اوروبا

الشهابي: التدخل العسكري السعودي الإماراتي في البحرين كشف “هشاشة” منظومة السياسة الخليجية

البحرين اليوم – (خاص)

وضع القيادي في المعارضة البحرانية الدكتور سعيد الشهابي الاجتياح العسكري للبحرين، وبدعم من القوات الإماراتية، في سياق ما وصفه بـ”الظاهرة السعودية” التي تتمثل في “الرغبة لبسط النفوذ الإقليمي من أجل الهيمنة السياسية والاقتصادية”.

وفي مقال نشره في صحيفة “القدس العربي” بتاريخ ١٢ مارس ٢٠١٨م؛ قال الشهابي بأن اجتياح السعودية للبحرين جاء “بعد شهر من اندلاع الثورة البحرانية التي انطلقت في ذروة الربيع العربي وثوراته” في العام ٢٠١١م، ووضع جملة من الملاحظات على هذا الاجتياح مع مرور سبع سنوات عليه، ومن ذلك أن هذا التدخل العسكري “جاء خارج قواعد مجلس التعاون الخليجي” الذي يسجل السماح بالتدخل العسكري لدولة خليجية فقط في حال وقوع “عدوان خارجي”، كما أن “التدخل السعودي ـ الإماراتي كان يهدف لضرب الحراك الشعبي في البحرين”، في الوقت الذي كان هذا التدخل – بحسب الشهابي –  “بالون اختبار في ذروة ثورة عربية واسعة كادت تحدث تغيرا جوهريا في المنظومة السياسية في الشرق الأوسط”.

وذكر الشهابي بأنه من بين دوافع هذا التدخل هو “انزعاج حكام السعودية والإمارات من الموقف الأمريكي إزاء الربيع العربي، وتأرجح مواقف واشنطن بين دعم التحول الديمقراطي أو الاستمرار في نمط السياسات التقليدية التي تدعم أنظمة الاستبداد العربية”.

ورأى بأن البحرين كان ميدانا لفحص “المبادرات” التي عمدت إليها “قوى الثورة المضادة”، والتي يجمع الشهابي فيها كلا من «اسرائيل» وأمريكا وبريطانيا بالإضافة للسعودية والإمارات. وأضاف “لو نجح التدخل السعودي ـ الإماراتي فسيكون ذلك معيارا لمدى القدرة على احتواء مشاريع التغيير عن طريق الثورات الشعبية”، وهو ما يشير إلى “التخطيط العالي” لذلك الاجتياح والترويج له بدعايات مختلفة في العالم العربي.

كما ذهب الشهابي إلى أن “التدخل العسكري في البحرين شجع التحالف السعودي ـ الإماراتي على الاستمرار في سياسة «الاستباق» بالتدخل في الدول الأخرى لمنع أي تغيير سياسي”.

وخلص الشهابي إلى أن السنوات السبع من هذا الاجتياح كشفت “هشاشة المنظومة السياسية الخليجية التي تتنافس السعودية والإمارات على قيادة سفينتها”، حيث تواجه هذه المنظومة “مخاطر شعبية داخلية، وتبعات التدخلات الفاشلة في الدول الأخرى كالبحرين وليبيا ومصر”، وكذلك “الانعكاسات الخطيرة لحروب خاسرة كاليمن، وتصدع المجلس نفسه بسبب افتعال الأزمات مع الدول الأعضاء خصوصا قطر”، ولم يستبعد الشهابي أن تكون هذه “الهشاشة” بمثابة “مقدمة لتسونامي سياسي في الخليج يعصف بالساسة المبتدئين خصوصا وليي عهد الرياض وابوظبي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى