المنامة

عبد الهادي خلف: موسى العبّار.. ونموذج مقاومة البسطاء

main_loc-5

البحرين اليوم – (خاص)

قال عالم الاجتماع البحراني، عبد الهادي خلف، بأن ما قام به الحاج موسى، والد الشهيد عبد العزيز العبّار، يُعدّ شكلاً من أشكال المقاومة.
وفي مقاله المنشور في صحيفة “السفير” اللبنانية اليوم الخميس، 10 يوليو، قال خلف – الذي كتب كثيرا في مجال المقاومة المدنية – بأن موسى وزوجته لم يكونا وحيدين، ولكنهما “لم يكونا جزءً من جهد جماعي”.

أمام المواجهة التي خاضتها عائلة الشهيد العبّار لانتزاع شهادة تعترف بالطلق النّاري الذي تعرّض له الشهيد وتسبّب بموته، يسأل خلف: “ما الذي يجعل أفراداً عاديين يقومون بأعمال غير إعتيادية؟”.
يؤكد خلف أنّ “ما فعله موسى العبار وزوجته يشابه كل مقاومة يمارسها الناس العاديون، وهي تُفاجئ السلطات والنخب فتسعى إلى إخمادها أو تحجيمها أو إحتوائها”.
ويضيف “لقد فوجئت السلطة في البحرين، وكثيرون غيرها في البداية، بجرأة زوجيْن فقيريْن على رفض قبول شهادة وفاة تبرئ السلطة من جريمتها. كما لم تستوعب السلطة ولا وسطاؤها قدرة ذلك العامل الفقير وزوجته على الصمود طيلة أشهر دون أن يودعا فقيدهما الوداع الأخير”.

وأمام انتصار موسى العبار وزوجته، يقول خلف بأنّ هذا الانتصار لن يعيد لهما ابنهما، “ولكنهما ضربا للناس مثلاً يستحق أن يُعرف”. ويشرح قائلاً “لقد قدّم الزوجان وهما في قمة حزنهما شكلاً خاصاً من أشكال المقاومة. شكلٌ يقف متميزاً بين المقاومة المسلحة والمقاومة بالعمل الجماهيري، ولكنه لا يلغيهما. ولأنه شكل من المقاومة التي يمارسها بطرق مختلفة ملايين الناس العاديين، فلا جدوى من قولبته ووضع ضوابطه أو تحديد مساره. ففي هذه المقاومة يتاح للبسطاء أن يصبحوا أبطالاً بمعنى الكلمة وهم يمارسون حياتهم العادية ويدافعون في الوقت نفسه عن عزة أنفسهم وعن كرامتهم”.

يخلص خلف في مقاله إلى القول بأنه “لم يعد “دق الجدران” يكفي إلا كبداية لحراك متعدد الأشكال يشارك فيه الناس العاديون بأشكال مقاومتهم العادية، فيصنعون تغييراً في ميزان القوى لصالح مئات الملايين من أمثال موسى وزوجته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى