مقالات

إلى حمد عيسى: منتجع شرم الشيخ أرحم من خوازيق لندن

البحرين اليوم – (خاص)

بقلم: كريم العرادي

كاتب من البحرين

 

سافر حمد عيسى الخليفة قبل يومين إلى شرم الشيخ المصرية، في رحلة وصفتها الوكالة الرسمية بـ”الخاصة”. قبل ذلك بأيام، أصدر الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قرارا بالسماح لحمد بتملك فيلتين في هذه المنطقة السياحية. ومن المعروف أن حمد يفضل كثيرا – وبصحبة أولاده المراهقين وخاصة ناصر – قضاء أوقات من الاستجمام في شرم الشيخ في شهر مايو من كل عام. وهو يفعل ذلك على أمل أن يشحن نفسه المحبَطة بشيء من المعنويات قبل أن يذهب إلى لندن، حيث تنتظره موجة واسعة من الاحتجاجات رفضا لمشاركته في معرض وندسور الملكي للخيول.

الطقس الصيفي في شرم الشيخ سيساعد حمد وأولاده على لبس الشورت واللهو في مياه البحر ومزاولة لعبة كرة الطائرة على الشاطيء، ومن المؤكد أنه سيجد الفرصة لالتقاط السلفي والترويح عن نفسه وسط السياح في خليج نعمة، وربما يجد وقتا مناسبا لقضاء سهرات خاصة في ملاهي شارع السلطان قابوس. ولكن هذه الطاقة لن تكفي لامتصاص الخيبة والغضب الذي يسري في جسمه ويتفجر في عروقه المحروقة. فهو يخرج من البحرين مصحوبا باللعنات وبشعارات “يسقط حمد”، وقد اختار محتجون طريقتهم الخاصة في “وداع” حمد بوضع صورته وسط النيران المشتعلة في أحد الشوارع مع عبارة وداعية خاصة: “الإرهابي حمد.. إلى مزبلة التاريخ”. أما في لندن، فمن المستبعد أن يُظهر حمد – هذه المرة خاصة – ضحكته الهستيرية السابقة مع الملكة البريطانية، وهو إنْ فعل ذلك فسيكون مثل الأهبل الذي يتفجر ضحكا بعد أن تورط بالخوازيق.

أنا شخصيا أنصح حمد بأن يمتنع عن الذهاب إلى لندن، وأن يُكمل سياحته “الخاصة” في شرم الشيخ. من الصعب عليّ أن أنصح قاتلا تافها بما هو خير، ولكني أنصحه بهذه النصحية وكلي أمل أن يفعل عكسها، وعلى طريقة صاحبنا الأهبل. فصحبة السيسي – الرئيس الذي ورث “هبل” محمد مرسي واستبداد حسني مبارك – ستكون أنسب لحمد عيسى، وأكثر إراحة لنفسه المريضة، وهو سيجد في شرم الشيخ ما لذ وطاب من المرتزقة الذين سيسرّهم أن يمجدوا فيه ويسبحوا بحمده. كما أن السيسي لن يتأخر في توفير سُبل الراحة له، وسيفعل ما يريد لكي يجعله يطمئن إلى أنه في “بيته” وليس في “المنفى الاختياري”. أما في لندن، وحتّى لو بُسط له السجاد الأحمر واستقبلته الملكة بالابتسامة الباردة؛ فلن يشعر إلاّ وكأن أهالي سترة وجدحفص وباربار والدراز وكرزكان والنعيم.. قد تجمعوا حوله، وتربصوا له في كل فرصة وناحية، لكي يمطروه بالشعار الأبدي “يسقط حمد يسقط حمد”. ويعلم حمد أن مرتزقة السيسي لن يكونوا في لندن، وأن بلطجته سيبحثون حينها عن أي مخبأ وقناع يختبئون فيه، كما أن الشرطة البريطانية لن تجروء على منع النشطاء البريطانيين والبحرانيين من الوصول إليه، وتفجير أذنيه بالهتافات المدوية. وربما هذه المرة لن تكون سيارته فقط التي ستنالها قبضة المحتجين، وقد لا يتوقف الأمر عند حدود داوننغ ستريت أو قلعة وندسور. اللهم هل بلغت! اللهم فاشهد!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى