الخليجالمنامةتقاريرما وراء الخبر

متابعات: أبرزُ سوءات آل سعود وآل خليفة.. شرعنة الخطاب الطائفي وتكريم الشتامين

Capture

البحرين اليوم – (خاص)

 

 متابعات 

ما وراء الخبر

 

سِجل آل سعود في الجرائم تبدو مليئة. أشكال الانتهاكات أضحت جاهزة لأنْ تتحول إلى ملف للملاحقة الجنائية. ولكن سيكون ملف “خطاب الكراهية” واحدا من أبشع السوءات التي سيُعرَف بها حكّام السعودية وحلفاؤهم حين يُكتب تاريخ هذه المنطقة.

إثارة الكراهيات المذهبية والإثنية والعرقيّة لم تعد جريمة تُوكل إلى “الصحف الصفراء” وكتّاب “الإرتزاق” أو إلى الجيش الإلكتروني السعوديّ والخليفيّ. هذه مهمة باتت عملا رسمياً، ويحظى بتكريم آل سعود، ويجدونه جزءاً من الإشباع “الذاتي” وتوليد الطاقة والتعويض.

خلال أقل من شهرين ارتقى شاعر آل سعود منبرَ الشتائم، وبمحضر الملك السعوديّ وأتباعه، من الصغار والكبار. المرة الأولى في مهرجان “الجنادريّة” (شاهد: هنا)، والثانية في ختام مناورات “رعد الشمال”، (شاهد: هنا).

المهرجان الذي يُفترض أن يكون خاصا بالثقافة والتعارف الإنساني، دشّنه وجهان معروفان بسوء السمعة: سلمان آل سعود، والحاكم الخليفي حمد عيسى الخليفة. وضع الاثنان إمضاءهما على “قصيدةٍ” ألقاها مشعل الحارثي، الضابط في وزارة محمد بن نايف، وهي القصيدة التي يراها مختصون في تحليل الخطاب نموذجاً على مفهوم “خطاب الكراهية”، الذي تعتبره المواثيق الدولية جريمة تستحق الملاحقة والتجريم الدولي.

ما تنشره الصحافة السعودية والخليفية يقول بأن الاحتفاء بالشتائم بات أمرا رسمياً، ويحظى بالرعاية العليا. لا تكتفي هذه الصحف ب”الشتائم” ذات المعنى الرمزي، بل إنها تذهب بعيداً في استعمال كلّ القاموس الذي يحرص الآباء والأمهات على تجنيب أبنائهم الصغار سماعه أو استعماله مع الآخرين. نحن هنا أمام “قلة أدب” غير مسبوقة، وبرعاية آل سعود وآل خليفة، وأولئك الذين يدورون في الفلك السعوديّ.

قاموس الكراهية والشتائم تدرج عبر السنوات الخمس الماضية، وكان “وعاء الكذب” الحافظ الأكبر له.

في البداية، اكتفى حكام السعودية والبحرين بغض الطرف عن هذا القاموس، وسمحوا للصحف ووسائل الإعلام بأن تشتم المعارضين في الداخل، والأطراف الخارجية التي يعتبرونها “خصوماً”، ثم “أعداءا”. في هذا القاموس جرى تعليم الناس فنوناً في سوء الخطاب والأوصاف: “الصفويون”، “الخونة”، “أذناب إيران”، “الفرس”، “المجوس”.. ثم بدأت مرحلة أخرى من القدح في الأنساب، والاتّهام في الأعراض، وبلا حسيب أو رقيب، وظهر في هذا الفن الرسمي الشتائمي أبطالٌ بارزون في البحرين، مثل سعيد الحمد الذي رفعت صحيفة “الوسط” دعوى ضده وتم استدعاؤه للتحقيق.

الصحافة ووسائل الإعلام السعوديّة أسهمت في إضافة عناوين “تكفيرية” للقاموس المذكور. كان التكفير حاضراً في “ساحة الشرفاء” بالبحرين، وفي حسابات “المخابرات الخليفية” على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن آل سعود فتحوا الباب لتعميم “التكفير”، وبرفقة “الشتائم” و”التطاول على الشرف”، وهي “التوليفة” التي بات إعلام وصحافة آل خليفة تقتدي بها، حرفاً بحرف.

في قصيدة “الجنادرية”، ابتهج سلمان وحمد وهما يسمعان أسوأ الكلمات النابية. كانا يقولان لأتباعهم: “افعلوا ذلك، اشتموا، وقولوا ما شئتم من أقبح الأوصاف ضد إيران وحزب الله، ومنْ يُحسَب عليهم من الشيعة”. منهجٌ أراد آل سعود أن يكون ثابتاً في “سياسة العداء” الجديدة ضد إيران وحزب الله، وأن يكون منهجاً رسمياً، وبأعلى المستويات. وهو ما حصل مع قصيدة “رعد الشمال” التي أُلقيت بمحضر سلمان وحمد أيضاً، وبمعية بقية ضيوف “الملك” الذي سيُحسَب له إنجازان غير مسبوقين في إضفاء الشرعية على الشتائم المفتوحة، وفي تعليم الأتباع “آداب الشتم والسّباب”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى