المنامة

في “إعلان هزيمة” أمام الثورة.. وزير الداخلية “الخليفي”: يُعلن مرحلة “تضميد الجراح”.. ويدعو للمشاركة في الانتخابات

148947373

البحرين اليوم – (خاص)

على إيقاع الاعتداءات وطلقات الغازات السّامة، ظهر يوم أمس الخميس، 26 يونيو، وزير الدّاخليّة الخليفيّة، راشد عبد الله الخليفة، في كلمةٍ أمام لفيفٍ من الموظّفين الحكوميين والموالاة، ليُعلن ما يُشبه “الهزيمة” أمام ثورة البحرين، وذلك في محاولةٍ جديدةٍ لتغيير اتّجاهات المواقف السياسيّة داخل البلاد.
الوزير الخليفي أجرى ما تُشبه “المراجعة” وإعادة “تقدير الموقف” للأحداث التي انطلقت منذ فبراير 2011م، وتحدّث عن “الأيام المؤلمة” التي “لم يتمنّاها أحد للبحرين”، ولكنّه قال بأنّ المرحلة المقبلة ستكون مرحلة “تضميد الجراح”، و”استخدام الوسائل السّلميّة لتثبيت الأمن” وذلك “من خلال البرامج السياسية والإعلاميّة والشّابيّة” التي طلبَ الخليفة الجميع المشاركة فيها.

واعترف الوزير الخليفي بأنّ نظامه استخدم العنف والقوّة في مواجهة المتظاهرين والمواطنين، وادّعى أن ذلك تمّ بناءاً على “رؤية واضحة المعالم والأهداف”، وليس “ردّاً للفعل”.
وفي الوقت نفسه، قال بأن “البحرين خسرت كلّ قطرة دم بسبب الأحداث”، داعياً منْ وصفهم بالجماعات والأفراد الذين “لم يستوعبوا الموقف الحضاري” ولازالوا يعملون خارج إطار القانون، دعاهم لمراجعة مواقفهم والتساؤل عن النتيجة التي أوصلتنا إليها “البذرة السيئة والفكرة الهدامة”، بحسب تعبيره.

الوزير المتّهم بتنفيذ أوامر قتل المواطنين، أعلن بأنّ نظامه الآن بدأ ينظر إلى المستقبل، وكرّر مقولات سابقة جرت على لسان الحاكم وبقية الخليفيين، من قبيل أن “العجلة تحركت نحو الإنجاز”، وأن “الأبواب مفتوحة للجميع لمن أراد”.

أبعاد كلمة الوزير الخليفي تتوضّح مع إشارته المباشرة للمسألة الإقليمية في سوريا والعراق، وحديثه عن القتال الطائفي الجاري هناك، وتحذيره – حسب زعمه – من الأحداث هناك، وهو كلام ذكره الخليفة بحضور جمع من الشخصيات الطائفية التي كانت لها مواقف عمليّة باتّجاه تأجيج الصراع المذهبي في هذين البلدين، وشاركت في الذّهاب هناك لأجل القتال، وهو ما يُضفي جانباً آخر من “هزل” الارتداد في الخطاب الخليفي، والذي يتّصل بالارتدادت الأخرى الجارية في المنطقة، وسعي أنظمة الخليج لإجراء استدارة سريعة، تبدأ من الدّاخل.

وعلى صلةٍ بهذه الاستدارة الخليفية في المواقف، فإن الوزير الخليفة تحدّث أيضاً عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، ودعا للمشاركة فيها من قِبل الجميع، وهو ما يجعل مراقبين يؤكّدون بأنّ “إعلان الهزيمة” الذي تجلّى بين كلماته؛ هو مناورة جديدة لأجل استدراج الجمعيّات السياسيّة للدّخول في الانتخابات والانضمام إلى حوار خليفي جديد والذي يتوقّع كثيرون بأن يُعلن عنه في وقت قريب.

وبحسب متابعين، فقد انطوت كلمة الوزير الخليفي أيضاً على أكثر من مؤشر يدّل على “النّية الارتدادية” للخليفيين، وأنّهم في طور التراجع التكتيكي، وليسوا في وارد الانتقال إلى مرحلةٍ جديدةٍ، كما أراد الوزير أن يدّعي. فعلى المستوى الميداني لازالت قوّات النّظام تنفّذ مشروع القتل المنهجي، كما أنّ إيكال مهمّة “إعلان التوبة” إلى وزيرٍ ملطّخة يده بالدّماء؛ يُعدّ “استهتاراً” بالجميع، لاسيما وأنّ الوزير جدّد ديباجاته التثمينة بالحاكم وبحكمته، في الوقت الذي يُتهم الأخير بالمسؤولية المباشرة عن إراقة الدماء وتخريب تركيبة السكان واستدعاء قوّات الاحتلال متعدّدة الجنسيّات، وتُثبت كلماته عبر مراحل الثّورة على وقوفه المباشر وراء قرارات القمع والقتل والانتهاكات المنهجية ضدّ المواطنين.

يُفضّل الكثيرون التأكيد بأنّ خلاصة كلمة الوزير تؤكّد أن الثّورة انتصرت، وأنّ النّظام – بلغة أو بأخرى – أظهرَ عجزه عن مواجهة هذه الثّورة.
كذلك فإنّ المحللين يذهبون إلى أنّ الأوامر “الأجنبية” فرضت على النّظام تغيير سياسته القمعيّة، بالنّظر إلى طبيعة الظروف الإقليمية الجارية، إضافة إلى سعي متكرّر من النّظام لجرّ جمعيّات المعارضة للدّخول في البرلمان، وهي الخطوة التي – إنْ تمّت – ستمثّل نجاحاً للنّظام، ودعماً له للبدء في طريقةٍ جديدة لمحاصرة الثّورة والانقضاض على رموزها في الدّاخل والخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى