الخليج

عملية عسكرية أمريكية في العراق تثير انقساما سياسيّا حادّاً في البلاد

f89dec0def782d45f0367234c82da9cc
من بغداد-البحرين اليوم:

أثارت عملية عسكرية نفّذتها القوات الأمريكية في العراق، انقساما سياسيا حادا في البلاد وسط صمت حكومي. فقد نفّذت قوات النخبة الأمريكية مع قوات خاصة تابعة للبيشمركة في ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس الماضي، عملية نوعية، عبر إنزال جوي على أحد معتقلات تنظيم داعش في المدينة، حررت فيها نحو 70 معتقلا، قيل إن من بينهم 20عنصرا من القوات الأمنية العراقية، وعددا من قيادات داعش الذين تمردوا على التنظيم.

العملية أثارت ردود أفعال متفاوتة تراوحت بين مرحّب بها وبين من اعتبرها انتهاكا للسيادة العراقية، فيما لم تعلن الحكومة العراقية أي موقف رسمي منها.

وزارة الدفاع العراقية وعلى لسان المتحدّث باسمها نفت علمها بالعملية. لكن المتحدث باسم البيت الأبيض إيريك شولتز قال “إن عملية انقاذ الرهائن في الحويجة جنوب غربي كركوك، الخميس، قامت بها قوات البيشمركة بدعم من القوات الأميركية الخاصة وبقرار من وزير الدفاع آشتون كارتر”، مضيفا إن “وزير الدفاع أعطى الضوء الأخضر للعملية بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة تفيد بأن الرهائن يواجهون إعداما جماعيا وشيكا”.

وادعى وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر، الجمعة، حصول بلاده على خزين “هائل” من المعلومات الاستخبارية من عملية الإنزال، متوقعا تكرارها مستقبلا.

وأما المتحدث باسم التحالف الدولي، ستيف وارن، فادعى في حديث لعدد من وسائل الإعلام: إن “الحكومة العراقية كانت على علم بعملية الحويجة وتم إعلامها بذلك”، لافتا إلى أن “العملية نُفذت ضمن تقديم المشورة والمساعدة، ولم يحصل أي تغيير في سياستنا”.

وأضاف أن “الرهائن الـ70 الذين تم تحريرهم من سجن داعش أصبحوا لدى قوات البيشمركة”، مبينا أن “داعش كان يستعد لإعدام هؤلاء الرهائن”.

العملية لاقت ترحيبا من رئيس اقليم كردستان فيما دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إلى “تكرار هذه التجربة الناجحة وإدامة زخم التواصل بين الإقليم والمركز لمواجهة الارهاب”.

وقال رئيس كتلة ائتلاف القوى العراقية، أحمد المساري: “إننا نقدّر عاليا الجهود الكبيرة التي بذلتها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة اﻷميركية في الإعداد و التخطيط لهذه العملية النوعية و ما قدمته من دعم لقوات البيشمركه لإنقاذ 70 رهينة بينهم 20 من افراد قوات اﻷمن العراقية كانوا محتجزين لدى تنظيم داعش الإرهابي”.

رئيس إئتلاف العراقية أياد علّاوي رحّب بالعملية داعياً إلى “تقارب حقيقي بين التحالف الدولي والتحالف الرباعي الجديد، على أن تأخذ السلطات العراقية الدور القيادي في رسم العمليات وتنفيذها معاً، وتعمل على تحقيق التكامل والمساهمة بقيادة العمليات والاشراف على التحالفات الموجهة ضد الارهاب وقوى التطرف”.

إئتلاف متحدون للإصلاح وجّه “شكره وتقديره للولايات المتحدة الأميركية على ما قدمته من تضحية من أجل إنقاذ عراقيين يواجهون الموت والإعدام المرتقب على أيدي الإرهابيين”.

وعلى جانب آخر إعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الجمعة، في معرض رده على سؤال من أحد أتباعه بشأن عملية الإنزال إن “العملية تعدٍ واضح على الحكومة العراقية واستغلال لها”، مضيفا “لا نقول إن تدخلها غير مقبول بل مرفوض وممنوع”.وشدد الصدر أن “على الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات لمنع أي تدخل من هذا النوع في المستقبل”.

وأما عصائب أهل الحق فقالت في بيان لها الجمعة “العملية تعد خرقاً للسيادة الوطنية، وسابقة خطرة، ودليلاً على عدم صدق الادارة الامريكية في ماتقول من ان دعمها للعراق يقتصر فقط على الدعم اللوجستي والاستشاري”.

وأما منظمة بدر فرأت أن العملية تهدف إلى”الحفاظ على ارهابيين مهمين”. واعتبر النائب جاسم محمد جعفر من ائتلاف دولة القانون، عملية الانزال الجوي للكوماندز الامريكي في الحويجة “اختراقا للسيادة العراقية لأنها تمت دون موافقة الحكومة العراقية وان أهدافها غير واضحة”.

فيما دعت كتلة المواطن التي يتزعمها عمار الحكيم قوات التحالف إلى “التنسيق مع المركز “.

يذكر أن العملية العسكرية أدت الى إطلاق سراح 70 من المعتقلين في سجون تنظيم داعش في مدينة الحويجة، فيما قُتِل خلالها جندي أمريكي.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى