آية الله النمرالخليج

القطيف: شعار “الموت لآل سعود”.. في الشارع وفي مجالس العزاء

2905-

القطيف (شرق السعودية) – البحرين اليوم

شعار “الموت لآل سعود” هو الأقوى في تظاهرات البحرين بعد تنفيذ حكم إعدام الشّيخ نمر النمر، ولكنّه حاضر أيضاً في “مملكة القمع الوهابية”.

التظاهرات التي نظّمها نشطاء الحراك المطلبي في بلدات منطقة القطيف، كانت حريصة على استرجاع هذا الشّعار الذي كان يدوّي في مواكب تشييع شهداء الحراك في العام ٢٠١١ و٢٠١٢ وما تلاهما.

عودة هذا الشّعار الثّوري شكّل قطيعة مع مرحلة “التهدئة الهشة” التي أشار إليها الشيخ عبد الكريم الحبيل في خطبة الصلاة اليوم الجمعة، ٨ يناير، حيث انحسر الحراك المطلبي عموماً، وتركّز في معقل الشّيخ الشهيد نمر النمر، بلدة العوامية، التي تشهد على نحو مستمر تعديّات سعودية مستمرة، فضلا عن حملات التشويه ضدها، والتي وصلت أوجهها في الفترة التي سبقت تنفيذ الإعدام، وفي سياق التمهيد لهذه الخطوة.

اللافت في عودة الشّعار هو انتقاله إلى مجالس العزاء التي أُقيمت للشهداء الأربعة، وعلى رأسهم الشيخ النمر.

في الليلة الثانية من المجلس الذي عُقد في بلدة العوامية، صرخ حاضرون بالشّعار على وقْع الخطبة “الثورية” التي ألقاها الشّيخ فوزي السيف في المجلس، والتي أكد فيها على مكانة الشيخ الشهيد الرفيعة بعد “أن اتخده الله تعالى شهيداً” وأطلق عليه لقب “شيخ الشهداء”، وأشار إلى أن مظلوميته وفظاعة قتله تُشبه مظلومية كربلاء، كما قال إن الظلمة لا يعرفون غير لغة القتل والبطش، ومؤكدا على أن تداعيات استشهاد الشيخ النمر ستكون شبيهة بالتداعيات التي أعقبت حادثة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين وأهل بيته.

مراقبون رأوا في خطبة الشيخ السيف “جرأة” غير متوقعة، لاسيما وأنه يُحسب على التيار المُصنّف مع الشيخ حسن الصفار (المعارض السابق الذي عاد للبلاد في أوائل التسعينات ضمن مشروع المصالحة آنذاك)، الذي يُقال بأنه لازال يؤمن بما يصفه محللون بأسلوب “المهادنة” مع آل سعود. علماً أن هذا التيار كان على خلاف عميق مع الشيخ الشهيد، ورفضََ الانخراط في الحراك المطلبي على نحو مباشر.

وتقول مصادر محلية بأن ضغوطاً “متعددة الجهات” واجهت الشيخ السيف بعد خطبته “الثورية”، وهو ما دفعه للانسحاب المؤقت من مشهد “الغضب” ضد إعدام الشيخ النمر. وتضيف المصادر بأن جزءاً من أسباب هذا “الحذر” هو ارتفاع شعارات “الموت لآل سعود” أثناء خطبة الشيخ السيف، وهو خشي أن “يُحسب ذلك عليه”.

في مقابل ذلك، ومع ترقّب “الكلمة الفصل” من الشيخ عبد الكريم الحبيل، شارك الأخير في ختام مراسم العزاء مساء أمس الخميس، وسجّل موقفاً واضحاً في إدانة الإعدام، وفي الإشادة بالشيخ الشهيد. وقد عاود الشيخ الحبيل التأكيد على هذه المواقف في خطبة الصلاة اليوم الجمعة، وببيان واضح، وذلك على الرغم من ارتفاع هتافات “الموت لآل سعود” في المجلس الختامي الذي شارك فيه.

وبحسب ناشطين، فإن الشيخ الحبيل يُنظر إليه باعتباره “الخليفة المؤهّل” لقيادة الحراك المطلبي في المنطقة الشرقية، لاسيما مع خطبته اليوم الجمعة التي عبّر فيها عن “دفاع” واضح لمنهج الشيخ النمر في “التغيير والإصلاح” وعبر منهج “المطالبة السلمية والحضارية”، ودعوته الصريحة لاستمرارها.

ويتعرّض الشيخ الحبيل – الذي اعتقل في عقد الثمانيات بتهمة الانتماء إلى خط الإمام الراحل – لسلسلة متواصلة من الضغوط والتهديدات، وجرى استدعاؤه عدة مرات للتحقيق، وهُدّد بإجراءات تقيّد نشاطه الديني. وأفادت المصادر بأن السلطات السعودية اعتقلت عدداً من العاملين في مكتبه انتقاماً منه، فضلا عن تجريده من “الحقوق المدنية” عبر تجميد وثائقه الثبوتية، إلا أن الشيخ الحبيل لم يرضخ لهذه التهديدات، وواصل خطابه المعروف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى