ما وراء الخبر

بعد أسبوعين على اغتيال الشهيدة فخرية.. الداخلية تعلن عن متهمين مزعومين: لعبة المجرم الثابتة

3178c3d5-a755-45d8-83f7-c8b96ceec3d1

البحرين اليوم – متابعات

بعد مرور أسبوعين على حادثة التفجير المزعومة التي وقعت في بلدة العكر، وادّعت وزارة الداخلية بأنها استهدفت صرّافا آليا لأحد البنوك، وذهبت ضحيته الشهيدة فخرية مسلم؛ أعلنت وزارة الداخلية يوم أمس، الثلاثاء ١٢ يوليو، عن أسماء عدد من المواطنين وقالت بأنهم متهمون في الحادثة، وذلك بعد حملة من المداهمات التي شهدتها البلدة وبلدات أخرى على مدى الأسبوعين الماضيين، وهي حملة لم تتوقف حتى اليوم الأربعاء، ١٣ يوليو، حيث داهمت المدرعات الخليفية بلدة العكر، في حي الخبة بالعكر الغربي، واقتحمت منزلا بصحبة عناصر تابعين للبحث الجنائي.

وكعادتها، أعلنت الوزارة أسماء المتهمين وصورهم، رغم معارضة ذلك للمواثيق الدولية التي تؤكد على عدم قانونية التشهير بالمتهمين قبل خضوعهم لمحاكمة عادلة. العادة الخليفية كانت قائمة أيضا في “سرعة” القبض على متهمين مزعومين في الحوادث التي يصفها النظام بـ”الإرهابية”، وهي ما يجعل ناشطين يثيرون علامات استفهام وتشكيك حيالها، وخاصة مع إفلات قوات النظام ومرتزقته من العقاب، ومع شيوع التعذيب الجسدي والنفسي أثناء التحقيق لانتزاع اعترافات كاذبة.

الإعلان عن المتهمين استند على ذات الرواية الخليفية لحادثة العكر، والتي سارعت السلطات إلى ترويجها بالاستعانة بمؤسساتها ذات الصلة، بما في ذلك النيابة العامة والأطباء الشرعيين، الذين يعملون عادةً على التغطية على جرائم النظام، والنأي عن توجيه أي اتهامات إلى أجهزتها المختلفة، وفبركة الاتهامات إلى المواطنين والنشطاء، وفي غياب أي لجان تحقيق محايدة ومستقلة.

وقد كان واضحا بأن النظام كان يسعى، عبر جريمة قتل الشهيدة فخرية مسلم، إلى “صياغة حكاية” على غرار “حكاية الخلايا الإرهابية”، وذلك لكي يُعزز من مصداقية روايته للجريمة، والتي أكد شهود عيان وتقارير خاصة بأنها وقعت بعد مرور موكب لشخصية خليفية وُصفت برفيعة المستوى في الشارع العام، في حين اعترض مرافقو الموكب سيارة الشهيدة وأطلقوا عليها الرصاص الذي تسبب في استشهادها في ذات اللحظة، في حين أُصيب أبناؤها الثلاثة بجروح.

وقد وقعت حوادث اغتيال ممنهجة لعدد من المواطنين والشبان، وفي فترات مختلفة، ولم تنكشف حتى الآن الظروف الحقيقية لهذه الحوادث، وبينها تلك التي كانت مجرياتها توحي برغبة “مخطط لها” لإثارة الرعب بين المواطنين، وإدخال أسلوب “القتل الغامض” ضمن أساليب الحرب الوجودية التي تستهدف السكان الأصليين.

ولم يفت النظام أن “يوظف” الحادثة باتجاه السياق العام للخدمة التي يقوم بها الخليفيون لصالح آل سعود خاصة، حيث ادّعت السلطات بأن المتهمين تلقوا “تدريبات عسكرية على صناعة واستخدام الأسلحة والمتفجرات على عناصر من الحرس الثوري الإيراني”، وهي “دمغة” ثابتة في مجمل “الخلايا” التي يدّعى النظام الكشف عنها منذ سنوات، ما ينبيء عن “انكشاف واضح” في الأهداف الرامية إلى وصْم الثورة بالارتباط الخارجي، وتشويه مطالبها الوطنية والشعبية، ومحاولة جرها إلى “خارطة” الأحداث الدموية التي آلت إليها بقية الاحتجاجات والثورات العربية.

واللافت أن السلطات قالت بأنه قُبض على اثنين فقط من هؤلاء المتهمين، وهما: حسن جاسم حسن الحايكي (٣٥ عاما، موظف بمؤسسة خاصة)، وحسين إبراهيم على حسين مرزوق (٢٦ عاما، عامل بشركة خاصة)، في حين قالت بأنها تلاحق أحد المطاردين في القضية ذاتها، وهو المواطن حسين أحمد عبد الله أحمد حسين (٢٧ عاما، موظف بشركة خاصة)، وقالت بأنه موجود في إيران، ومحكوم في قضايا “صناعة المتفجرات والقتل العمد”. ومثل هذه التوليفة في تركيب قوائم المتهمين و”باقة” الاتهامات؛ باتت “معهودة” من النظام، وخصوصا ضمن محاولاته “النمطية” لتثبت تهمة ارتباط الثورة البحرانية بإيران والحرس الثوري، وهي التهمة اللّصيقة بالمهمة الوظيفية لآل خليفة، والتي يتوقع مراقبون أن تأخذ “توسعة” أكثر في الفترة المقبلة، وذلك تنفيذا لأوامر آل سعود في التصعيد ضد إيران، ولاسيما بعد مشاركة تركي الفيصل في مؤتمر ما يُسمى “مجاهدي خلق” في باريس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى