الخليجالعالم

باحث أمريكي: السعودية بحاجة الى امريكا أكثر من حاجة الأخيرة لها

من العالم-البحرين اليوم

Screenshot 2016-05-18 15.59.22
كبار زميل معهد كاتو

كتب “دوغ باندو” بحثا في “هافنغتون بوست” يوم الثلاثاء (17 مايو 2016) بعنوان “السعودية أكثر إحتياجا لأمريكا من إحتياج الأخيرة لها” وتطرق فيه الى العلاقات الأمريكية السعودية التي اعترتها “الشكوك” مؤخرا.

الكاتب إبتدأ بحثه بالإشارة الى الزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى الرياض مؤخرا سعيا منه “لطمأنة” العائلة المالكة حول الدعم الأمريكي لها, لكنه دعا الولايات المتحدة الى التحرك نحو علاقات أكثر طبيعية مع السعودية.

واوضح الكاتب بانه “ينبغي للولايات المتحدة الإستمرار في تجارة السلحة مع الرياض ولكن لا ينبغي لها مساعدة الرياض في مساعيها للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد, أو في مساعيها لإعادة الرئيس اليمني المخلوع الى سدة الحكم”.

ورأى ان الأهم من كل ذلك هو “تخلي الولايات المتحدة عن تقديم اي ضمانات أمنية لها سواء اكانت صريحية او ضمنية” وأضاف ” إذا كانت السعودية جديرة بالدفاع عن نفسها فعلى شعبها ان يفعل ذلك”.

وبيّن الكاتب ان علاقة الولايات المتحدة بالسعودية إستندت دوما على النفط, لكنه اوضح بان مصادر جديدة للنفط تغني عن السعودية مثل الصخر الزيتي وأسواق جديدة للطاقة بالإضافة الى ايران التي أبرمت الولايات المتحدة اتفاقا معها مؤخرا.

واوضح بان الخطر الكبر أثناء الحرب الباردة كان وصول السوفيت الى الخليج وقطع إمدادات النفط, لكنه يعتبر الخطر الأكبر اليوم هو من داخل المملكة واصفا نظامها ” بالإستبدادي الذي ينتمي الى القرون الوسطى” واعتبر ان الولايات المتحدة “غير قادرة على حماية نظام من شعبه”.

وأما بشأن الدور المفترض للسعودية في تعزيز الإستقرار في المنطقة فأوضح الكاتب إنها ” تدخلت في البحرين لمنع الإصلاحات ولحماية النظام الملكي السني في مواجهة الأغلبية الشيعية, وقامت بتمويل المتمردين في محاولة للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وهي تسعى لزعزعة استقرار النظام السياسي الطائفي الهش في لبنان, والأسوأ من ذلك، حولت الرياض الصراع الداخلي الذي طال أمده في اليمن إلى معركة طائفية مع إيران”.

وأشار في هذا الصدد الى تصريح لسارة ليا ويتسن من هيومن رايتس ووتش وجاء فيه “إن السعودية تنتهك القانون الدولي لأنها تنفذ هجمات مع عدم وجود هدف عسكري واضح وتستخدم الأسلحة المحظورة مثل القنابل العنقودية”.

ووصف الكاتب مشاركة السعودية في الحرب ضد الإرهاب ب”الشكلية” واشار في هذا الخصوص الى تنامي قورة تنظيم القاعدة في اليمن ومنذ بدء السعودية لعدوانها على البلاد. وأوضح بانها تستخدم قوانين مكافحة الإرهاب لإستهداف الناشطين والمعارضين في الداخل , وأشار في هذا الخصوص الى تصريح لكريستين بيكيريه من هيومن رايتس ووتش وجاء فيه أن “جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب استهدفت مباشرة الناشطين في مجال حقوق الإنسان.”

وقال الكاتب ان الأسوأ من كل ذلك هو “إستمرار دعم الرياض للتطرف الإسلامي في جميع أنحاء العالم”. مشيرا الى تمويل السعودية للمدارس الأصولية في كافة انحاء العالم وبضمنها امريكا.
كما وتطرق الى الإتهامات الموجهة لها في التورط في احداث 11 سبتمبر الإرهابية, والى رفض الإدارة الكشف عن 28 صفحة من التقرير الذي أجرته لجنة تحقيقية حول تلك الاحداث.

واخيرا رأى الكاتب ان السعودية لا تشترك مع الولايات المتحدة في القيم الديمقراطية ولا في غيرها وقال في هذا الصدد” إنها دولة غير حرة على صعيد الحقوق السياسية والحريات المدنية والاعتقالات التعسفية”. واشار أيضا الى انعدام الحريات الدينية والى التضييق على حرية الراي والتعبير والتجمع السلمي والى إفتقار نظامها القضائي لمعايير العدالة المتبعة.

وراى ان السعودية لا تختلف إلا قليلا عن النظام السوفيتي السابق “فكلاهما شمولي , يقمع الحريات والفرق هو في ان الثاني يشكل تهديدا امنيا مباشرا لأمريكا وعلى العكس من السعودية”.

ودعا الكاتب الولايات المتحدة الى عدم التصرف ك”متوسل” في علاقاتها مع الرياض معتبرا ان المملكة أشد حاجة لامريكا من حاجة الأخيرة لها.

ورأى ان الخطر الأكبر الذي يواجه امريكا هو خطر أخلاقي في الدفاع عن هذا النظام وتشجيعه على مقاومة الإصلاحات. ودعا الكاتب واشنطن في ختام بحثه الى ” أخذ مسافة من شركائها ذوي النتائج العكسية, وان الرياض مكان جيد للبدء بذلك”.

يذكر ان “دوغ باندو” كبير الزملاء في معهد كاتو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى