أبو حسن الكرزكانيمنوعة

الشهيد فاضل عباس..شهادة السمو في ميادين الجهاد

مقالات -من البحرين اليوم

بقلم أبو حسن الكرزكاني

إحدى وعشرون عاما مرت كما هي وميض سريع.. قصة شهادة كتبت بدماء المظلوم يستذكرها كل صغير وكبير حين يمر في الممر الضيق الذي استشهد فيه الشهيد فاضل عباس الذي اعلن انطلاق قافلة الشهداء في هذه القرية الابية.

رائحة الدماء الطاهرة لا تزال تعم المكان وبعض الرصاص الذي سكن الجدران لا يزال شاهدا على جريمة كاملة جردت كلها من معاني الانسانية.. الشاب فاضل عباس مرهون ابن الخامسة والعشرون عاما اعتقل في انتفاضة التسعينات ثلاث مرات ورغم مرضه بتكسر الدم والتعذيب الذي مورس بحقه لم يتوانى لحظة ان يعلن احتجاجه بعد اربعين يوما من اعدام الشهيد عيسى قمبر.

كل ما فعله الشهيد هو ان خرج بمعية اصحابه لحرق الاطارات احتجاجا على الاعدام الظالم الذي قامت به الحكومة الظالمة لتعج تلك الشوارع بحناجرهم التي رددت شعارات العزة ويرتفع الدخان للسماء رافضا الخنوع لعبودية الارض.. هذا الاحتجاج قوبل بنزول الجيش عبر سيارات الدوريات الخاصة مفاجئا الشاب فاضل واصدقاءه ومطلقا الرصاص عبر الرشاش الاوتوماتيكي لتستقر بعضها بين الجدران والاخر في جسد الشهيد.

وهو بين الموت والحياة لم يعالج او ينقل الشهيد الى المسشفى على وجه السرعه بل تعرض للضرب من الوحوش الكاسرة على جسده والدماء تسيل منه ودون ان تعبىء بالبقية.. هؤلاء السفله كانو وجه النظام الذي لا يمكن ان يروض وعصي ان يعرف الانسانية.

بعد ان اغدق الجسد بالحقد دون اعتبار لصرخات الموت وانات الالم من الشهيد تم سحب هذا الجسد ليسحل بالارض ويتم نقل لجهة غير معلومة و لم يتوقف رصاص الحقد هذه الليله عند هذه النقطة بل اصيب احد ابناء القرية باصابة خطيرة واعتقل مع احد انسابه.. فارق الشهيد الحياة ولم يكن هناك احباؤه او من يداوي جروحه.

لم يكن هناك وجه امه ليودعها ولا حسرات ابيه ليهدئ من روعها ولا دموع اخوته ومرارة فقدهم. تعرف احد ابناء القرية على الشهيد وهو مسجى على السرير الابيض والدماء لا زالت تنزف حرقة وترفع ظلامتها للسماء.. ولان الجريمة وصمة عار على هذا النظام ولان جسد الشهيد يخيفهم ويرعبهم تم دعوة ابيه واخيه فقط لالقاء النظرة الاخيرة عليه وتم دفنه في الليل سرا.

ظلامة ليس بعدها ظلامه.. وألم ليس مثله ألم ان يحرم هذا الشهيد المظلوم من ابسط حقوق المؤمن الميت من التغسيل ونظرة الوداع وتشييع الجموع.. حل الخبر كصاعقة على اهالي كرزكان ولن ينسى اهل هذه القرية التشييع الوهمي المهيب الذي قوبل بأشد المواجهات واعتقل في يوم الكسار اكثر من اربعين شخص من ابناء القرية في يوم هتكت فيه حرمات المساجد وحرمات المصلين ليبقى دم الشهيد عنوانا لمقاومة الظلم والاحساس بطعم الحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى