المنامة

تصعيد في الاشتباك السعودي القطري: صحف الرياض تتهم تميم بالتآمر مع إيران.. والارتماء في أحضانها

البحرين اليوم(خاص)

تجدّد التوتر بين قطر من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى بعد أيام من التلاسن الإعلامي بين الطرفين على خلفية تصريحات نُسبت إلى أمير قطر تميم آل ثاني نشرتها الوكالة القطرية الرسمية، وسرعان ما نفتها وقالت بأن موقع الوكالة تعرّض للاختراق.

وعلى الرغم من المحاولة الكويتية لتهدئة الوضع، إلا أن الصحف الصادرة اليوم الأحد ٢٨ مايو، في السعودية أوحت بأن هناك نية لاستمرار التصعيد بين الطرفين وعلى نحو قد يكون أشد مما مضى كمت يقول معلقون، حيث تبادلت الصحف الرسمية في كلٍّ من الدوحة والرياض التراشق والاتهامات المتبادلة، في حين تركّز الهجوم أكثر من الصحف السعودية التي تعبّر عن الموقف الرسمي عادةً، حيث صدّرت صحيفة الرياض اليوم الأحد صفحتها الأولى بتقرير حمل عنوان الدوحة ترتمي في أحضان طهران، جنبا إلى جنب تقرير آخر يواصل الثناء على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خلفية زيارته الأخيرة إلى السعودية، وهو الملف الذي أثار الإستياء الخليجي من الدوحة بعد أن عبّرت التصريحات المنسوبة لتميم عن الاعتراض على السياسة الأمريكية في الخليج، وخاصة في شأن التأجيج ضد إيران وإحماء العلاقات معها.

كما تناولت صحف سعودية رسمية أخرى، ومنها الجزيرة واليوم، الاتصال الذي جرى بين تميم والرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، واعتبرت الصحف الاتصال سقطة جديدة لنظام الدوحة، فيما علقت جريدة الجزيرة على الاتصال بالقول: أليس منكم رجل رشيد؟. في حين رأت صحيفة الشرق الأوسط السعودية الاتصال إثباتا على صحة ما نشرته وكالة الأنباء القطرية. إلا أن صحيفة مكة ذهبت بعيداً في التعليق على الاتصال، وقالت بأن تميم وروحاني يتآمران على قطر. أما صحيفة عكاظ السعودية فهاجمت منتخب قطر، ووصفته بالمرتزقة، وشنت هجمات متعددة على تميم ووصفه خطابه بالمراهقة والانتحار السياسي.

من جانبه، واصل الإعلام القطري  الرد على الهجوم السعودي والإماراتي، وبعد تقرير نشرته صحيفة الراية القطرية وصفت فيه عددا من الكتاب والشخصيات السعوديين والإماراتيين  وغيرهم بـالمرتزقة، نشرت الصحيفة اليوم خبرا حول المعارض الإماراتي المعتقل محمد الركن، وتحدثت عن جائزة حقوقية أوروبية ستُمنح له تضامنا معه وتأكيدا على نشاطه الحقوقي. وهو ما يعتبر وسيلة أخرى تعتمدها قطر في مواجهة الهجوم السعودي والإماراتي، وهو ما يرشح المزيد من التصعيد المتبادل، بحسب مراقبين.

وشابت العلاقات بين قطر والدول الخليجية الثلاث (السعودية، الإمارات، البحرين) سلسلة من الاضطرابات والتصعيد الإعلامي والسياسي، ووصل ذروته في مارس ٢٠١٤م بعد سحب سفراء الدول الثلاث من الدوحة على خلفية الموقف القطري الرافض لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ودعم الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها الدول الثلاث منظمة إرهابية وهو الموقف الذي لا زال متواصلا من الدوحة على الرغم من الإعلان عن مصالحة خليجية بعدها وأسفرت عن عودة السفراء.

ويتحدث مراقبون عن اشتباك حاد في المصالح التي يمثلها المحور الذي تنتمي له قطر، والذي يضم على وجه الخصوص تركيا، في مقابل المصالح السعودية ومحورها في المنطقة، وتذهب بعض الأوساط السياسية إلى أن التصعيد في هذا الاشتباك جاء في ظروف غامضة وخاصة بعد زيارة ترامب إلى الرياض، إلا أن هذه الأوساط لا تستبعد في الوقت نفسه أن يكون هناك مخططا مقصودا لهذه المواجهة الخليجية ومن خلال حادثة التصريحات المسرّبة إلى وكالة الأنباء القطرية، وهو مخطط قد يُراد منه كسر الاحتكار السعودية للنفوذ في المنطقة ومحاولة الدوحة ومحورها التركي الخروج من الأحادية السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى