اوروبا

القلم الإنكليزي: حياة السنكيس وباقي المدافعين في خطر بمواجهة التواطؤ الدولي

من لندن-البحرين اليوم

أصدر نادي ”القلم الإنكليزي“ تقريرا الثلاثاء 13 أغسطس بمناسبة مرور تسع سنوات على اعتقال الأكاديمي والمدوّن البحراني الدكتور عبد الجليل السنكيس بتهمة التآمر للإطاحة بحكومة البحرين. دعا فيه المجتمع الدولي إلى الضغط على سلطات البحرين لإطلاق سراح السنكيس الذي يقضي أيامه حاليا في سجن جو سيئ السمعة.

التقرير لفت إلى أن السنكيس الذي يعاني من متلازمة ما بعد شلل الأطفال، استغلت السلطات إعاقته لتعذيبه، بدلا من توفير الرعاية الطبية الكاملة له، مشيرا الى التقارير التي تحدثت عن تعرض السنكيس للاعتداء الجنسي و للضرب الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل كبير، وبأنه لايزال بحاجة الى الرعاية الصحية.

وانتقد التقرير صمت وسائل الإعلام عن الإنتهاكات التي يتعرض لها السنكيس بالرغم من النداءات العاجلة التي أطلقتها منظمات دولية كمنظمة العفو الدولية التي دعت إلى إتخاذ إجراء عاجل حيال وضعه، إلا أنه وبرغم ذلك ظل السنكيس يتنقل مابين غرف المستشفيات والسجن الإنفرادي والإضراب عن الطعام، متوقعا أن يكون السنكيس في حالة إضراب عن الطعام عند كتابة هذا التقرير.

التقرير عرّف السنكيس بالناشط الذي شارك في انتفاضة البحرين عام 2011، فضلا عن كونه مهندس وأستاذ وكاتب وزوج وأب تصفه عائلته بعبارات مؤلمة: “إنه شخص قوي وملهم.. رغم أنه في السجن، فعندما نشعر بالوهن فإنه الشخص الذي يرفعنا بروحه العالية وقلبه الكبير، إن لديه أمل كبير ويعتقد حقًا أنه سيصبح حراً مرة أخرى ذات يوم“. وأضاف التقرير بان السنكيس رجل لا يعرف معنى الخوف, إذ امتنع لمدة عامين عن الزيارات العائلية والرعاية الطبية لأنه رفض ارتداء زي مجرم مدان وفقًا لعائلته التي قالت ”إنه يرفض معاملته كمجرم بينما هو مدافع عن حقوق الإنسان”.

وبشأن الموقف البريطاني من قضيته شدّد التقرير على ان هناك العديد من الأسباب التي تجعل المملكة المتحدة أكثر نشاطًا في قضية السنكيس، إنطلاقا من حقيقة كونه إنسان ومن التزام المملكة المتحدة المزعوم بحرية التعبير، لافتا إلى أن السنكيس وقبل اعتقاله ألقى خطابًا في مجلس اللوردات حول انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين, وتم اعتقاله في طريق عودته الى البحرين.

وانتقد نادي القلم الإنكليزي كيفية تعاطي حكومة المملكة المتحدة لقضيته، موضحا بان الحكومة ترد على الإستفسارات التي ترد لها عن وضعيته بإجابات مكررة وعامة مثل أن “المملكة المتحدة لديها حوار مستمر مع حكومة البحرين.. وتواصل تشجيع حكومة البحرين على الوفاء بالتزاماتها الدولية والمحلية في مجال حقوق الإنسان“.

لكن النادي اوضح بأن رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون لم يرد لحد اليوم على رسالة وجهها له مجلس اللوردات حول قضية السنكيس في مايو من العام الماضي.

واعتبر النادي أن الصمت البريطاني إزاء قضية السنكيس يندرج ضمن نمط اوسع من العلاقة مع البحرين حيث منحت المملكة المتحدة البحرين أكثر من 5 ملايين جنيه في السنوات الأخيرة لتحسين أدائها في مجال حقوق الإنسان إلا أنه لم يكن هناك سوى دليل على عكس ذلك. متسائلا عما إذا كانت المملكة حليفة مطلقا للبحرين وأنها في الواقع تمكن سلطات البحرين من ارتكاب الإنتهاكات من خلال المساعدة في تدريب رجال الشرطة في البحرين.

التقرير لفت إلى أن السنكيس كان واحدا من ضمن من مجموعة مكونة من 13 شخصًا تم اعتقالهم خلال الحملة القمعية لحرية التعبير. كما اشار التقرير الى حادثة اعدام ناشطين بحرانيين اواخر الشهر الماضي والى إحتجاج الناشط البحراني موسى عبد علي على عملية الإعدام عبر تسلقه على سطح سفارة البحرين في لندن.

واختتم نادي القلم الإنكليزي تقريره بالتحذير من ان حياة السنكيس والمدافعين الآخرين عن حقوق الإنسان تتعرض للخطر في مواجهة التواطؤ الدولي داعيا الى ضرورة ممارسة الضغط على الحكومات المعنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى