غير مصنف

مهزلة المرشحين .. هل هي متعمّدة أم إفراز طبيعي لإخفاق التجربة البرلمانية؟

البحرين اليوم- (خاص)

مقالات-بقلم الهيثم

في وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام أخبار المرشحين المضحكة والمبكية في آن واحد، فهل يمكن أن نقول أن هذا البرلمان الذي نادى به شعب البحرين في تسعينيات القرن الماضي؟، أم إن السلطة الخليفية لعبت في الدستور والدوائر الانتخابية واللوائح الداخلية للمجلس وقيّدت العمل التشريعي والرقابي فيه حتى زهد فيه الشعب.

بعد نكث الوعود التي أطلقها الحاكم الخليفي في بداية الانفراجة السياسية عام 2001، والبلد يعيش أزمة دستورية خانقة، لم تنفع مع العرائض والاحتجاجات المتواصلة منذ ذلك التاريخ وإلى اندلاع الثورة في 2011، وهو عام إسقاط الشرعية الدستورية والشعبية عن نظام القبيلة الخليفي بالكامل.

لم يدخر النظام الخليفي خلال فترة 2001 وحتى أوائل 2011 جهداً إلا وأفرغه في استهلاك شعارات الديمقراطية المزيفة، ونزع مخالب البرلمان المفترضة، وعمد لإخراج هزيل للمسرحيات الأمنية والتي كان أبطالها خيرة الشعب ورموزه.

البرلمان كان حلاً لمشكلات الشعب المتراكمة في التسعينات المنصرمة، أما الآن فوعي الشعب أوصله إلى أن البحرين لا يمكن أن يستقيم وضعها إلا من خلال انتخاب حر للسلطتين التنفيذية والتشريعية، لأنه رأى حجم التآمر منهما ومن نصّب نفسه ولياً عليهما، وهو الذات التي مسّت كرامة الشعب.

سلطة آل خليفة أوصلت العملية الانتخابية في البلاد لحالة من السخرية والاستغلال العلني لموارد الشعب، فمرشح يعلن أنه يريد الزواج بالثانية، وآخر يريد الترويج لحلوى، وآخرون يقضون أيامهم في إيهام الناس بأحلام لا يمكن تحقيقها.

ومن جانب آخر، يجدّد النواب الذين فشلوا في إعاقة إصدار القوانين المضرة بالشعب، (يجددون) ترشيحهم من جديد، وتبدأ سوق الوعود الكاذبة بالرواج، ولكن مع قليل من الإحباط الشعبي المتكرر.

يبدو أن النظام الخليفي وخلية البندر يعملون ليل نهار لمخاطبة العقل الباطني للشعب، وإقناعه بأن الحكم الفردي والمناشدات المذلة -لفلان وعلان من أبناء الحاكم- هي الحل لمعضلات الوطن، وأن ما طالبتم به من شراكة حقيقية تُفضي لحكم الشعب لنفسه ما هو إلا ضياع وسراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى