المنامة – البحرين اليوم
أظهرت مناهج التعليم الجديدة التي وزعتها وزارة التربية الخليفية في البحرين، على مساع حثيثة يبذلها النظام من أجل تشويه الحراك الشعبي في البحرين الذي بدأ في ١٤ فبراير ٢٠١١م، وشارك فيه أغلبية شعب البحرين للمطالبة بالتحول الديمقراطي وإنهاء الاستبداد والفساد.
ووصفت المناهج الإلزامية مطالبة الناس بالحقوق على أنها أعمال “تخريب” و”عنف”، وأعرضت عن وضع الإطار الزمني للاحتجاجات الشعبية الواسعة التي انطلقت في ١٤ فبراير والتي شكلت أوسع حراك شعبي في تاريخ البحرين، وشارك فيه المواطنون من السنة والشيعة ومن مختلف الفئات والمستويات، كما أظهر ذلك الاعتصام التاريخي في دوار اللؤلؤة الذي قامت القوات الخليفية والسعودية بالهجوم الدامي عليه في مارس ٢٠١١م والتسبب في إصابة وقتل العديد من المواطنين.
وفي السياق نفسه، أظهرت هذه المناهج محاولة مستميتة للترويج لقتلى الشرطة من المرتزقة الأجانب على أنهم “شهداء واجب”، وتصوير الأعمال الترهيبية وعمليات القمع والقتل التي تقوم بها الأجهزة التي يعمل فيها هؤلاء المرتزقة على أنها “أعمال وطنية” و”تستحق التعظيم والتمجيد”.
واعتبر ناشطون هذه المناهج الإلزامية في مدارس البحرين “شكلا من أشكال الحرب الواسعة التي يشنها الخليفيون على ثقافة البلاد وتاريخها القريب والبعيد”، ولكنهم أكدوا بأن هذه المناهج “لن تنجح في أهدافها الرامية إلى تزييف وعي الأجيال” مشيرين إلى الأجيال السابقة التي درست في المدارس الحكومية “حيث المناهج الإلزامية الأخرى التي تتطرق إلى التاريخ المزيف للبحرين والأكاذيب التي يُفرض على الطلبة دراستها عن تاريخ آل خليفة واحتلالهم للبحرين، إلا أن الأجيال كانت تعي طبيعة هذا التزييف ومحتوى المناهج المضللة، وعادة ما يتداول الطلبة هذه المناهج بالسخرية”.
