آية الله النمرالخليجالمنامةتقارير

الرّد الزينبي هو خيار المرحلة.. ونساء البحرين في المقدمة

21222

البحرين اليوم – (خاص)

 

لم يتأخّر النظامُ الخليفيّ في الالتحاق بسيّده السّعوديّ.

مسارعة السعوديين لقطْع العلاقات الدّبلوماسيّة مع طهران هو تتويج للتصعيدِ بين البلدين، ولكنّه لم يكن مفاجئاً. ولعلّ التهميد الذي تولاّه آل خليفة طوال العام المنصرم؛ كفيل بتخفيف المفاجأة، لمن كان على اطّلاع بالجنون الخليفي، والهستيريا المتتابعة، إزاء إيران، وعلى مدى الأشهر الأخيرة من العام 2015م.

عمد آل سعود، وآل خليفة بالتّوازي الذّيلي، إلى بثّ أجواء العداء إلى إيران، وفتحوا الباب، منذ زمن، لأتباعهم لشنِّ أعنفِ الهجمات اللفظيّة ضدّ إيران، كما تمّ تمرير الدعوة لقطع العلاقات مع إيران في الفترة الأخيرة، وعلى لسان الموالين لآل خليفة وآل سعود. على هذا النّحوِ، لم يكن قطْع العلاقات الدّبلوماسيّة سوى حلقةٍ تكميليّة في التّعبئة القديمة التي أصدر بشأنها الخليفيون والسعوديون أمراً  “عملياتياً” لأتباعهم للقيام بها، وقد فعلوا المهمة على أكمل وجه، وزيادة.

يرصد المراقبون المشاركةَ الخليفية والسعودية في مؤتمرات المعارضة الإيرانيّة المسلحة مثالاً على التمهيد لمرحلة الجنون الأقصى الذي بدأ بإعدام الشّيخ نمر النمر. وقد أطلق موالون للنظام الخليفي وآل سعود مواقفَ كانت صريحة في دعم “العمل العسكري” في الأهواز الإيرانيّة، ولم يتردد الإعلام الرسمي في البحرين والسعودية من تغطية هذه المواقف والتّرويج لها.

المؤكد أنّ هذا المسار كان واضحاً، منذ البداية الأولى التي تولى موالو النظامين مهمة “شيطنة” إيران، وملاحقة المعارضة البحرانيّة، وتقطيع كلّ “أواصر المودّة” الممكنة معها. واتّصل ذلك بلعبة “الخلايا الإرهابيّة” التي توالى آل خليفة في إعلانها على مدى العام 2015م المنصرم منذ أيام.

665yrg

إطلاقُ النّار الذي وقعَ في مسقط رأس الشّهيد النّمر، بلدة العواميّة، قد يكون الصّدى الدّاخليّ الأوليّ للتوتر الذي تدفعَ به السعودية المنطقةَ، فيما يبدو أنّ الأزمةَ الجديدة بين السعوديّة وإيران لن تقف هذه المرّة عند حدود التلاسُن وحروب الوكالةِ، ولاسيما بعد بيان وزارة الخارجيّة السعوديّة، أول أمس، الذي قطَعَ الحدودَ في وصْفه لإيران واتهامه لها بأنها دولة طائفيّة وإرهابيّة.

 

ولكن ماذا بعد؟

لا يتوقّع مراقبون أن تذهب العلاقاتُ بين البلدين إلى حدود الحربِ الفعليّة. أو على الأقل ليس الآن. ويعوِّل الإيرانيّون على سياسةِ النَّفس الطّويل، مع حرْصٍ كامل على التمسُّك بموقفهم الرّافض لجريمة الإعدامِ، ووضْعِ ردّ الفعلِ في إطارِ السّنن الطبيّعيّة التي عبّر عنها المرشد الأعلى للثورة الإسلاميّة ب”الانتقام الإلهيّ”.

تذهب أوساط إيرانيّة إلى أنّ الرّياض ترغبُ بشدّة في إشعال الحرائق، وضمن السّياسة الاندفاعيّة لطاقم الحكم الجديد، وعلى رأسه “الشّاب المتهوّر” المريض بآثار الكبتاغون. في المقابل، لا تجد طهران أنّها مضطرة لتقديم خدماتٍ مجانيةً للسعوديّة عبر الدّخول المفتوح في لعبةِ الفتنةِ المذهبيّة التي يؤجّجها آلُ سعود ليل نهار، وانفجار مدينة الحلة جنوب بغداد الذي استهدف مسجدين للمسلمين السّنة قد لا يكون بعيداً عن هذا المخطّط السّعوديّ.

32321321e

واشنطن، الحاضرُ الغائب، تفضِّل أن تراقبَ حليفيتها المتهوِّرة من غير أن تتدخّل مباشرةً. ودعوات التهدئة التي دعت إليها الخارجيّة الأمريكيّة (ودول أوروبية أخرى) تبدو إعلاناً أمريكيّاً بأنّها غير معنيّة بما يجري، وأنّها تنتظر نهاية المعركة لتُحدِّد موقفها بناءاً على نتيجتها.

4565665

في الحساباتِ الفعليّة، ومقاييس السيطرة على الموقف؛ فإنّ الرّد “الزّينبي” هو المطلوب في وجه آل سعود، وأذنابهم من آل خليفة.

البحرانيّون، ونساؤهم خاصة، كانوا الأسرع في الاستجابة للنداء الذي أطلقه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، حينما طلب أن يكون الرّد الزينبي هو الموقف العام في وجه آل سعود، وإعلان الجريمة غير المسبوقة بإعدام الشيخ النمر.

الآتي الذي سيهزّ عرش آل سعود، لن يكون غير تطوير في “آليات الرد الزينبي”، كما يقول أحد الناشطين، في إشارةٍ إلى توسيع نطاق “التأزيم” حول عنق آل سعود، وعلى نحو “تولّد الأرض أكثر من نمرٍ، وأكثر من حنجرةٍ شجاعة تملك أن تقولَ علناً ما كان يقوله الشّهيد العظيم”.

الجمهور الحيّ هو رهان المرحلة المقبلة، وهي رهان لن ينتظر “السبات العميق” الذي دخله سياسيون وغير سياسيين بعد التهديد الخليفيّ باعتقال منْ “ينتقد القضاء السعودي”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى