حسين كاظممقالات

الأسئلة المسيسة لطلبة المدارس كتبت على منضدة في وزارة الداخلية

البحرين اليوم – (خاص)

 

حسين كاظم

كاتب من البحرين

 

تداول مدونون صوراً لامتحانات الثالث إعدادي في مادة المواطنة، وامتحان للصف السادس لنفس المادة، تتضمن أسئلة “مسيسة”، تحصر إجاباتها في إدانة الحراك الثوري المطلبي، وتلميع السلطة على كل جرائمها.

الامتحانات المذكورة لاقت كثيراً من التعليقات المشوب بالغضب والحنق، ويرجع ذلك لمدى الوقاحة الكبيرة التي تبشر بها وزارة التربية والتعليم، حيث شوهت صورة التربية الصادقة والتعليم النافع.

لكن المهم في الأسئلة أنها تضمر توليفة من الأهداف التي من المؤكد وجودها حال إعداد تلك الأسئلة، وقد اختلف المواطنون أثناء تعليقاتهم عن حقيقة الأهداف تلك، فهل هي لمسخ عقلية طلاب المدارس عبر الأسئلة الموجهة التي تشتغل على تقنية “التكرار” المراد منه إشباع الجو العام بفكرة من ثم تصديقها أو الاقتناع بها؟ أو أن الأسئلة ترنو لاكتشاف المتنمرين على السياسات الخليفية للزج بهم في السجن أو اقتلاع شأفتهم من القعر؟ أو أنها لإغاظة “مجتمع” المعارضة، وإمضاء الرأي الرسمي بأقلام أولادهم، بمعادلة : تكتب رأينا أو ترسب؟!

في كل الأحوال فإن الأسئلة لم تكتب في وزارة التربية والتعليم، رغم توفرها على عناصر أمنية قذرة أبرزهم الوزير نفسه ماجد النعيمي الذي كان عقيداً، بل والوزير السابق أيضا محمد الغتم، الذي رسخً النهج الأمني/القمعي في الوزارة أيام انتفاضة التسعينات.

الأسئلة الموجهة كتبت من على منضدة المخابرات الخليفية، في وزارة الداخلية سيئة الصيت، وهي تصبو إلى عدد من الأهداف التي يمكن أن توفرها إجابات الطلبة، من خلال دراسة واستقصاء النفس الغالب على طريقة الاجابات كما وكيفا.

وقد استخدم المقبور صدام حسين نفس الأسلوب أبان فترة حكمه الأسود، وكانت الإجابات ترسل لشعبة الطلاب في حزب البعث، كلا ومنطقته، من ثم يتم الجرد وترفع التقارير، وتتحرك القوات بناءً على الأمر القمعي الصادر من الضباط الصف المرفوعة لهم التقارير المذكورة.

وفي الوضع المحلي، وإن كان الأمر ليس مطابقاً للحالة الصدامية البائدة، فإن الأمر لا يخلو من وجه تشابه، وكل تلك الطرق تؤدي في نهايايتها إلى إخماد صوت الناس، وهو هدف حالم يغرق في كل الأساليب الإجرامية لكنه لا يطفو على سطح الواقع ولا يصل إلى شاطئه المروم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى