفيون بأنّها بمثابة “الشفرة” الأمريكية التي تعني: “نحن سنقول، وندعو، ولكن أنتم افعلوا ما شئتم” . والمشيئة الخليفية هنا، لا تتحرّك إلا بإرادة آل سعود، ولذلك ردّ الخليفيين كان “سعوديا” عبر إصدار أحكام السجن 5 سنوات بحقّ مغرّدين بحرانيين دانوا العداون السعودي/ الخليفي على اليمن، وهزئوا بالمرتزقة الذين يُدفعون إلى هناك.

 

– اقرأ: السجن 5 سنوات على مغرّدين اعترضوا على العدوان في اليمن: هنا، وهنا.

 

“حجي أحمد” و”بو خميس” (الحسابان في تويتر اللذان سُجن صاحبهما بتهمة التغريد ضد العدوان على اليمن) هما علامتان بحرانيتان تحيلان على حقيقة أنّ واشنطن تمارس ذات اللعبة التي بدأتها قبل خمس سنوات. ولعلّ الرد الخليفي الذي أصدرته وزارة الخارجية مساء أمس الأربعاء، 17 فبراير، يكشف حجم “الهرطقات” التي يمكن للنظام الخليفي أن يستعملها في نفي “الحقائق”، من غير أن يشعر بحرج أمام حليفه الأميركي.

يتحدث البيان عن “حقوق الإنسان” باعتبارها أهمية مركزية لآل خليفة. ويؤكد على استقلال القضاء، ويقول إن “حرية الرأي والتعبير دعامة بارزة في نهضة المملكة”، ويشيد ب”الانفتاح الديمقراطي والإعلامي”. وأكثر من ذلك، يجترح البيان الخليفي “هرطقةً” جسورة بالحديث عن تجاوز البلاد لـ “أحداث 2011″ وب”مراحل كبيرة وخطوات واسعة ومبادرات نوعية”، مستدلا على ذلك ب”التلاحم” بين الشعب و”القيادة” الخليفية، ليختم بالتأكيد على “الاعتزاز” بعلاقاتها “المتميزة والوثيقة” بالولايات المتحدة.

 

– اقرأ رد وزارة الخارجية الخليفية على بيان الخارجية الأميريكية: هنا

 

يعرف الأمريكيون، وموظفو سفارتهم في المنامة، أنّ التظاهرات الشعبية اليومية تهتف دوماً بإسقاط النظام، ويدوس المتظاهرون صور “حمد” تأكيدا على الانفصال المطلق عن كلّ ما له صلة بآل خليفة. ويقرأ الأمريكيون أيضاً التقارير اليومية عن انتهاكات النظام بحقّ المتظاهرين، واستهداف الإعلاميين (وآخرهم الصحافيون الأمريكيون الأربعة)، وهم على دراية مفصّلة بما يقول المواطنون عن “الملك الكذّاب”. ولكن النظام الكذّاب لا يهمه ذلك، لأنه يعلم بأنّ الحليف الأمريكي ليس بعيداً عن هذه الخصلة المذمومة.

إنها، كما يقول معلقون، “سخاقة” متبادلة بين واشنطن وآل خليفة، مشيرين إلى أن بيان الخارجية الخليفية كان معدّاً بشكل مسبق ليكون “تعليقاً ديباجياً” على بيان الخارجية الأميركية”، بما يعني أنّ هناك “إخطارا مسبقاً بصدور البيان، لاسيما وأنه جاء بعد أيام من ذكرى الثورة البحرانية، وليس في وقتها تماماً”.

محتوى البيان الخليفي عوّل على مخاطبة “العقل الأميركي”، ولم يكن معنياً بالرّد على “الحقائق” التي تدحض هرطاقاته. هذا العقل، كما يقول ناشطون، معنيّ فقط ب”تسجيل الموقف لإسكات ضغوط الناشطين، ثم الذهاب بعيداً والانشغال في القضايا الأخرى”. ويرى آل خليفة بأن هذا لا يتطلب منهم إصدار بيان “تفنيذ وإثبات المدّعى”، والاجتهاد في التضليل لأجل إيضاح “الحقيقة الفعلية على الأرض”، وإنما يكفي إصدار بيان إنشائي، يُعيد تجميع العبارات والدعايات والأكاذيب التي لم تتوقف طيلة السنوات الماضية. وذلك في ظنّ الخليفيين سيُرضي الأميركيين، ولن يكون هناك أيّ سجال بينهما بعد ذلك، حيث “لا سجال بين أصحاب العلاقات المتميزة والوثيقة”.

 

المؤكد بأن النشطاء الأميركيين سيجدون في بيان الخارجية الخليفية مجالا جديداً لإثبات “إمعان آل خليفة في الإجرام”، ولكن الأهم من ذلك، هو أن النشطاء في واشنطن سيتأكد لديهم أن “السياسة الناعمة” المتبعة من الإدارة الأمريكية إزاء الملف البحراني؛ “لم تؤتِ أكلها، بل زادت الخليفيين إجراماً وتعنتاً ومروقاً”. فماذا أنتم فاعلون.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى