اوروباتقارير

تقرير مصور: ناشطون بحرانيون يطاردون حمد الخليفة وابنه ناصر في مضمار “ويندسور” للفروسية

IMG_3799

من لندن-البحرين اليوم

مع شروق شمس صباح يوم السبت 14 مايو عقدت ثلة من الناشطين البحرانيين العزم على التوجه نحو قلعة وندسور الملكية التي تبعد عن مدينة لندن قرابة ال 20 ميلا. إنهم على موعد مع الطاغية حمد الخليفة الذي يحكم بلادهم بالحديد والنار, حيث القتل والتعذيب والسجن والتشريد, مصير كل من يعارض نظام حكم عائلته الظالم.

ثلة ذاقت شتى صنوف التعذيب في سجون حمد الخليفة, قبل ان تنجح بالفرار بجلدها الى الخارج لتبدأ رحلة تعرية هذا النظام الفاسد والجائر ومطاردة رموزه في المحافل الدولية. مدينة لندن تعتبر الوجهة المفضلة للحاكم الخليفي وأفراد عائلته وخاصة ابنه ناصر الذي اطلق عليه البحرانيون تهكما لقب “الطفل المعجزه” نظرا لتعدد مواهبه المزعومة.

image

فهو شاعر اشتهر ببعض القصائد التي لو نظمت في الجاهلية لأصبحت لدينا اليوم 8 معلقات موضوعة على أستار الكعبة بدلا من السبعة المشهورة. ولعل أشهر قصائده هي قصيدته الرائية التي تنضح بالبلاغة وفي رسم الصور الخلابة عن الطائرات التي تقضي هذه العائلة معظم اوقاتها على متنها, واما مطلعها فهو “بلغ الطيار يقلع من مطاره”.

هذا الطفل المعجزة او “سوبر ناصر” كما أطلقت عليه صحيفة “بليك” السويسرية, حضر برفقة والده الى مضمار “وندسور” للفروسية للمشاركة في سباقات القدرة. إلا انه فشل في مواصلة السباق بعد ان خارت قواه وعجز عن مجاراة المتسابقين الآخرين, فانسحب من السباق بداعي إصابة فرسه!! وهكذا ذهبت جائزة ال 55 ألف يورو التي تبرع بها والده الى فارس غيره.

والده حمد الخليفة جلس على المنصة برفقة ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية التي يجري السباق في قصرها الواقع في قلعة وندسور, وهو ذات المكان الذي يحتفظ فيه حمد بذكريات مروعه. ففي مثل هذا الوقت وقبل ثلاث سنوات, وعندما كان يجلس حمد مزهوا ومنتشيا وهو يتابع سباقات الخيل, ظهر له شاب بحراني وكأنه مارد خرج من قمقمه حاملا علم البحرين وسط حلبة السباق وهو يتوجه نحو حمد ويطلق الهتافات المندذده بنظام حكمه الجائر قبل أن يعتقله رجال الأمن.

منظر ظل كالشبح الذي يطارد حمد الخليفة كلما جلس على تلك المنصة. هذا الشبح اصبح مخيفا عاما بعد آخر, بعد ان نجح ناشطون بحرانيون في مطاردة رموز النظام الخليفي في لندن, مثل ناصر الخليفة, وخليفة الخليفة, وفواز الخليفة ومن قبلهم كبيرهم الذي علمهم السحر حمد الخليفة.

ولذلك فقد سبقت وصول حمد الى حلبة السباق عملية إستنفار امني تحسبا لإختراق الناشطين لحلبة السباق وارتفاع أصواتهم المنددة بإستضافة هذا الجلاد وابنه المعذب ناصر. كان إنتشار المخابرات الخليفية واضحا للعيان داخل وخارج الحلبة, واما المخابرات البريطانية فهي تعرف هؤلاء الناشطين الذين لا تتجاوز أعدادهم أصابع اليد الواحدة.

IMG_2824

وهكذا وبمجرد إقتراب الناشطين على مشيمع وسيد أحمد الوداعي, تم منعهما من دخول مضمار السباق, إلا ان الناشط موسى عبدعلي نجح في الدخول, ولكن تم إخراجه بعد دقائق معدودة. لكن ناشطين آخرين نجحا في إختراق الأمن الخليفي والدخول الى مضمار السباق وجلسا قبالة المنصة التي يجلس عليها حمد الخليفة.

Screen Shot 2016-05-16 at 12.53.23

كان هدفهما هو إيصال صوت شعبهما الى أسماع العالم, ولتسجيل إعتراضهما على إستضافة بريطانيا وهي مهد الديمقراطية في العالم, لحاكم جلاد لا يعرف شيئا عن مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان, واستقبال ابنه ناصر بحفاوة بالغة وهو المتهم بتعذيب معارضين بحرانيين.

كامرات المراقبة كانت منتشرة بشكل مكثف في أرجاء حلبة السباق فيما كان أفراد الأمن الخليفي يجوبون منصات المتفرجين بحثا عن ناشطين بحرانيين, كان سيسهل التعرف عليهم وسط متفرجين بريطانيين واوروبيين. القلق كان باديا على وجوه افراد الأمن الخليفي وهم يتصفحون الوجوه, حتى عثروا على ضالتهم المنشودة.

إنهما الناشطان صابر السلاطنة وعيسى العالي , إذ ما ان رآهم المرتزق الخليفي حتى إنفرجت أساريره فبدأ بالتقاط الصور لهما من خلفهما, وجلس يراقبهما, فيما أجرى إتصالات بمسؤوليه, أثمرت عن تعاون مع رجال الأمن البريطاني الذين اقتادوا الناشطين الى خارج حلبة السباق وتم منعهما من الدخول.

108182ab00f8928c4cb8215b275bd5f1

لكن القلق ظل مسيطرا على رجال الأمن الخليفي خشية , خروج بحراني آخر لا يعلموه , فبدأوا برحلة مسح لوجوه المتفرجين واحدا واحدا. منظر يثير الشفقة ويثبت ضعف هؤلاء الطغاة الذي يسومون الشعوب بالحديد والنار ولكنهم , يبدون كالفئران المذعورة في الخارج , التي ترتعد من ملاحقة عدد من الناشطين لها ممن ليس لديهم من سلاح سوى إيمانهم بعدالة قضيتهم.

c47c90618e63e453f1d870baafef9d24

إخراج الناشطين من حلبة السباق لم يمحو آثار القلق من وجه الحاكم الخليفي وزبانيته وحتى إنتهاء السباق وحينها تنفس الصعداء وذهب مع ابنه ناصر برفقة الملكة لتناول طعام الغداء في قلعة وندسور تيمنا بالذكرى السنوية ال 90 لولادة ملكة بريطانيا.

الناشطون البحرانيون قرروا وبعد منعهم من دخول الحلبة, الإعتصام خارجها لإيصال صوتهم الى اسماع العالم وللتعبير عن إحتجاجهم على الحفاوة التي يلقاها المعذبون والجلادين, فيما يحرم المظلومون والضحايا من دخول مضمار السباق. رفعوا لافتة طالبوا خلالها بريطانيا بالتوقف عن دعم الطغيان في البحرين, فيما أطلقوا الشعارات المنددة بالجلاد ناصر حمد الخليفة الذي أسقطت محكمة بريطانية سابقا , الحصانة عنه.

IMG_3904

مشهد سيتكرر مرات عدة, طالما بقي في البحرانيين رمق, وطالما ظلت عصابة آل خليفة الجائرة تمعن فيهم ظلما وقتلا وهتكا للحرمات, وطالما استمر الخليفيون ضيوفا مرحبا بهم في بريطانيا بالرغم من سجلهم المروع في إنتهاك حقوق الإنسان وفي إرتكابهم لجرائم ضد الإنسانية. فالبحرانيون يطالبون بحقوقهم التي سلبتها عائلة آل خليفة, وقد ارخصوا الغالي والثمين في طريق الحصول على تلك الحقوق, وماضاع حق وراءه مطالب.

IMG_3928

IMG_3901

IMG_2824

IMG_2831

IMG_2812

IMG_2853

IMG_3825

IMG_2813

IMG_3841

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى