ما وراء الخبر

سياسة “المدرعات” وتبادل “الخيبة”.. الحاكم الخليفي يزور تركيا

king erdogan_0
البحرين اليوم – متابعات
يغادر الحاكم الخليفي حمد عيسى الخليفة غدا الخميس، 25 أغسطس، متوجها إلى تركيا في زيارة يُفترض أن يكون حمد “الرئيس” العربي الثاني الذي يزور أنقرة بعد محاولة الإنقلاب التي تعرّض لها الرئيس التركي طيب أردوغان في يوليو الماضي، وقد سبقه الأمير القطري تميم آل ثاني الذي سارع لزيارة تركيا تأكيدا على “التحالف الإخواني” الذي يربط بين نظام أردوغان والنظام القطري.

وبحسب بيان الديوان الخليفي، فإن الزيارة تأتي تلبية لدعوة تلقها حمد من أردوغان، وأنها ستتضمن إجراء “مباحثات (..) تتناول العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط بين البلدين (…) إضافة إلى آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية”، بحسب تعبيرا البيان الذي لم يشر إلى تفاصيل أخرى.

الخليفيون، وآل سعود من ورائهم، والذين منعوا أمس الثلاثاء محامي حقوق الإنسان البارز محمد التاجر وعائلته من مغادرة البحرين باتجاه تركيا؛ يجدون في “تحريك” حمد باتجاه أنقرة في هذه الطروف؛ شكلاً من أشكال تعزيز “العلاقة” بين النظامين، وبالوكالة عن السعوديين. وقد أخذت علاقة أردوغان بآل خليفة دفعة إضافية بعد تنكُّر أردوغان لتصريحاته المبكرة التي فُهِم منها إدانته لقمع آل خليفة لثورة 14 فبراير 2011م، حيث حذّر الرئيس التركي في حينه من تكرار “كربلاء” جديدة في البحرين، إلا أن أردوغان سرعان ما تخلّى عن هذا الموقف وانضم إلى “الرؤية الإخوانية” المناهضة لثورة البحرين، وزاد على ذلك بتقديم الدعم العسكري لآل خليفة، وخاصة على مستوى المدرعات والآليات العسكرية المخصصة لمواجهة الحشود، وبات يُطلق البحرانيون على الآليات التي تقوم باقتحام المناطق وإطلاق النار ودهس المواطنين بـ”مدرعات أردوغان”، فيما تعزز هذا “الدعم العسكري” خلال الأشهر الماضية، وشاركت تركيا في أكثر من معرض في البحرين لعرض الآليات العسكرية، كما زار في الشهور الأخيرة وفد عسكري تركي البلادَ وتم عقد اتفاقيات عسكرية كشفت مصادر حقوقية بأنها تركزت على دعم القوات الخليفية بالآليات والأسلحة المناسبة لمواجهة المتظاهرين، وخاصة بعد تعرُّض الخليفيين لمضايقات واشتراطات مقيدة من سوق السلاح الغربي، وخاصة في الولايات المتحدة.

في شأن الزيارة، فإن متابعين وضعوها في سياق ما وصفوه بتبادل “الخيبة” بين حمد وأردوغان، ولاسيما وأن الطرفين يعانيان من “مشاكل داخلية”، وهو ما يمكن أن يُفهم من حديث السفيرة التركية في البحرين، هاتون ديميرير، التي أشارت في حديث لوكالة الأنباء الخليفية إلى ما وصفته بالتحديات التي تواجه تركيا، “خاصة الهجمات الإرهابية المتكررة”، إلا أن محللين أكدوا على أن الطابع الأساسي للزيارة سيكون “أمنيا” و”تجاريا”، حيث سيتم التوقيع على اتفاقيات تجارية بين الجانبين لن يغيب عنها الجانب الأمني الخاص بمواجهة الحراك الشعبي في البلاد.

في السياق، استهجن معلقون ما قاله الكاتب التركي القريب من نظام أردوغان، محمد زاهد جول، الذي قال بأن “العلاقات التركية” مع آل خليفة ستشهد “نقلة نوعية بعد زيارة (..) الملك إلى أنقرة”، وهو موقف غلب عليه طابع “الدعاية المدفوعة الثمن”، كما قال البعض، إلى حدّ أن جول اندفع في “حماسته للزيارة” وأخطأ حينما قال بأن حمد الخليفة هو “أول زعيم عربي يزور أنقرة بين الإنقلاب الفاشل”، في حين سبقه الأمير القطري في زيارتها.

وعلق ناشط بحراني على زيارة حمد لتركيا والحديث الخليفي عن دعم أردوغان ضد الإنقلاب، وقال “كيف لحاكم البحرين المستبد أن يدعم انقلابا في مصر، ويشجبه في تركيا؟” كما أشار الناشط إلى المواقف المزدوجة “حيث إن آل خليفة يعلنون العداء لإيران، في حين حصل تقارب أكبر بين أنقرة وطهران وخاصة بعد إدانة إيران للإنقلاب على أردوغان”، فيما سخِر البعض من الزيارة وتساءل عن الفائدة التي يمكن أن تجنيها تركيا من “ملك البحرين الذي لا يملك تأثيرا على وضعه الداخلي المضطرب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى