مقابلات

أخت الشهيد ميثم علي تروي لـ “البحرين اليوم” جوانب من حياة الشهيد المطارد

البحرين اليوم – (خاص) 

 

في ساحل كرباباد، حيث يستجم الناس في كل جمعة، عمّد ثلاث شبان قصتهم التي لا تزال غامضة، بقطرات البحر، التي بدأت من كرباباد، وانتهت إلى حيث المياه الدولية، حيث غسّل البحر جثامين شهداء قضوا في ظروف غامضة يوم الثامن عشر من الشهر الجاري، بعد أن عاشوا حياتهم في المطاردة من قبل نظام لا يرحم.

في هذه المقابلة، تكشف لنا إيمان (أخت الشهيد ميثم علي إبراهيم)، جوانب من حياته، لتؤكد لنا أن الله يختار الشهداء بعناية. مميزون وإن جهلهم الناس، ومضيئون وإن لم نرَ شعاعهم لعدم تجانس العوالم بيننا.

وهذا نص المقابلة:

  

  •  كيف كانت طفولة الشهيد ميثم، وهل هناك أي ميزات لافتة في نشوئه؟

كان الشهيد ميثم طفلا مميزا وخجولا وقليل الكلام، ويحلم منذ الطفولة بأن يصبح رجل دين. كان التدين والصمت سمتين بارزتين في شخصه، وكان يشاهد صور العلماء بابتسامة وادعة وكأنه يتمثلهم في مخيلته، حيث أبدى رغبة ملحة بالالتحاق بالحوزة العلمية في مدنية قم المقدسة، وهذا الشغف الكبير دفعه لكثرة القراءة الدينية.

  •  منذ متى بدأ الشهيد مسيرة النضال، وبماذا كان يؤمن في مجابهته للظلمة؟

تحولت أمنية الطفولة إلى مجاهد ثائر بسبب الظلم الذي تعرض إليه، حيث تم اعتقاله في سنة 2010 م وكان لا يزال في عمر الأربعة عشر ربيعاً، ولقد تم الإفراج مع بدء ثورة 14 فبراير ” أيام اعتصام الدوار”، فما كان منه إلا مواصله مسيرة الجهاد و التضحيات من أجل  نيل الحقوق المشروعة للشعب كافة.

  • حدثينا عن لحظات المطاردة التي كان يعيشها، وهل كنتم في قلق “دائم” عليه أبانها، وكيف كانت عزيمته في المواصلة آنذاك؟

 بعد قمع إحدى المسيرات السلمية التي كان  الشعب المظلوم يندد فيها بالنظام؛ أصبح الشهيد ميثم يطالب ويجاهد من أجل الحقوق المشروعة. في هذه الأثناء بدأت رحلة الجهاد والعناء بين الاعتقال و التشريد، وأصبح مطارداَ من قبل النظام في عدة قضايا، وحتى أصبح مهدداَ بالتصفية، و هذا ما جعله يضطر لأن يترك المنزل و ختفي عن الأنظار. بعد حادثة مقتل الشرطي محمد تنوير المزعومة؛ حُكم بالمؤبد وإسقاط الجنسية، وهنا بدأت العائلة معاناتها بسبب كثرة الاقتحامات والتهديدات، و لوعة الفراق، حيث كان يعاني الغربة وعدم الأمان في وطنه.

  •   ماذا كان يحب الشهيد أن يقرأ، وهل هناك مؤلفين معينين كان الشهيد ينشد لهم؟

كان الشهيد يحب قراءة الكتب التي تتحدث عن الثورة و الجهاد، وكان يميل للكتب الأخلاقية أيضا والعقائدية التي تتحدث عن زمن الإمام المنتظر “عج”. القراءة بالنسبة لميثم بوابة لعالم مختلف، نرى ذلك في قسمات وجهه وسكناته ونظراته بعد كل اعتكاف على القراءة. بالقراءة تلمسنا عروجه المعنوي والأخلاقي والنضالي.

  •   كيف تلقيتم خبر استشهاده؟ وهل كان يطمح لنيل الشهادة قبل ذاك؟

كان يطمح لنيل الشهادة ويتمناها، ويدعو الله عز وجل أن يرزقه ذلك الشرف وهو الشهادة، فكأنه هيأنا لهذا اليوم. أصابنا الحزن بلا شك، لكن صبرنا بالله وبقضائه وبعلمنا اليقيني أن ميثم في مكان أجمل بكثير من هذه الدنيا المليئة بالابتلاءات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى