الشيخ أحمد نوارمقالات

الرموز المعتقلون: ركن ثورة البحرين وقيمتها الكبرى

 

البحرين اليوم – (خاص)

بقلم الشيخ أحمد نوار

عالم دين بحراني مقيم في ألمانيا

 

لعلّه من أهم المقاييس والمعايير التي تُقاس بها أية حركة اجتماعية أو ثورة سياسية كظاهرة اجتماعية؛ هي الرموز المتقدمة لهذه الحركة، حيث تختزل هذه الرموز أهم القيم والمبادئ لهذه الثورة أو الظاهرة الاجتماعية.

نحن في البحرين، وبعد مرور عدة سنوات من عمر ثورتنا المباركة، إذا اردنا أن نطل عليها اطلالة عابرة من نافذة الرموز المتصدِّية لهذه الثورة، سنجد أن هؤلاء الرموز يعبرون خير تعبير عن قيم هذه الثورة: من فكر وصمود وتضحية وتخطيط.

فمنذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه هذه الثورة في ١٤ فبراير ٢٠١١ كان لهؤلاء الرموز بصماتهم الواضحة، إنْ من خلال التنظير الفكري والشرعي للثورة أو من خلال التعبئة الميدانية.

فقد استطاع الأستاذ عبد الوهاب حسين والشيخ عبد الجليل المقداد، مثلا، أن يوفرا الإمداد الفكري والشرعي اللازم لانطلاقة الثورة وديمومتها، في حين استطاع الأستاذ عبد الهادي الخواجة أن يعطي الكثير الكثير من الخبرات الميدانية في أساليب الحركة والمعارضة، والتي لا زال شباب الثورة يستخدمونها ويستفيدون منها.

من جهة أخرى، بإمكاننا القول أن رجوع الأستاذ حسن مشيمع الى أرض الوطن ليشارك الجماهير ثورتهم، وخروج العلماء والرموز من معتقلهم بدايات الثورة؛ كل ذلك قد أعطى دفعا معنويا وزخما ثوريا كبيرا للجماهير التي كانت تستمع لخطاباتهم. هذه الخطابات التي كانت مشحونة بصمود أسطوري، رغم ما لاقاه هؤلاء الرموز من تعذيب وتنكيل وانتقام.

ولا يمكنني هنا أن أتجاوز الرمز الكبير الدكتور عبد الجليل السنكيس الذي ألهب الجماهير بشعار (صمود)، ولا زال هذا الشعار يتردد على الألسن عند كل موقف وعند كل منعطف، فعندما يسقط شهيد تسمع شعار (صمود)، وعندما يُجرح جريح ينطلق شعار (صمود)، وعندما يخرج سجين من سجنه يقرعك شعار (صمود)، مما يعني أن هذا الشعار استطاع أن يقفز على كل الحواجز، ويضيف قيمة مهمة لقيم الثورة.

لست هنا في وارد ذكر كل الرموز، ولست كذلك في وارد ذكر كل ما قدموه للثورة، وإنما في مقام التذكير بأن لنا رموزا قلّ نظيرهم، كمّاً وكيفاً، وأن هؤلاء الرموز ركن ركين من أركان ثورتنا، وسيبقون معلَما لا يمكن تجاوزه عند كل حديث من أحاديث الثورة، وسيبقون – وهم في سجنهم – كابوسا يطارد ويؤرق سجانيهم، حتى يأذن الله بنصر محتم قادم إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى