حكايات الضحايا

#طلاب_خلف_القضبان.. بطل التكواندو محرومُ من الدراسة!

IMG-20150828-WA0035

من المنامة البحرين اليوم:

بحراني بعمر الزهور، أضحى مطاردا في بلده وحُرِم من الجلوس على مقاعد الدراسة وهو لم يزل ابن الخمسة عشر ربيعا.

إنه علي حسين عمران الذي ولد عام 1998 في بلدة بني جمرة.

علي كان يتطلّع كأقرانه التلاميذ نحو مستقبل زاهر يحقق فيه طموحاته وأحلامه. إلا أنه أصبح مشرّدا لا يجد مكانا يأويه بعد أن اتخذت سلطات البحرين قرارها بقتل المواهب وحرمان البحرانيين من طلب العلم الذي أوصت به الرسالات والأديان.

علي حسين لم يكن طالبا مجدّا فحسب، بل كان بطلا في لعبة التكواندو، وحاز على حزامين أسودين وعلى العديد من الميداليات الذهبية في هذه اللعبة، ومثّل البحرين في المسابقات الدولية.

لم تقصّر سلطات آل خليفة في تكريمه وخاصة بعد تمثيله للبحرين في إحدى المسابقات الدولية في كوريا الجنوبية في شهر يوليو من العام 2013.

 

IMG-20150828-WA0038

IMG-20150828-WA0036

 

بعد عودته إلى أرض الوطن الذي رفع رايته عاليا؛ أصدرت السلطات أمرا بمطاردته.

وقبل ذلك اعتُقِل مرتين. تعرض في الثانية إلى تعذيب شديد، وقبل أن يطلق سراحه. كان مكسور الرجل ويستند على عكاز عندما إختطفه مرتزقة آل خليفة، وفي المعتقل شرّحوا جسمه بالسكين وأعادوه إلى أهله ممزّقا. تقدّمت عائلته ببلاغ إلى النيابة ولسان حالها “فيك الخصام وأنت الخصم والحكم”.

عرضته النيابة على طبيب استشاري باع ضميره مقابل حفنة من الدنانير الخليفية المنهوبة من أهل البحرين. فآل خليفة ومنذ احتلالهم لأرض أوال أسّسوا ملكهم على نهب وسلب أهل البلد الأصليين وعلى سرقة ثروات البلاد. هذا الطبيب المرتزق برأ مرتزقة آل خليفة من تهمة التعذيب واتهم الضحية بأنه من فعل ذلك بنفسه!

ظل علي مطاردا لمدة عامين، كان يختلس خلالها الذهاب إلى المدرسة التي أحبها، ليكمل دراستها فيها متخفيا ومتواريا عن أعين جلاوزة آل خليفة الذين نصبوا كمائن متعددة لهذا الفتى القوي العزم والإرادة والشكيمة. أكمل سنته الاولى في المرحلة الثانوية متحديا السلطات الجائرة وكاد أن يكمل سنته الثانية هذا العام، لولا أن حرمه آل خليفة من ذلك.

فقد نصبت له المرتزقة كمينا قبيل شهر رمضان من هذا العام وتم اعتقاله في مجمع السيتي سنتر. كان قد أدى بعض الامتحانات النهائية ولم يتبق له سوى القليل منها، لكن الخليفيين حرموه من إكماله وحالوا بينه وبين تحقيق حلمه في دراسة الهندسة الكهربائية.

مكث خمسة أيام في مبنى التحقيقات الجنائية قبل أن ينقل إلى سجن الحوض الجاف.

عرّضوه إلى شتى أنواع التعذيب فكان يتبوّل دما، حتى أجبروه على التوقيع على أوراق بيضاء دوّنوا فيها ما يشاؤون من الإتهامات التي أصبح كل بحراني متهم بها، تجمهر، شغب، حرق إطارات، تفجير، اعتداء على مرتزق، رمي سيارة المرتزقة بالحجارة، وإلى آخر قائمة التهم الخليفية الجاهزة.

محاكم الجور الخليفية أصدرت عليه حكمين بالسجن لمدة عام وآخر لمدة 6 شهور وهو بانتظار محاكمات في ثمانية قضايا أخرى. إلا أن هذا الفتى البحراني عجز الخليفيون عن كسر إرادته وكله أمل بقدوم يوم يتحرر فيه من القيود ليعود إلى مقاعد الدراسة التي غادرها كرها.

وأما عائلته فهي فخورة بهذا البطل الرياضي والفتى المناضل، والطالب المثابر الذي ترنو عيونه نحو مدرسته.

عائلته وجّهت وعبر وكالة أنباء (البحرين اليوم) نداءا إلى المجتمع الدولي وإلى سلطات البحرين تطالب فيه بالسماح لابنها بأداء امتحاناته النهائية وإكمال دراسته في المعتقل، وكما نصت على ذلك المواثيق والعهود الدولية في هذا الشأن، والتي البحرين طرف فيها.

حكاية علي حسين عمران واحدة من سِفر من حكايات ضحايا آل خليفة التي كتبها البحرانيون بدمائهم وآلامهم، وهي تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك بأن هذا النظام عدو لشعب البحرين، وهو ممتليء حقدا على كل موهبة بحرانية، فهذا الطبع ليس بالغريب على الغزاة والطامعين الذين اغتصبوا الأرض وانتهكوا الحرمات وأسسوا ملكهم مستعينين بالأغراب من كل حدب وصوب.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى