سجن جوالمنامة

الأمهات المعتقلات في أول يوم دراسي: ارفعوا رؤوسكم وافتخروا بأمهاتكم.. فهنّ في القيود بسبب حبّ الوطن

 

المنامة – البحرين اليوم

رفضت إدارة سجن النساء في مدينة عيسي، وسط البحرين، السماح للمعتقلات البحرانيات بالاتصال بأبنائهن الطلبة اليوم الأحد ١٠ سبتمبر ٢٠١٧م، حيث بداية العام الداراسي الجديد، بحسب ما أفاد الناشط الحقوقي السيد أحمد الوداعي الذي أوضح بأن ذلك يأتي بعد نحو أسبوع من حادثة التسمم الغذائي الذي تعرضن له داخل السجن.

C4Yx3aDWIAAbJ9i
المعتقلة البحرانية أميرة القشعمي

وبهذه المناسبة رفعت المعتقلات رسائل مفتوحة عبرن فيها عن مشاعرهن بحرمانهن من هذه اللحظات الهامة في عمر الأبناء الطلبة، وقالت المعتقلة أميرة القشعمي، “ابنيّ الصغيرين، ليست يديّ بيدكما اليوم، لكن قلبي يتوسطكما، وأمنياتي تحفّكما”.

وأضافت القشعمي وهي تخاطب ابنيها مع بدء يومهما الدراسي: “ستدخلان وحيدين، يشيّعكما الغيابُ، ويملأكما الشوق. من حقكما أن أكن بجنبكما، ومن حقي ألا أفارقكما. لكن هذا الزمن! حقوقنا يا صغيريّ في وطننا منتهكة ومُصادرة”.

وعبّرت الناشطة الحقوقية المعتقلة ابتسام الصائغ عن مشاعرها أيضاً في هذا اليوم الذي “يدق” فيه الجرس معلنا “بداية عام دراسي جديد، وطلاب وطالبات البحرين يستعدون للمدرسة، ومع ثقل الحقيبة يحملون أثقالا تزيد أضعاف ثقلها من الهموم والأحزان” بحسب ما قالت في رسالتها.

وأضافت الصائغ “هناك منْ افتقد أباه، وهناك وهناك منْ يحلم بمفتاح الحرية ليحرّر والدته طالباً استرجاع الدفء، وهناك منْ يتساءل عن معنى التوصيات التي ستحقق العدالة المعطّلة”.

الناشطة الحقوقية المعتقلة ابتسام الصائغ - البحرين
الناشطة الحقوقية المعتقلة ابتسام الصائغ – البحرين

وتوجهت الصائغ إلى ابنها محمد وقالت “أود أن أقول له صباح الخير حبيبي (…) لا تبكي غيابي عنك هذا العام. فغدا ستُدرك معنى هذا الغياب، ولا تستغرب التناقضات فيما يُدرّس في المناهج الدراسية حول حقوق الإنسان، بينما أنت شهدتَ واقع الانتهاكات وحرمانك من الرعاية والطفولة”.

وأضافت الصائغ وهي تخاطب ابنها وجميع الطلبة “أنا اليوم بعيدة عنك بجسدي، ولكن قلبي معك، وأطلب منك ومن جميع طلاب البحرين الاجتهاد، والعمل على تحقيق التفوق الدراسي، لأن البحرين تحتاج لكم في المستقبل لإكمال بنائها ومسيرتها التي نسعى أن تتحقق فيها العدالة والمساواة وعدم التمييز، والأولوية لأبناء البحرين”.

بدورها، وجهت المعتقلة هاجر منصور رسالتها بمناسبة السنة الدراسية الجديدة، وعبرت عن شوقها لأبنائها الطلبة وأمنيتها لو كانت معهم لتتدبر شؤونهم وتتأكد من نومهم باكرا. ولكنها تضيف “لكن لله أمر هو قاضيه، والحمدلله، رضىً بقضائه”.

وباركت السيدة هاجر لأبنائها العام الدراسي، وطلبت منهم “الجد والاجتهاد وتحقيق أعلى الدرجات والنسب” كما لو كانت معهم. وأضافت “هذا يرفع رأسي عاليا، ويُصبّرني، وأعرف أن أشهر اعتقالي لم تذهب هدرا، لأنكم ستحققون ما يسعدني، وأنا واثقة بكم وبقدرتكم على فعل ذلك”.

المعتقلة هاجر منصور وابنها المعتقل
المعتقلة هاجر منصور وابنها المعتقل السيد نزار الوداعي

أما المعتقلة نجاح الشيخ، فقالت في رسالتها بأن هذا العام بدأ مختلفاً بالنسبة لها، حيث يُدرك الجميع، كما قالت، “أن حرمان الطفل من أمه هو أقسى أنواع التعذيب النفسي”.

ولكنها طلبت من أبنائها ألا يحزنوا حينما “يرون أقرانهم فرحين في حضن أماتهم، ويبوحون لهم بما يجول في خواطرهم، وأنتم تعانون الحرمان”. ودعتهم للشعور بالفخر بأمهم “التي تم تقييدها، وجرمها الوحيد حب الوطن”.

وأضافت الشيخ “يا أبنائي، مع بداية العام الجديد تعلموا أن حب الوطن جريمة يعاقب عليها القانون! لكن لا ترضخوا لهذا القانون الذي وضع القيود في يد أمهات كان همّهن الكبير حرية وطن. هذا من أصعب الدروس التي ستتعلموها من واقع الحياة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى