المنامة

في ندوة للمعارضة البحرانية بذكرى عيد الشهداء.. الشعب يريد حلا سياسيا لا دور فيه للجلادين والمطبعين الخليفيين

البحرين اليوم-المنامة

نظمت قوى المعارضة البحرانية ندوة الثلاثاء 15 ديسمبر في العالم الافتراضي بعنوان “17 ديسمبر عهدنا“ بمشاركة ممثلين عن عوائل الشهداء وشخصيات من مختلف قوى المعارضة.

افتتح الناشط علي مشيمع الندوة بتوجيه التحية لعوائل الشهداء، والتأكيد على الثبات على درب الشهداء حتى تحقيق المطالب والقصاص من الجلادين. واستذكر مشيمع سماحة العلامة الشيخ عبدالامير الجمري الذي قاد انتفاضة التسعينات وكان ممن يستذكر الشهداء ويحنو على عوائلهم. وأثار مشيمع جملة من التساؤلات حول من أصدر الأوامر في البحرين بإطلاق النار على البحرانيين، ومن وقع على مراسم الإعدام ومن أصدر أوامر بتعذيب المعتقلين، معتبرا أن الجواب على هذه الأسئلة مهم لتلمس طريق الحل في البحرين.

كان أول المتحدثين الشيخ عبدالله الصالح نائب رئيس جمعية العمل الإسلامي، والذي قال بأن الشهداء “يصنعون الحياة لغيرهم، لأنهم دافعوا عن عزتنا وكرامتنا وسيادتنا واستقلالنا“. وأكد الصالح إلى أن شعب البحرين وبشكل خاص منذ منتصف القرن الماضي وهو يقدم قرابين الشهداء، مشيراً إلى استشهاد أربعة بحرانيين خلال مظاهرات الخمسينات من القرن الماضي، وفي الستينات أعطى شعب البحرين ستة شهداء بالرصاص الحي، وفي السبعينات 12 شهيداً من بينهم اثنين استشهدا تحت مباضع الجلادين. واستمر المنوال في الثمانينات، وفي التسعينات استشهد ما يقارب ال 54 بحرانيا من بينهم الشهيد عيسى قنبر الذي أعدم رميا بالرصاص.

وتابع الصالح متحدثا عن استشهاد ما يقارب 218 مواطنا منذ اندلاع ثورة 14 فبراير في 2011 حتى الآن، منهم 10 استشهدوا تحت التعذيب، و 5 بالإعدام. وأكد الشيخ الصالح على أن ملف الشهداء “ يجب أن يكون على رأس أي حل سياسي“ وألا يتم تجاوز المطالب التي سقط الشهداء من أجلها وهي الحرية والكرامة والعدالة والمساواة في الحقوق وتوزيع الثروات، وإقامة نظام عادل وفقا لمبدأ الشعب مصدر السلطات.

من جانبه تطرق والد الشهيد علي الدمستاني إلى ما يثار من أحاديث حول تحولات سياسية ربما ستشهدها المرحلة المقبلة، مؤكدا على جملة من الثوابت من بينها أن قضية الشهداء تخص أولياء الدم ولذلك فإن ” عوائل الشهداء ليسوا معنيين بأي تحول سياسي“ مطالبا بالقصاص العادل من القتلة الذين أراقوا دماء الشهداء.

واعتبر الدمستاني أن مقياس أي مصالحة يبنى على إنصاف عائلات الضحايا وجميع من تضرروا خلال هذه الثورة. لافتا إلى أن النظام لم يكتف بإراقة دماء الشهداء وإنما استهدف عوائلهم طوال السنوات الماضية، ومارس ضدهم سياسات الاضطهاد والتمييز وملاحقتهم في موارد رزقهم. ودعى والد الشهيد جميع التيارات السياسية إلى الالتفات لعوائل الشهداء في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها تلك العوائل المستهدفة من النظام وإلى التوحد ورص الصفوف.

وحول مكانة الشهداء وأهدافهم تحدث القيادي في جمعية الوفاق الأستاذ يوسف، مؤكدا أن الشهداء قدموا دماءهم من أجل ما يحملونه من قيم إنسانية عليا، مشددا على وطنية الشهداء، وسعيهم لحماية الوطن، وأنهم كانوا أرفع من الدعوات الطائفية. وتابع ربيع موضحا أن الشهداء أسهموا في إبراز مطلب العدالة والتحول الديمقراطي. كما بيّن بأنهم شهود على الممارسات القمعية وخاصة القتل العمد. ولفت ربيع إلى غياب أي حراك لمحاسبة القتلة الذي سلبوا الشهداء حقهم في الحياة الدنيا.

وخلال حديثه استذكر ربيع سماحة الشيخ علي سلمان وكيف كان يولي عوائل الشهداء أهمية بالغة، ويحرص على زيارة قبورهم، والتواصل مع ذويهم. وقال ربيع بأن الشيخ ترك فراغا كبيرا بعد تغييبه خلف القضبان.
وشدد ربيع على أهمية أن يترفع الجميع عن الخلافات السياسية في ذكرى عيد الشهداء، احتراما لتضحياتهم ولأن ملفهم جامع لكل التيارات ويمثل قضية سامية.

الدكتور سعيد الشهابي أشار إلى استشهاد الهانيين في يوم 17 ديسمبر 1994، خلال احتجاجهما على اعتقال الشيخ علي سلمان. لافتا إلى أن العادة جرت على أن يعكر النظام صفو عيد الشهداء كل عام من خلال إعلامه وذبابه الإلكتروني في محاولة لطمس معالم هذا الذكرى. وأشار أمين عام حركة أحرار البحرين إلى أن عيد هذا العام يحل في ظل متغيرات كثيرة طغى عليها فوز جو بايدن في السباق الرئاسي في الولايات المتحدة، وخسارة الرهان السعودي-الإماراتي – الخليفي على ترمب. مشددا على أن البحرانيين لايعولون على الغرب للتوصل إلى حل سياسي في البحرين.

وتابع الشهابي إلى أن الشيخ علي سلمان الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد، وبالرغم من أنه مد يده نحو الغرب للوصول إلى حل للأزمة في البحرين، فإن الدول الغربية“ تخلت عنه وعن جمعية الوفاق المنحلة التي توصف بانها معتدلة.


وحول الأزمة الخليجية وانعكاساتها على البحرين، اعتبر الشهابي أن الإنفراج في الأزمة “ ضربة مروعة للنظام الخليفي“، بعد أن ارتأت السعودية التقارب مع قطر ضد رغبة الإمارات والبحرين.

وعرج الشهابي على ملف التطبيع داعيا إلى عدم التقليل من شأن هذه القضية، مشددا على أن الأزمة مع الخليفيين تضاعفت إثر ذلك بعد أن أصبحوا في خانة أعداء الأمة جميعا، وليس ضد أهل البحرين فقط، محذّرا من أن من يجلس مع الخليفيين سيكون مُجبراً على الجلوس مع الصهاينة.

وأشاد الشهابي بجهود الحقوقيين البحرانيين الذين فضحوا انتهاكات النظام لحقوق الإنسان في أنحاء العالم، حتى أصبح الخليفيين يعيشون أزمة، ستدفعهم لإطلاق سراح السجناء السياسيين. لكن الشهابي حذر من النظام مُذّكرا بنقضه للعهود والمواثيق منذ السبعينات، ورأى بأن النظام إنما يشعر ” بالصغار أمام آية الله الشيخ عيسى وسماحة السيد الغريفي وغيرهم“، ويحاول عبثا أن يأخذ شرعيته منهم.

واختتم الشهابي كلمته بالإشارة إلى أن حاكم البحرين حمد الخليفة انقلب أكثر من مرة على الشعب، مطالبا بإطلاق سراح السجناء دون أي قيد أو شرط وبلا تقديم أي ثمن سياسي، مؤكدا على أن الشعب يبحث عن حل سياسي ولكن ليس مع القتلة والمطبعين.

واختتمت الندوة بكلمة للناطق الرسمي باسم حركة حق الأستاذ عبد الغني الخنجر، حيث ركز فيها على محورين أساسيين، اولهما تثبيت يوم عيد الشهداء، والإعتزاز به، والإصرار على إحياءه وبذل كل الجهود في الإهتمام به. والمحور الثاني استلام ولي العهد لرئاسة الوزراء. وفيما يتعلق بالمحور الأول أشار الخنجر إلى نجاح المعارضة في تثبيت هذا اليوم عيدا للشهداء رغما عن أنف الخليفيين.

وحمّل الخنجر القوى الغربية مسؤولية تسليط العوائل الحاكمة في منطقة الخليج على شعوب المنطقة. وأكد الخنجر بأن تلك العوائل تخدم الغربيين، محذرا بأن لا فرق بين سلمان وأبيه وباقي أفراد العائلة.

ووصف الخنجر محاولات التواصل بين النظام وبعض الشخصيات البحرانية بـ”البائسة“ التي لا تقنع أبناء الشعب وانها تهدف للخديعة وللتغطية على جرائم النظام. وتعهد الخنجر باسم المعارضين على أن مسيرة النضال مستمرة، والوفاء للشهداء في ذكرى عيدهم يتجدد بالمضي قدما في دربهم والتمسك بالمطالب التي ضحوا في سبيلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى