الخليجاوروبا

الباحث حمزة الحسن: السعودية خسرت حربها على قطر منذ اللحظة الأولى.. وهذه الأخطاء والنتائج

البحرين اليوم – (خاص)

أكد الباحث السياسي حمزة الحسن بأن السعودية خسرتمنذ اللحظة الأولى حربها على قطر، وأشار إلى أن النخبة الموالية للنظام السعودي لم تُبد الحماسة للحرب خوفاً من نتائجها.

وأوضح الحسن بأن السعودية خسرت الحرب ضد قطر بسبب أخطاء تكتيكية وأخرى إستراتيجية. فمن الأولى هو أن السعودية قامرت في الحرب ورمت بكلّ أورقها دفعة واحدة لإركاع قطر، إلا أن الرياض تورّطت حين لم تركع الدوحة، حيث فقدت السعودية أوراقها الضاغطة، بما فيها الورقة العسكرية واحتلال الدوحة بسبب وجود القوات التركية في قطر.

وأضاف الحسن بأن السعودية أخطأت باستنادها على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شنّ الهجوم على قطر، حيث أدى وقوفه مع الرياض لحصول انشقاق داخل إدارته، ما دفعه للصمت.

وقال الحسن بأن السعودية استعملت كل الوسائل القذرة في الحرب على قطر، وهو ما دفع الشارع الخليجي، بما فيه السعودي، لعدم الرضا عنها، وخاصة أن ذلك جرى في شهر رمضان.

وفي حين ضيّقت الرياض هامش المناورة، فإن الحسن يرى بأن السعودية فضحت نفسها إعلاميا وأخلاقيا وسياسيا، مضيفا بأن إلقاء تهمة الإرهاب على الدوحة غير كاف لتبرئتها من رعاية الإرهاب.

أما لجهة الأخطاء الإستراتيجية، فيشير الحسن إلى أن تأديب قطر بهذه الطريقة سيؤدي إلى القضاء على زعامة الرياض لمجلس التعاون التخليجي، بل وعلى المجلس نفسه. وأوضح الحسن بأن ما فعلته السعودية بقطر سيزيل من الآخرين الثقة بآل سعود، كما أن الحرب السعودية على قطر بحسب الحسن لا تعد مؤشرا علىانحدار في مكانة السعودية الإقليمية والدولية فحسب، بل ستكون أداة لمزيد من انحدارها وتراجعها.

ويؤكد الحسن بأن السعودية كانت مخطئة في الاعتقاد بأن قطر وقعت في العزلة الاقتصادية والسياسية، وقال بأن الرياض تعاني من العزلة بقدر ما تعنيه الدوحة.

ومن جهة أخرى، يقول الحسن بأن السعودية فشلت في تجنيد دول ذات قيمة معها، بل على العكس من ذلك، فقد استوعبت الدوحة الصدمة الأولى وبدأت تردّ، وجاءت تركيا إلى الخليج نكاية لها، كما زاد الحضور الإيراني بنحو أكبر، وهو ما يعني فشل السعودية في تحقيق أهدافها، وخاصة في ظل المؤشرات التي تقول بأن قطر لن تتراجع كثيرا عن مواقفها، فضلا عن أن الوضع الإقليمي والأمريكي والأوروبي يخدم موقفها، إلا أن الرياض كذلك لن تراجع بدورها، وهو ما يعني استمرار الحرب بحسب الحسن الذي يقارنها بالحرب ضد اليمن، وذلك باستمرار الحرب هناك بسبب الرعونة وليس لأن هناك ما يمكن حسمه.

ويوضح الحسن بأن استمرار الحرب ضد قطر سيؤدي إلى جملة من النتائج، ومنها ضعف مجلس التعاون وقد ينتهي بخروج قطر أو تجميد عضويتها، وقد تتفلت الكويت وعُمان منه، كما أن حلفاء آخرين للسعودية سيبتعدون عنها أيضا، بمن فيها باكستان والمغرب والأردن. وفي السياق نفسه، فإن الوضع السعودي الإماراتي لن يكون على ما يرام في الساحة اليمنية، وقد يحدث شرخ بينهما، على قاعدة أن الهزيمة تفتت الخصوم، وخاصة في حال تدخلت قطر في الملف اليمني بشكل يؤذي الرياض.

كذلك من نتائج استمرار الحرب على قطر هو تنامي الدور الإيراني والتركي على حساب تراجع السعودية، كما ستنعكس الحرب على آل سعود أنفسهم الذين سيُصابون بالضعف في الداخل، وهو أمر مرشّح بالتصعيد في حال استعملت الدوحة أدواتها الإعلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى