سجن جوالمنامة

استمرار الانتهاكات في سجن جو انتقاما من كتاب (زفرات).. وأهالي السجناء يناشدون المنظمات التحرّك العاجل

 

المنامة – البحرين اليوم

أكدت مصادر من داخل سجن جو المركزي استمرار المضايقات والانتهاكات التي يتعرض لها السجناء، وخاصة في مبنى ١٠ سابقا والذين تم نقلهم إلى مبنى ١٣ لاحقاً بعد أن تمّ تعريضهم لانتهاكات ممنهجة من قبل قوات السجن.

وبحسب المعلومات التي وصلت (البحرين اليوم) الاثنين ١٠ أبريل؛ فإن الأوضاع الإنسانية “تزداد تدهورا”، وقالت المصادر بأن “الوضع يتفاقم من سيء إلى أسوأ”، وذلك انتقاما من السجناء بعد صدور كتاب (زفرات) الشهر الماضي، والذي وثّق فيه السجناء الانتهاكات التي وقعت خلال أحداث سجن جو في العام ٢٠١٥م، وقامت (البحرين اليوم) بتدشينه في شهر مارس الماضي بحفل خاص في العاصمة الألمانية برلين.

وأكد السجناء بأن الانتهاكات الجارية ضدهم حتى اليوم تأتي انتقاماً من صدور الكتاب، وذكروا بأن القوات تعمد إلى استفزازهم بعد كل وجبة من وجبات المضايقة والتعذيب وتقول لهم: “خلْ كتاب زفرات ينفعكم”!

 

وبحسب المصادر، فقد تم نقل السجناء من مبنى ١٠ إلى ١٣ من غير السماح بنقل أغراضهم الشخصية، وتم إجبارهم على الاكتفاء بقطعة واحدة فقط، دون بقية الأغراض الخاصة، بما في ذلك الكتب والأحذية والنظارات الطبية. وينام السجناء على الأرض (البلاط) من غير فراش أو سرير.
وبشأن الانتهاكات الأخرى، أضافت المصادر بأن السلطات منعت المعتقلين وعلماء الدين من أداء الصلاة جماعة، وهددت بضربهم في حال مخالفة هذا الأمر، وهو إجراء جرى تنفيذه ضد السجناء قبل فترة أيضا.
وقد تم وضع السجناء الأطفال في مبنى ١٠ عوضا عن مبنى ١٣، وقد هُدّدوا بالتعذيب والضرب في حال رفض الانتقال من مبناهم السابق (١٣).
ولا تزال السلطات تحرم السجناء من الحصول على ماء الشرب، وتعمدت وضع الماء والطعام الذي اشتراه السجناء من متجر السجن (الكانتين) في الساحة المفتوحة وسط الجو الحار، واكتفت بإعطاء السجناء قنينة ماء واحدة لكل غرفة، وبمعدل قنينة واحدة لكل ١٣ سجيناً، علما أن القنينة عبارة عن قناني فارغة لسائل الغسيل (كلوركس)، وأوضح السجناء بأن بعضها فيها بقايا سائل الغسيل (البيوض).
ويُعاني السجناء من الاكتظاظ داخل الغرف الصغيرة أصلا، حيث لا تسع كلّ غرفة إلا لأقل من ٨ أشخاص، في حين يُكدس فيها حاليا ١٣ شخصا. كما تتعمد القوات تشغيل المكيف بدرجة برودة عالية مع حرمان السجناء من البطانيات.
وفضلا عن ذلك، فإن هناك شُحّاً في الماء داخل دورات المياه، وأوضح السجناء بأن الماء يتم ضخّه بـ”التقسيط”.
ومن المضايقات أيضا، يُحرَم السجناء حاليا من المدة الكافية للبقاء في الساحة الخارجية (الفنس)، ويتم الاكتفاء فقط بنصف ساعة، وغالبا ما يتم حرمانهم من الخروج كلية، كما تُغلق عليهم أبواب العنابر، ويمنعون من الاختلاط بباقي النزلاء من الغرف الأخرى.
وعلى صعيد آخر، قال السجناء بأن سياسة “الإذلال” لهم ولأهاليهم لا تزال مستمرة من خلال وضع الحاجز الزجاجي أثناء الزيارة العائلية، مع تقليص مدة الزيارة إلى نصف ساعة فقط.
وأفاد السجناء بأن هذه الانتهاكات تتواصل في وقت “تتنصل المؤسسات” التابعة للنظام الخليفي، وبينها ما تُسمى بـ”مؤسسة حقوق الإنسان” (تتنصل) من واجبها الإنساني المفترض، كما أنها “تصم آذانها عن سماع الأهالي وشكاويهم”، وتكتفي بإرسال رسائل تفيد بأنه “لا يوجد فعل مؤثّم، مع حفظ القضية”، كما أن هناك مسؤولين في هذه المؤسسات يكتفون بالقول بأنهم “لا يملكون فعل شيء إزاء قوانين السجن، وأن السجناء نزلاء في السجن وأن ما يجري عليهم هي عقوبات قانونية”، بحسب زعمهم.
وناشد أهالي السجناء المنظمات الحقوقية والمعنيين بالتحرك العاجل من أجل إيقاف هذه الانتهاكات “ورفْع مظلومية السجناء”، وقالوا بأن ما يجري لأبنائهم يمثل “انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى