كتاب زفرات

الباحث والمحلل الدكتور حمزة الحسن

بسم الله الرحمن الرحيم

ثورة البحرين عظيمة. ولا يمكن أن يكون قادتها والمشاركون فيها إلا عظماء، كما لا يمكن أن يكون النظام الذي يقمعها إلا هزيلا طاغياً بلا منطق، رأسماله الوحيد هو الإتكاء على دعم الخارج والعنف.

إن تخليد هذه الثورة المستمرة، او بعض فصولها على الأقل، أمرٌ في غاية الأهمية، خاصة وأن ثورة شعب البحرين تعرضت منذ البداية الى نكران، والى تآمر، والى تغييب متعمد، لكنها استمرت ولازالت، والأمل كبير بالله أن تؤتي في يوم قريب أُكُلها بإذن ربها.

إن تاريخ القمع في البحرين ليس جديداً، فرحلة هذا الشعب مع النظام الخليفي مليئة بالآلام والدماء والأشواك. ولعله يمكن القول بأن شعب البحرين قد تعرض لأصناف من القمع لم يتعرض لها أي شعب في المنطقة الخليجية.

لكن أن يجري كل ذلك تحت مظلة القانون الخليفي المزعوم، أو بمسميات الالتزام بالقوانين الدولية، أو تحت مظلّة حقوق الإنسان، وفي زمن يفترض فيه انكشاف كل الحقائق بفضل مواقع التواصل الاجتماعي وتوفر وسائل الرصد والتسجيل.. فهذا غير مقبول البتة.

قضية انتفاضة سجناء جو، السجن الشهير منذ زمن طويل، لم تكن لتمر مرور الكرام. ولم يكن أحد ليقبل لا في الداخل او الخارج مزاعم السلطة وتبريراتها.

فرجال الثورة البحرينية كانوا عظماء خارج السجن الصغير، وداخل السجن الصغير ايضاً.

والنضال من أجل حقوق هذا الشعب لا يتوقف، سواء كان طلاب الحرية والكرامة داخل السجن أو خارجه.

 ان قصة انتفاضة سجن جو تُستحق أن تُروى، وهذا الكتاب الرائع يوثق فصولها، ويسجل تفاصيلها، وشهادات ضحاياها والمشاركين فيها.

والأمل يحدونا لتوثيق فصول أخرى من هذه الثورة البحرينية العظيمة، ليسجلها التاريخ، ولتراكم الأجيال التجارب والنضال من أجل الحق والحرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى