مقابلات

الخبير في شؤون الشرق الأوسط حكم أمهز لـ “البحرين اليوم”: العدوان الثلاثي خيب آمال الإرهابيين ومشغليهم..وقواعد الاشتباك تغيرت(1-2)

 

البحرين اليوم – (خاص)

فتحت “البحرين اليوم” مع خبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور حكم أمهز ملف المنطقة، وتحدث بإسهاب عن أوضاع المنطقة وتداعيات الضربة الأمريكية البريطانية الفرنسية على سوريا، ورأى أن الإرهاب كان يعول على العدوان الثلاثي، ليستعيد زمام المبادرة، أن الضربة المحدودة والتي أفشلتها الدفاعات السورية، قد خيبت آمال الإرهابيين ومشغليهم، كما رآى أن قواعد الاشتباك في تغير دائم، ولا يستبعد رد سوري مختلف على الضربة، سيتمثل في عدة خيارات، وإليكم الجزء الأول من مقابلة الدكتور أمهز:

 

 

  • من الواضح أن العدوان الثلاثي على سوريا قد فشل فشلاً ذريعاً بعد اعتراض المنظومة الدفاعية السورية لأغلب الصواريخ، وإصابة الآخرين لمناطق غير استراتيجية ولا تغير منطوق الحرب في سورية، ما الجديد الذي أراد الثلاثي المعتدي أن يقوله من خلال عدوانه؟

 

– عندما نحدد الأهداف التي كان يريدها هذا العنوان نعرف ماذا كان يريد من عدوانه، فالعدوان الثلاثي الذي تمثله الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا أولاً أعتقد أنه كان يريد أن يقول أن مفاتيح اللعبة الدولية هي بيده، لأن هذه الدول الثلاث تمسك بثلاث “فيتوات” باعتبار أنها دول دائمة العضويَّة هذا أولاً، الأمر الثاني أنه يريد أن يقول أننا نختصر مجلس الأمن الدولي في موقفنا والهجوم الذي حدث على الجمهورية العربية السورية كان من خارج الإطار القانوني الدولي ومن خارج المواثيق القانونية الدولية لأنه مثل هذه الاعتداءات على دولة تحتاج إلى تفويض من مجلس الأمن، وهذا لم يحصل من مجلس الأمن، لا بل أن المندوبة الأمريكية “نيكي هالي” قالت في مجلس الأمن “بأننا ذاهبون إلى توجيه ضربة”، بمعنى أنه سنوجه ضربة إلى سوريا سواء كان معنا مجلس الأمن أو لم يكن، هذا الأمر الثاني، أما الأمر الثالث أنه أراد أن يقول لا يهم أن يأمن المبرر لكي يوجه ضربة فنحن مستعدون لأن نوجه أي ضربة في العالم من خلال موقف نتخذه سوياً وهذا ما حصل عندما تتخذ ذريعة الأسلحة الكيماويَّة في سوريا، فإنه على الأقل يكون هنالك تحقيق بناءً على هذه التحقيقات تذهب إلى المجلس الدولي ومجلس الأمن الدولي يتخذ القرار، إلا أن هذه الدول الثلاث استبقت التحقيقات الدولية بالرغم من أن الجمهورية العربية السورية قالت إنها مستعدة للتعاون بكل الإمكانات، وأيضاً أكدت روسيا ذلك التي أكدت من خلال العينات التي اتخذت من المكان الذي ادُّعِيَ أنه حصلت فيه الحادثة تبين أنه لم يكن هناك أي مواد أو أثر للغازات الكيماوية وأيضاً هناك أمر آخر وأن الذين مثلوا في هذه التمثيلية الكيميائية اعترفوا على شاشات التلفزة وقد شاهدناها وأنهم كانوا يمثلونها طلباً من الجماعات التي تسيطر على المنطقة وبطبيعة الحال كانت هناك مواقف روسيَّة أكدت أن هذه التمثيلية تمت بناء على توجيهات وأوامر بريطانية وأمريكية.

العدوان محاولة لرفع معنويات “الإرهابيين”

  • هذا من الناحية الشكلية إذا جاز التعبير، ماذا عن الأهداف الأعمق والأساسية برأيك؟

– هم أرادوا أن يقولوا إننا ا زلنا موجودين في الساحة السورية وقادرين على أن نعرقل المسار السياسي في أي مرحلة من المراحل، لماذا؟ لأنه تزامن هذا العنوان مع خروج الجماعات التكفيرية والإرهابية التي تسمي نفسها جيش الإسلام من الغوطة الشرقية بما تمثله الغوطة الشرقية من أهمية إستراتيجية وبما يمثله خروج هذه الجماعات من هذه المنطقة من مرحلة مفصلية إستراتيجية، وانتصار استراتيجي للجمهورية السورية.

ولا يقل هذا الانتصار أهمية عن انتصارات حلب وانتصارات دير الزور والانتصارات الأخرى المفصلية في الجمهورية العربية السورية، ومن الأهداف التي حاول العدوان تحقيقها محاولة رفع معنويات الإرهابيين والحلفاء في سوريا. الإرهابيون في سوريا كانوا يتوقعون الضربة قاسية جداً، وبالتالي يمكن أن ينتشروا أو يتوسعوا ميدانياً في بعض المناطق في سوريا، ولكن الضربة خيَّبتْ آمالهم ولم يستطيعوا أن يتحركوا باعتبار أن الضربة كانت قاسية أولاً، ويمكن أن نسميها لحفظ ماء الوجه، وأيضاً كانت الدفاعات الجوية السورية قوية بحيث أنها أسقطت القسم الأكبر من الصواريخ، والأمر الثالث لم يستطع العدوان الثلاثي أن يؤثر في الضربات لأنه كانت تتوقع أن يكون هنالك ردَّ، وإن حصل هناك رد سيكون شاملاً وقد يؤدي إلى حرب إقليميَّة على الأقل إن لم نقل دولياً، وعلى مستوى الإرهابيين خابت آمالهم لأن الجهوزية كانت كاملة من قبل الجيش السوري وحلفائه وأيضاً لم تكن آثار الضربات قوية بحيث تسمح لهؤلاء أن يتحركوا.

  • ماذا عن الحلفاء وقوة النظام السوري بعد العدوان، وإلى أي حد يمكن تقييم قوة محور المقاومة بعد هذا العدوان؟

– بالنسبة إلى رفع معنويات الحلفاء.. أيضاً فقد أُسقط هذا الهدف من خلال هذه الضربات، لأن هذه الضربات لم تؤد الغرض المطلوب وهو إضعاف النظام السوري والجيش السوري وبالتالي لاحظنا أن الجيش والشعب السوري خرجا من هذه المعركة وهو يحتفلون بهذا الانتصار على هذا العدوان أولاً، الأمر الثاني أن الدول – وأسمِّي هنا بعض الدول مثل السعودية وبعض دول الخليج – دفعت أثمان هذه الضربات باعتبار أن هذه الضربات من الممكن أن تسقط الرئيس الأسد وممكن أن تعيد الانتصار للمشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي الوهابي التكفيري إلى سوريا، وبالتالي أحد أسس أهداف هذا المشروع هو تقسيم سوريا ولكن هذه الضربات بقيت محدودة جداً ولم تحقق الأهداف المرجوة منها بل أعطت نتائج عكسية وتبين أن هذه القوة التي استخدمت بشكلٍ كبير من قبل هذه الدول الثلاث سواء كان من أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا تبيَّن أن ضرباتها فاشلة وأن قدراتها العسكرية أصبحت ضعيفة أمام القدرات العسكرية التي يمثلها محور المقاومة والممانعة بالتعاون مع روسيا والصين، وبالتالي فإن هذه الضربة أعطت مؤشرات استراتيجية على الضعف الذي يتحلى به المشروع الآخر الذي تمثله الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وأعطت مؤشرات قوية جداً على أن محور المقاومة والممانعة ومعه روسيا والصين هو قادر بالفعل على التحديات على أكثر من اتجاه: الاتجاه الميداني العسكري أو التقني للتصدي إلى الصواريخ الحديثة جداً والمتطورة جداً لهذه الدول، وهذه نقطة مهمة، وهذا يعني أن  هذه المنظومات الهجومات العدوانيَّة فقدت هيبتها أمام المجتمع الدولي.

بعد العدوان.. محور المقاومة سيمتد أكثر

  • ماذا عن الميدان، كيف بدا الموقف الميداني العسكري بعد العدوان؟

 

– إن من يمسك الأرض ميدانياً وعسكرياً في المنطقة هو محور المقاومة والممانعة، وأنه لن يكون هناك إمكانية للمحور الآخر الذي تمثله الولايات المتحدة الأمريكية من إمكانية لمسك الأرض في سوريا، وهذا أصبح واضحاً وأعتقد أنه سيُسرِّع في إخراج الجيش الأمريكي المحتل من سوريا لأنه في حال حصل أي عدوان آخر فإن هذا الجيش سيتحول إلى رهائن سواء كان في سوريا أو العراق أوفي مناطق أخرى. أيضا من النتائج التي أعطتها هذه الضربة إيجاباً لمصلحة محور المقاومة والممانعة هو أن هذا المحور أصبح ذا موقف واحد وساحةٍ واحدة، والدليل أنه عند التهديدات الأمريكية للجمهورية العربية السورية فإن هناك دفعة من الصواريخ والطائرات الكثيرة التي استهدفت المناطق العسكرية في بعض المناطق في السعودية منها الرياض وجيزان ونجران ومطار أبها وبعض المناطق مما أدى إلى نقل موقع انعقاد القمة من الرياض إلى الظهران في السعودية خوفاً من أن تستهدف القمة بالصواريخ اليمنية.

وهذا يعني أن محور المقاومة والممانعة لم يقتصر على فئات محددة وإنما أصبح شاملاً ويضم لبنان، فصائل المقاومة الفلسطينية، سوريا، والعراق واليمن والجمهورية الإيرانية. وسوريا هي التي تشكِّل الحلقة الأقوى أو الوسطى في هذا المحور.

  • السؤال الذي يُطرح الآن.. هل سيكون هناك رد على العدوان؟

– أنا أعتقد جازماً بأنه سيكون هنالك رد، ولكن بعضهم يعتقد أن الرد يجب أن يكون عسكرياً مباشراً ضد الأمريكيين أو البريطانيين أو الفرنسيين، ولكن أنا باعتقادي أن هناك ردود كثيرة يمكن أن توجع، والهدف من الرد أن يوجع العدو، وعندما نتحدث عن إمكانية أن يكون هنالك معركة عسكرية بين الطرفين: طرف المقاومة ومعه روسيا والصين وبين الأمريكي؛ فلربما تحصل هناك مواجهة عسكرية، ولكن أعتقد في ظل الظروف القائمة؛ ليست ممكنة، ولكن إن تطورت الظروف فإمكانية نشوب معركة عسكرية مباشرة ممكنة جداً وكبيرة جداً، ولكن عندما نلتفت إلى لماذا كان هذا العدوان وكما أشرت بالنسبة لمساعدة الإرهابيين ورفع معنوياتهم وللتوسع في سوريا ومحاولة إسقاط النظام السوري ولدعم الإسرائيلي في مواجهته لقوى المقاومة وقطع الطرقات ما بين المقاومة والممانعة ابتداءً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية مروراً بسوريا فالعراق ففلسطين.. عندما نلتفت إلى الأهداف وعندما نسقط هذه الأهداف؛ فإنه يكون وجّه ضربة إلى المشروع الأمريكي وإلى أهدافه في المنطقة.

هذا من جهة ومن جهة أخرى أنه عندما يستكمل الروسي ومعه محور المقاومة والممانعة في القضاء على هذه الجماعات الإرهابية، وأن يكون السيد في حل الأزمة السورية سياسياً وفقاً لأسس أستانا وأسس سوتشي على مستوى الحوار السوري أو على مستوى الحوار القمة الذي عقد بين رؤساء الثلاثة الإيراني والروسي والتركي، وعندما نجد تنامي محور المقاومة والممانعة وتماسكه فيما بينه بقوة، وعدم وجود خلل في الاستراتيجيات المقاومة، خلافاً للمحور الآخر، وعندما نجد أن هذا المحور يتعامل مع بعضه على أساس النِّد له وعلى أساس أن هناك مصالح تربط هذا المحور؛ فإننا نجد أن ذلك بحدِّ ذاته ردة فعل قوية جداً على العدوان، وبالتالي عندما نصل إلى مرحلة أن من يتحكَّم بحل الأزمة السورية سياسياً هو من يملك الميدان ويحقق انتصارات في الميدان، هم تحديدا روسيا ومحور المقاومة والممانعة، فعندما نصل إلى حل هذه الأزمة سياسياً بعيدًا عن التدخل الأمريكي والغربي في سوريا؛ فإن هذا بحد ذاته انتصار لهذا المحور وتوجيه ضربة كبيرة جداً للمشروع الأمريكي وحلفائه في المنطقة وهذا بحد ذاته انتصار كبير، وأزيح تقريباً بشكلٍ كامل المشروع الأمريكي في المنطقة الذي كان يهدف بطبيعة الحال إلى إسقاط النظام السوري وإلى تقسيم سوريا وإلى منح الإسرائيلي والأدوات الخليجية للأمريكي تفوقاً في المنطقة، وهذه كلها ردود فعل قاسية ستوجه إلى المشروع الأمريكي وحلفائه.    

 

 بعد العدوان.. قواعد اشتباك جديدة

  • بعد تدمير أغلب الوجود الإرهابي في سورية، هل ثمة قواعد اشتباك جديدة قد ترسم في المنطقة في اعتقادك؟ ما هي؟

 

– بطبيعة الحال عندما نتحدث عن المشروع الأمريكي في المنطقة وهزيمة المشروع الأمريكي في المنطقة، أو على الأقل تهاوي هذا المشروع في المرحلة الراهنة، فبالتالي هو على وشك الانهيار الكامل والقضاء عليه – نعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية بطبيعة الحال تعتبر نفسها دولة عظمى وبالتالي لا يمكنها أن تقبل الهزيمة بسهولة، وعندما تفشل في تحقيق أهدافها في سوريا من خلال استخدامها لأدواتها الحربية التي تستعملها في كل معركة سواء في أفغانستان أو في العراق أو في سوريا أو غيرها – وأقصد بذلك الأدوات التكفيرية التي تنقلها مع مشروعها الحربي حيث تذهب – عندما ندرك أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقبل بسهول الهزيمة؛ فإننا حتماً نتأكد من أنه سيكون هنالك بطبيعة الحال خطوط أو قواعد اشتباك جديدة قد ترسم في المنطقة سواء كان جغرافياً أو غير جغرافي.

  • لنتحدث عن الموضوع الجغرافي تحديدا.. كيف ترى التوجه الأمريكي في هذا المجال؟

 

– إذا ما تحدثنا عن الموضوع الجغرافي فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستحاول ما أمكن مع حلفائها أو أتباعها – بطريقة أصح الخليجيين مع الإسرائيليين – أن تبقي الجماعات الإرهابية سيفاً مسلَّطاً على الجيش السوري وعلى حلفائه في سوريا، ولكن بطبيعة الحال أنا أعتقد أن الأمور جفرافياً تتجه نحو الحسم الميداني في سوريا، وإن اتخذ الأمر بعض الوقت، ولكن قواعد الاشتباك لم تعد تنحصر في سوريا فنحن بدأنا نتحدث كما أشرت أن محور المقاومة والممانعة – كما أعلن الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في خطابات سابقة – أن محور المقاومة والممانعة لم يعد ذو قرارٍ متفرق إن صح التعبير، ولم يعد ساحة متفرقة إنما أصبح موقفاً واحداً وساحة واحدة، فيمكن أن تنتقل قواعد الاشتباك مثلاً إلى اليمن، ويمكن أن تكون قواعد اشتباك في العراق ويمكن أن تكون هناك قواعد الاشتباك في لبنان أو في سوريا أو في أي منطقة أخرى يمكن أن ينفذ منها المشروع الأمريكي للضغط، ومحاولة تحقيق أهدافه ضد مشروع محور المقاومة والممانعة.

وهنا لا يمكن أن نفصل – كما أشرنا – الروسي والصيني عن هذا المحور الذي بات يتشكل على مستوى العالم وبالتالي شكَّل عضوية ثنائية في المنطقة، فلذلك لا يمكن إلا أن نقول أنْ لابد من الترصُّد لما ستقرره الولايات المتحدة الأمريكية من قواعد اشتباك جديدة سواء كانت جغرافية أو سياسية وغيرها، وبطبيعة الحال تبقى سوريا هي الأرض الأخصب لرسم مثل هذه القواعد، ولكن هناك نقطة مهمة جداً في هذا الإطار لابد أن نشير إليها، وكان أيضاً أشار إليها السيد حسن نصر الله في فترة سابقة، إلى أنه قواعد الاشتباك سقطت ولم تعد هناك قيود في هذه العملية، وبالتالي عندما نتحدث عن استخدام المشروع الأمريكي للجماعات التكفيرية على اختلافها لكي تسقط الحدود فيما بين الدول العربية وتسقط معاهدة سايكس بيكو وتسقط كل خطوط اللعبة وقواعد الاشتباك الدولية؛ فإن لمحور المقاومة والممانعة أن يُسقط هذه القواعد وبالتالي لم يعد هناك أصلاً قواعد اشتباك دولية، وذلك من خلال الممارسات والانتهاكات التي نفَّذها الأمريكي ومعه الأطراف الحليفة له سواء كانت بريطانيا أو فرنسا أو غيرها من الأتباع والحلفاء.

  • هذا يعني أن قواعد الاشتباك سوف تتجاوز الحدود الدولية التقليدية؟

 

– هنا نقطة يجب أن نشير إليها وهي أن ذلك الثلاثي العدواني تعوَّد على تنفيذ اعتداءاته لتحقيق أهدافه ومشاريعه في كل العالم، وليس فقط في هذه المنطقة، فمعظم الحروب التي شنَّها على الدول كانت نتيجة أكاذيب لا أكثر ولا أقل، وهذا ما كشفته هذه الدول بنفسها من التجربة والتقارير الدولية والمعنيين بهذه الملفات. وسأضرب مثلا هنا: عندما غُزي العراق في عهد صدام حسين شُنّت الحرب على أساس أكاذيب، وعندما شُنَّت الحرب على ليبيا شنَّت وفقاً لأكاذيب أيضا، وعندما شنت الحرب على يوغسلافيا شنت وفقاً لأكاذيب، وهكذا عندما شنت الحرب من قبل بريطانيا على غرينادا أيضاً كان أكاذيب. طالما أن هذه الأكاذيب باتت تتحكم في قواعد الاشتباك وقواعد اللعبة الدولية فإن للآخر أيضاً أن يتخلَّى عن قواعد ويمارس نفس السياسات التي مارسها الآخر، ولكن هنا عندما نتحدث مشروع المقاومة ومحور المقاومة والممانعة لا نتحدث عن أكاذيب، ولكن نتحدث عن قواعد اشتباك دفاعية محقة، واجبة، لأن الدفاع عن النفس واجب. وتسقط معها قواعد الاشتباك، ولكن ليس على أساس الأكاذيب، وإنما على أسس محقة وواجبة كما أشرت.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى