مغردون

مغردون: “تويتر” إبراهيم شريف منذ الإفراج الأخير: صدى سجن القادة

e99056ca-3309-44f6-acf7-b8ae11e7fe5b
البحرين اليوم – (خاص)
تجربة الاعتقال الطويل للقيادي المعارض إبراهيم شريف؛ لا يبدو أنها غيّرت من أفكاره ومواقفه التي كان سجّلها مبكرا في ثورة ١٤ فبراير ٢٠١١م عندما اختار أن “يغرّد” خارج سرب “الجمعيات السياسية” وينزل إلى الميدان ويلتحم بالشّبان الذين صنعوا الثورة وكانوا قادتها، حتى اليوم.
المؤكد أن وجوده في سجن “القادة” ورفقته للرّموز الكبار في رحلة العذاب والمعاناة؛ كان لها المفعول غير اليسير في توسيع “آفاق” الرجل الذي آمن بضرورة “تعويم الأيديولوجيا” والخروج من “التصلب الحزبي والأيديولوجي” والاستماع إلى الناس واحترام خياراتهم، قدر المستطاع. هذه الثقافة التي أكد عليها قادة مثل الأستاذ عبد الوهاب حسين والأستاذ حسن مشيمع؛ بدت عالية “الجودة والدرجة” في الأمين العام السابق لجمعية “وعد”، وظهرت بوضوح في أول خطاب له في يوليو ٢٠١٥ في تأبين الشهيد حسام الحداد، والذي تسبّب بإعادته إلى السجن عاما آخر بعد السنوات الخمس التي قضاها في السجن، منذ مارس ٢٠١١م.

21161db5-77cc-46ea-a1f9-9d683bc741dfبعد الإفراج عنه في يوليو الماضي؛ كيف يبدو إبراهيم شريف، وعلى أي نحو يقدّم نفسه مع اشتداد الهجوم الخليفي واتساع الحرب على السكان الأصليين؟ في حسابه على تويتر الذي أطلّ منه في ٣١ يوليو ٢٠١٦م؛ يمكن جمع العلامات الخاصة بأبي شريف والتي يمكن أن تكون “معايير” لتقييم مساره قبل الاعتقال وبعده، كما أنها تصلح أن تكون “ميزانا” لقياس مسارات الآخرين، ولاسيما المعارضين السياسيين الذين اجتهد بعضهم طويلا ليأمن نفسه من الاعتقال والملاحقة، ويتجنب “الإفصاح” عن المواقف التي “قد” تكون سببا للاتهام بإزدراء النظام أو التحريض على كراهيته.

في أول تغريدة له في ٣١ يوليو كتب شريف “ما زلت أراقب وأتعلم”. العبارة للوهلة الأولى قد تنطوي على إرادة ما أو تخطيط لـ”انسحاب تكتيكي” من الشارع السياسي المعارض، ولكن شريف يبادر في اليوم نفسه لكتابة ما يؤكد به ثباته على مواقفه: “قف دون رأيك مجاهدا/ إن الحياة عقيدة وجهاد”. هذا الإعلان الواضح بالثبات على الموقف؛ اختار شريف أن يُسجّله بقاموس له مسوح دينية، وهو ظلال سيظهر جليا في عدد من التغريدات اللاحقة، وقد يكون ذلك نتيجة زمالته الطويلة مع القيادات المعتقلين وهم من علماء الدين والمفكرين والمثقفين المتعمقين في علوم الدين.

لإبراهيم شريف إحساس خاص في العلاقة مع الشهداء. كان ذلك منذ أول شهداء ثورة ١٤ فبراير، ولحين الاعتقال الثاني الذي سجّل فيه وفاءا “باهظ الثمن” في ذكرى الشهيد حسام الحداد بالمحرق، حينما كان يعم صمت واضح في صفوف عموم السياسيين في الداخل. بعد الإفراج عنه أخيرا، لم يتوان شريف في تأكيد هذه العلاقة التي يستند عليها في بث الأمل وإزاحة اليأس عن العيون. كتب في الأول من أغسطس ٢٠١٦: “الأمل يسقيه ماء الألم، والولادة لا تكون إلا بعد مخاض. رحم الله الشهيد حسن الحايكي”.

87dc4fb3-3087-4723-aa3c-732a2054597cلا يفوت شريف فرصة في التذكير بزملائه من المعتقلين القادة. وهو يكشف عما يصفه ب”الافتقاد لهم”، ما يشير إلى العلاقة الوطيدة وغير العادية التي تربطه بهم، ولكنه عادة ما يستذكرهم بصحبة “أملٍ” في اللقاء بهم والإفراج عنهم، وهو ما يجدده عبر لقائه مع الشيخ محمد علي المحفوظ في ٥ سبتمبر ٢٠١٦ في منزل الأخير، ومع الناشط نبيل رجب بعيد الإفراج عنه مؤقتاً في ٤ سبتمبر للمشاركة في مراسم عزاء أحد أقربائه.

اختار شريف أن يكون حاضرا، عبر تويتر، في المناسبات الهامة. في عيد الاستقلال، ١٤ أغسطس، كتب: “من هي الدولة التي احتفلت هذا العام بمرور ٢٠٠ عام على دخول المستعمر، ولم تحتفل بمرور ٤٥ على خروجه؟”. سؤال مصحوب بإجابته الواضحة، ولكن شريف لا يفضل الغموض، ويكتب في يوم الاستقلال: “عيد ميلاد سعيد يا بحرين يا نور العين. حصلنا على استقلالنا الأول قبل ٤٥ يوما. وما زلنا ننتظر الاستقلال الثاني: الديمقراطية والكرامة الإنسانية”. يختصر شريف في هذه التغريدة موقفين “إستراتيجيين”، الأول التأكيد على التاريخ الحقيقي للبحرين ونضال شعبها عبر التمسك بيوم الاستقلال عن بريطانيا واعتباره اليوم الوطني للبلاد، والثاني تشديده على أن “استعمارا” آخر لازال يهيمن على البلاد، وأن الفكاك منه يكون بإحلال الديمقراطية والكرامة الغائبتين.

ab642d0a-3ce7-4797-8d0c-6a74a16a3f9f

تضامنيات شريف في تويتر تجمع بين تسجيل الموقف “السياسي” والعاطفة الوجدانية، وذلك من خلال العبارات الأدبية والأشعار والآيات القرآنية. كتب في ١٧ أغسطس ٢٠١٦م: “صباح الخير للأخوة المسحوبة جنسياتهم، في البحرين وفي المنافي. متضامنون معكم كل صباح ومساء ونقول لمن قرر: وطني جنسيتي، محفور في الصخر وفي قلبي”.

6d600715-a879-49a9-aa43-1ec07eeb9b7a

كما يربط شريف في تغريداته بين الأحداث الجارية في الخارج بحال البلاد العربية، وبينها البحرين. كتب في ٣ سبتمبر: “سجون العرب متشابهة. قصة إبراهيم حلاوة في مصر كقصة أى إبراهيم في أي سجن عربي. وطن عربي سجان بكتف سجان. أما آن لنا أن نكون مواطن بكتف مواطن”. وفي اليوم نفسه نقل خبر “موت ديكتاتور أوزبكستان كريموف الذي يمارس نظامه التعذيب المنهجي”، كما قال شريف، وأضاف: “العبرة: فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.

وفي شأن التطبيع مع إسرائيل كتب شريف: “عرب يطبعون مع الكيان الغاصب، في حين يرفض غربيون مصافحة نتنياهو ويطالبون بمحاكمته. هذا هو ثمن العيش في ظل الاستبداد”، في إشارة إلى نظام آل سعود والتطبيع الأخير الذي قام به المقرب من الحكام السعوديين أنور عشقي.

في عيد الأضحى، يختار شريف أن يوجه تحية خاصة وبرسائل واضحة مستشهدا بالأشعار: “إني اخترتك يا وطني حبا وطواعية، إني اخترتك يا وطني سرا وعلانية. عيدكم مبارك يا أهلي في الدراز والرفاع. فكل شبر فيك أنا”.

وبشأن الوفد الخليفي إلى مجلس حقوق الإنسان بجنيف، وبعد بيان المفوض السامي لحقوق الإنسان الذي دان النظام الخليفي، كتب شريف: “شكرا للمفوض السامي زيد بن رعد لصراحته ووقوفه مع حقوق شعبنا. ذهبوا بوفدهم الكبير ومنعوا وفدنا من السفر، لكن الحقيقة لا تحتاج إلى جواز سفر”.

7f7c9920-ad68-4364-b375-0e29235218a3

c5491822-7658-406f-b10a-ffeb73af2920

775715f2-64f3-4488-a5c7-9b53da402317

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى