المنامة

بعد ختام عزاء الشهداء الثلاثة.. من أخفى وصيتهم المكتوبة.. ولماذا؟

المنامة – البحرين اليوم
بعد ختام مراسم عزاء الشهداء الثلاثة، يوم الأربعاء 18 يناير، كان الأهالي بانتظار تنفيذ وعد من الخليفيين بتسليم الوصية التي كتبها الشهيدان عباس السميع وعلي السنكيس قبيل تنفيذ الجريمة بأقل من ساعة.

الشهيد سامي مشيمع اكتفى بوصية شفهية واحدة: “حسبي الله ونعم الوكيل”. الشهيد سامي، الأمي الذي لا يجيد القراءة والكتابة، لم يكن بحاجة لإبلاغنا بوصيته الكاملة بعد أن عاهد نفسه أمام الناس بأنه “لن يحيد عن الدرب حتى الموت”. وهكذا كان.

قبيل تنفيذ الجريمة، فجر الأحد 15 يناير، أمر آل خليفة بعض العمائم العاملين/ المتعاملين معهم للمشاركة في مسلسل الجريمة وتلقين الشهداء. المعمم أحمد المخوضر اعتاد أن يكون في حضرة الجلادين من آل خليفة، وهو يجد في طاعتهم خير ودنانير، وقد لبى الأمر دون حسابات الآخرة. المخوضر أقر لأهالي الشهداء بأنه كان حاضرا مع الشهداء الثلاثة قبيل تنفيذ الجريمة، وتولى تلقينهم واستلام وصاياهم المكتوبة.
بعد حديث مع المخوضر في المقبرة، نقل لأهالي الشهداء بعضا من آخر لحظاتهم الأسطورية. قال المخوضر: “كانوا صابرين، وأبدوا رضا وثقة بما هم عليه”.

المؤكد أن المخوضر أخفى كثيرا مما رآه وسمعه من الشهداء، ولكنه أخفى أيضا ما هو أهم وأعظم: الوصية المكتوبة بخط الشهيدين عباس وعلي.

في أول الأمر، وعد المخوضر عائلة الشهيدين بتسليم الوصية، ولكنه تهرب خشية من إغضاب أسياده. قال لعوائل الشهداء بأن وزارة الداخلية ستوصل الوصية إليهم مع مقنيات الشهداء وأغراضهم الشخصية. ولكن ذلك لم يتم حتى الآن.

بعد أكثر من 3 أيام على الجريمة، لم يحصل الأهالي على الوصية. وهم يحمّلون المخوضر شخصيا “هذا الذنب العظيم”، وقالوا له منذ اليوم الأول بأن “الوصية في رقبتك”.

رقم الاتصال الشخصي للمخوضر مغلق، ما يعني أن هناك غدرا آخر يُخطط ضد وصية الشهداء، والتي لا يُستبعد أن يكون محتواها – الذي يعكس صمود الشهداء -هو ما قد يدفع الخليفيين لحجبها عن النور.. ولكن ليس إلى الأبد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى