حكايات الضحاياواشنطن

رحلة تقي الميدان من أمريكا الى سجن جو

1377896099
من واشنطن-البحرين اليوم:

تقي الميدان شاب بحراني يحمل الجنسية الأمريكية, ولد في ولاية كونيتيكت الأمريكية عام 1990 والتي عاش فيها لمدة اربعة أعوام عندما كان يكمل والده دراسته الجامعية في جامعة ييل. وبعد تخرجه اصطحب عائلته وعاد الى السعودية ومن ثم الى البحرين كما اخبرت والدته وكالة انباء(البحرين اليوم) ,التي اجرت معها الوكالة لقاءا حصريا وبالتعاون مع منظمة امريكيون من اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين( ADHRB ) خلال زيارتها الأخيرة لأمريكا اوائل هذا العام .

تقول والدته بأنهم كانت لديهم حياة جيدة في البحرين في ظل أسرة متحابة للغاية. وقد تخرج تقي من المدرسة وبدأ رحلة البحث عن وظيفة. واضافت قائلة بأن تقي كان فخورا جدا بجنسيته الأمريكية وكان يريد دائما أن يعطي شيئا لأمريكا, ولذا تقدم بطلب للعمل في سفارة الولايات المتحدة، وكذلك في البحرية، لكنه لم يتمكن من العثور على وظيفة.

والدته سردت لنا قصة اعتقاله عام ٢٠١١ وبعد اندلاع الحراك الثوري حينها حيث أشارت الى سكنهم بالقرب من دوار اللؤلؤة الذي كان مركزا للإحتجاجات ضد الحكومة, لكنها لم تكن تعتقد بان السلطات ستستهدف عائلتها لأن لديها العديد من الأقارب ممن يعملون في المؤسسات الأمنية. الا انها فوجئت بالقوات الحكومية تقتحم بيتها في ساعات الفجر الأولى عندما دخل رجال ملثمون وسألوها عن تقي, ونظرا لعلمها بان ليس لديها ما تخفيه فقد اخبرتهم بانه نائم, حيث تم اعتقاله ودون أبراز أي امر قضائي.

شعور رهيب اعترى والدته وصفته بالكابوس, التي حذرتهم من ان ابنها أمريكي لكنهم لم يعيروا ذلك اهتماما. اعتقدت بانها ستتمكن من رؤيته في مركز الشرطة في اليوم التالي , إلا ان ظنونها خابت إذ طافت على اربع مراكز شرطة في ذلك اليوم لكنها لم تعثر عليه. لم يخبرها احد بمكان احتجازه ولا باسباب اعتقاله حتى اصبحت خائفة جدا بعد سماعها للعديد من القصص عن اختفاء العديد من الأشخاص بعد اختطافهم من منازلهم في عتمة الليل.

وفي نهاية المطاف، توجه احد ابنائها نحو السفارة الأمريكية طلبا للمساعدة لكنه اعتذروا عن تقديم أي مساعدة بسبب عطلة نهاية الأسبوع. وبعد مضي اكثر من يوم اتصل تقي أخيرا، ليسرد لأمه ماحصل له بعد اعتقاله, اذ عصبت عيناه واجبر على الوقوف على ساق واحدة لفترة طويلة وحرم من الماء ومن الوصوال للحمام.

ثم تعرض بعدها للتعذيب في المعتقل في محاولة لإجباره على الإعتراف بمشاركتة في الاحتجاجات ومهاجمة رجال الشرطة. إلا انه وبرغم شدة التعذيب نفى تلك الإتهامات. مما دفعهم الى تهديده باختطاف أمه, وهو ما اجبره على الإدلاء باعترافات كاذبة. طالبين منه الإعتراف بالقاء حجارة على سيارة شرطة.

وبعد مرور 60 يوما على احتجازه في سجن الحوض الجاف، تم تمديد اعتقاله لمدة 60 يوما إضافية. وبقي بعد ذلك في السجن لمدة عام ونصف حتى اصبح مريضا جدا. اذ كان يعاني من قرحة في المعدة قبل اعتقاله وكان يتبع نظاما غذائيا خاصا ويتناول دوائه بانتظام, الا ان السلطات رفضت توفير العلاج له مما فاقم حالته الصحية.

والدته توسلت للسفارة الأمريكية في المنامة لفعل شيء من اجله لكنهم لم يفعلوا شيئا بل استمروا بوعدهم اياها بمحادثة شخص ما لكن لم يفعلوا بحسب ما قالت لنا. بقي تقي رهن الإعتقال وكان ينام على الأرض في السجن حتى خسر ١٥ كيلوغراما من وزنه , وبدلا من أن توفر له السلطات احتياجاته الدوائية عرضته على طبيب نفساني وصف له حبوب منومة في محاولة لأسكاته واظهاره كمجنون. ثم حكم عليه بعدها بالسجن بتهمة الإعتداء على ضابط شرطة. المحكمة ادعت ان لديها شريط فيديو يظهر مشاركة تقي في الإحتجاجات, وعندما طلبت نسخة منه قالوا لها بأن لا وجود لمثل هذا الشريط.

كان الدليل الوحيد ضده هي شهادة احد ضباط الشرطة الذي تبين انه شهد ضد أكثر من 500, شخص متسائلة كيف يمكن لشخص واحد أن يشهد مثل هذا العدد من الأحداث؟ والدته وصفت وضعه في السجن بالصعب وبانها الوحيدة اليوم التي تدافع عنه , اذ أعربت عن خيبة املها من موقف السلطات الأمريكية التي تبدو عاجزة عن مساعدته. فقد أخبروها بان لديهم مصالح دبلوماسية مع البحرين, ولكنها لا تريد سوى اطلاق سراح ابنها اذ لم يكن مهتما بالسياسة.

والدة تقي وجهت رسالة الى الإدارة الأمريكية عبر وكالتنا مخاطبة الرئيس الأمريكي باراك اوباما قائلة “ لقد أرسلت لك رسالة بخصوص اعتقال ابني, و لقد مضت سنتان ونصف تقريبا ولم يتم عمل شيء, الرجاء فعل شيء لمساعدته ,انه بريء”.
كما وجهت رسالة الى الأمهات الأمريكيات طالبة منهم عدم التخلي عن أطفالهن وبضرورة الحصول على معلومات عن أي بلد يذهب اليه أبناؤهن والتأكد من كونه آمنا.

واما رسالتها للشعب الأمريكي فهي الإهتمام بشكل اكبر بالمواطنين الأمريكيين في الخارج, وليس فقط في الولايات المتحدة, كما ودعتهم لفعل شيئا للتأكد من أن الأميركيين ليسوا في خطر. واما رسالتها للكنغرس الأمريكي فهي أخذ قضية ابنها على محمل الجد وعدم الأكتفاء بالإدعاء بالعمل على قضيته, فهذا لايكفي فهي تريد رؤية ابنها خارج السجن.

واخيرا وجهت رسالة الى ابنها المعتقل تقي الميدان قائلة” عندما غادرت البحريت تركت لك قميصك مع حقيبة تحتوي على ملابسك, لأني سأعود لأصطحبك معي في المرة المقبلة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى