المنامة

أحمد الكراني يرحل غريبا عن وطنه الذي استباحه الخليفيون

البحرين اليوم – مشهد

رحل غريبا عن وطنه، شاب في مقتبل العمر ضاقت به أرض البحرين بما وسعت، في عهد الحكم الخليفي الجائر الذي يكتم أنفاس أبناء البلد الأصليين، ولا يترك لهم سوى خياران احلاهما مر، إما السجن أو الغربة.

إنه الشاب أحمد ميرزا الكراني (27 عاما) الذي وافته المنية في مدينة مشهد المقدسة، وكأنه كان على موعد مع الموت بعد ان انتهت مهمته الذي سخر لها جهوده خلال الشهرين الماضيين، ألا وهي خدمة الزوار البحرانيين الذي علقوا في مدينة مشهد إثر تفشي جائحة كورونا.

مئات البحرانيين تخلّت عنهم السلطات الخليفية وتركتهم يعانون هناك رافضة إعادتهم إلى بلادهم كما فعلت حكومات المنطقة. فيهم المرضى وفيهم من نفذت أمواله، فتوفي سبعة منهم، فيما ظل الباقين يرقبون بقلق مصيرهم.

أحمد نذر نفسه لهم ساهرا على خدمتهم، مخففا من معاناتهم قدر استطاعته والأكثر من شهرين، وحتى أجبرت السلطات الخليفية على إجلائهم من إيران، إثر ضغوطات دولية. عادوا إلى بلدهم لكن أحمد كان على موعد مع الموت في الغربة، وكأنه كان يودعهم قبل رحيله الأبدي.

المرحوم أحمد الكراني نموذج لمئات البحرانيين الذين هاجروا من البحرين منذ اندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير عام 2011، انتشروا في أرض الله الواسعة، بعد ان أصبحت حياتهم جحيما في ظل حكم عائلة آل خليفة الجاثمة على صدور البحرانيين منذ عقود.

لكنهم وبرغم الغربة حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم وعطائهم، فكان الكراني خير مصداق لذلك لن ينساه العالقون ولن ينساه البحرانيون، وسيظل ذكره مقرونا دوما بالتضحية والعطاء والأصالة مقابل لؤم وحقد الخليفيين الذي امتلات قلوبهم غلاّ على كل ما هو بحراني أصيل، فهم الغرباء الذين لا جذور لهم في هذه الأرض الطيبة، التي تنكّروا لها وساموا أهلها ظلما وجورا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى