المنامةتقارير

صحيفة البلاد على خطى جريدة بابل

image

البحرين اليوم-(خاص)

جريدة البلاد على خطى جريدة بابل

في سبتمبر من العام ٢٠٠٢ نشرت جريدة بابل العراقية والمملوكة للمقبور عدي نجل الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين مقالا تحت عنوان(طقوس عاشوراء عند الرافضة). المقال الذي تصدر عنوانه البارز الصفحة الأولى, تضمن كلاما هجوميا مليئا بالأساءات الدنيئة الى المعتقدات الشيعية في بلد يشكل الشيعة فيه غالبية السكان ويضم المراقد المقدسة لعدد من أئمة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

الجريدة كان يشرف عليها أبن الرئيس المعروف بإنحلاله الأخلاقي وإجرامه وبعده عن الدين. ولذا فلم يكن الهدف من تلك المقالة بحسب العراقيين حينها سوى إثارة فتنة طائفية في البلاد حينها. فلقد نشطت المعارضة العراقية في ذلك العام وانفتحت على العديد من دوائر القرار في العالم بعد ان أبى النظام الصدامي الأستجابة لمطالب الشعب العراقي في إقامة حكم تعددي ديمقراطي وإيقاف إنتهاكات حقوق الإنسان في البلاد والتي بلغت مستويات غير مسبوقة في ظل نظام حكم عائلة صدام حسين التكريتي. فكانت تلك المقالة تعبر عن حالة القلق واليأس التي اعترت النظام العراقي حينها والتي حاول التنفيس عنها عبر تلك المقالة التي صب جام غضبه من خلالها على الطائفة الشيعية في العراق.

غير ان نظام صدام حسين لم يلبث بعد ذلك التجاوز على معتقدات شيعة اهل البيت, سوى بضعة أشهر حيث إحتلت القوات الأمريكية العراق في نيسان من العام ٢٠٠٣ وأسقطت النظام الصدامي وتم قتل عدي بعد هروبه الى محافظة الموصل شمالي العراقي فيما جرى القبض لاحقا على الرئيس العراقي صدام بعد أن وجد هاربا في حفرة في منطقة الدور بمحافظة صلاح الدين.

ويبدو ان التأريخ يعيد نفسه اليوم ولكن في البحرين هذه المرة. فصحيفة البلاد التابعة لرئيس وزراء البحرين خليفة سلمان الخليفة أقدمت في إحدى مقالاتها التي كتبها طارق العامر على السخرية من معتقدات الشيعة . وهو المقال الذي أثار موجة من الأستنكار والغضب بين أبناء الطائفة الشيعية في البحرين والعالم. ويرى مراقبون ان هناك تشابها بين حالة البحرين اليوم وحال العراق قبل السقوط. فكلا البلدين تقطنهما غالبية شيعية يحكمها نظام حكم عائلي, فالعراق خضع لنظام حكم عائلة صدام حسين التكريتي والتي هيمن فيها على كافة مفاصل الحكم صدام وأبنيه قصي وعدي وأخوته برزان ووطبان وسبعاوي وأبناء عمومته وفي طليعتهم علي كيمياوي وصهريه حسين وصدام كامل. فيما حرمت الأغلبية الشيعية من المشاركة في إدارة أمور البلاد وتعرضت الى حملات متواصلة من القمع والتنكيل كشف عن حجمها عدد المقابر الجماعية التي تم إكتشافها بعد سقوط النظام.

واما في البحرين فهناك نظام حكم عائلي تمسك فيه عائلة آل خليفة بمفاصله وتحكم قبضتها على كافة موارد البلاد الأقتصادية تاركة الأغلبية الشيعية تحت رحمة القمع والأضطهاد. وفي كلا البلدين لم يتوقف الحراك الشعبي المطالب بالديمقراطية وبعودة السلطات الى الشعب برغم حملات القمع الوحشية التي شنها النظامين ضد أبناء الطائفة الشيعية. وهو مايفسر لجوء نظام صدام حسين للتهجم والأساءة لمقدسات الشيعة بعد ان عجز عن تطويعهم وقيادهم. غير انه لم يلبث بعد تلك الأساءة إلا قليلا.
وهكذا يبدو الحال اليوم في البحرين, فرئيس وزراء البحرين خليفة بن سلمان من أشد المعجبين بالطاغية المقبور صدام ولطالما كان يفتخر بوضع صورته في مكتبه.فضلا عن نظرته للشعائر الحسينية التي تثير قلقه كما أثارت قلق صدام نظرا لروح التضحية والفداء التي تبثها في نفوس الناس.

ويرى مراقبون ان إقدام جريدة البلاد على نشر تلك الأساءة مؤشر على تغلغل الصداميين في مؤسسات الدولة في البحرين وخاصة في الأجهزة الأمنية والأعلامية مع ورود تقارير تشير الى وجود عناصر كثيرة مما يعرف بفدائيي صدام ممن يعملون في المؤسسات القمعية بعد ان تم تجنيس العديد منهم. وماقامت به جريدة البلاد هو تكرار لسيناريو جريدة بابل العام ٢٠٠٢. وبحسب هؤلاء المراقبين فأن نظام آل خليفة يسير على خطى نظام صدام حسين وان عائلة آل خليفة تحفر قبرها بيديها اليوم عبر إسائتها لمقدسات شيعة أهل البيت الذين أثبتت سير التأريخ ان من يتطاول عليهم فإنه يعجل في نهايته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى