واشنطن، السعودية – (البحرين اليوم)
قال العضو السابق في الكونغرس الأمريكي، بوب غراهام، إن “السعوديين يعرفون ما قاموا به في الحادي عشر من سبتمبر”، في إشارة إلى الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في العام 2001.
وأضاف غارهام في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية اليوم الأحد، 17 أبريل، بأن آل سعود “يعرفون أننا نعلم ما قاموا به، على مستوى المسؤولين البارزين في الحكومة الأمريكية، لكنهم يتصرفون بهذه الطريقة لأن واشنطن لم تقم بأي رد على تواطؤهم في مقتل ثلاثة آلاف أمريكي”، بحسب تعبيره.
وحول الصفحات السرية من التحقيق في الحادثة، يشير غراهام إلى وجود آلاف الوثائق الأخرى التي تتحدث عن دور السعودية في الهجمات، وهي مجحوبة أيضا.
ودعا الرئيس الاميركي إلى نشر جميع المعلومات، “حتى يعلم الشعب الأميركي حقيقة ما قام به السعوديون”.
ويأتي ذلك في سياق الحملة الجديدة في واشنطن للكشف عن أجزاء سرية من التحقيقات في الهجمات، والتي تؤكد المصادر الأمريكية بأنها تكشف الدور السعودي في هذه الهجمات.
المعارض السياسي الأردني، المقيم في الولايات المتحدة، نصير العمري، شرح بعض الأسباب التي دفعت إلى إثارة هذا الملف من جديد، وقبيل الزيارة المرتقبة للرئيس باراك اوباما إلى الرياض الأسبوع المقبل.
وأوضح بأن المحاكم الأميركية بصدد إصدار أحكام تثبت تورط النظام السعودي في الهجمات.
وحول الصمت الأميركي طيلة الفترة الماضية عن ذلك، رأى العمري أن “الوضع اختلف الآن”، حيث “لم تعد السعودية تشكل أهمية استراتيجية لواشنطن”، وخاصة لجهة الحاجة الأمريكية للنفط السعودي، وهو ما يجعل الابتزاز السعوديّ غير مجد بالنسبة لواشنطن.
وفي حال صدرت أحكام قضائية تدين النظام السعودي، فإن الدعم الأميركي سيتوقف، وسيتم تجميد الأرصدة السعودية الضخمة في الولايات المتحدة، كما يقول العمري الذي يرجح أن يكون أوباما “آخر رئيس يمنح آل سعود الحماية”.
وكان لافتاً أن الصحافة السعوديّة أعادت اليوم الأحد، 17 أبريل، نشر ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز أمس بشأن “تهديد” السعودية ببيع كافة أصولها الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، في حال وافق الكونغرس الأمريكي على إقرار قانون يسمح بمحاسبة مسؤولين سعوديين، على هجمات سبتمبر 2001.
وقالت الصحيفة إن السعودية أبلغت الإدارة الأمريكية بأنها ستبيع حوالي 750 مليار دولار من الأصول الأمريكية التي تحتفظ بها السعودية، إنْ أقرَّ الكونغرس الأمريكي مشروعَ قانونٍ من شأنه أن يُلقي على النظام السعوديّ المسؤولية أمام المحاكم الأمريكية عن أي دور في هجمات سبتمبر.
التهديد الذي قالت الصحيفة بأنه جاء على لسان وزير الخارجية السعوديّ عادل الجبير، يأتي في سياق حملةٍ ممنهجة أطلقتها صحف سعودية رسمية لاتهام إيران وحزب الله بالوقوفِ وراء الهجمات، وذلك في خطوةٍ أثارت سخرية مراقبين ذكّروا بأن الطبيعة الأيديولوجية للمهاجمين هي ذاتها المعمول بها رسميا في السعودية، وهو الأمر الذي حمِل عددٌ من أهالي ضحايا الهجمات إلى حثّ الولايات المتحدة على قطْع علاقاتها مع السعودية.
من جهةٍ أخرى، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن إدارة أوباما أجرت مفاوضات مع الكونغرس بغيةَ إقناع النواب بضرورة رفض مشروع القانون، وذلك بزعْم أنه سيُهدّد البلاد بتأثيرات دبلوماسية واقتصادية.
ليس واضحاً، حتى الآن، الطريقة التي سيتعاطى بها أوباما مع هذا الملف حينما يحلّ الرياض الأسبوع المقبل، إلا أن الصحافة الأمريكية التي وصفت بعها السعودية ب”مملكة الحثالة”؛ تدفع باتجاه التصعيد ضد آل سعود، وهو “الاتجاه” الذي قد يخضع لاعتبارات مركبة داخل الولايات المتحدة وبما لها صلة بالانتخابات الرئاسيّة.
