البحرين اليوم ـ خاص ..
في الذكرى الثلاثين لتأسيس مجلس التعاون الخليجي, دعا الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز الى وحدة دول المجلس.دعوة قوبلت بفتور من جميع دول مجلس التعاون عدا البحرين التي كانت ومازالت متحمسة لها ولايبدو من بين القادة الخليجيين سوى حاكم البحرين حمد الخليفة جاريا ورائها كمثل الظمآن الذي يجري خلف السراب يحسبه ماءا, فلماذا يلهث حمد الخليفة وراء فكرة الوحدة؟
ولد مجلس التعاون الخليجي في العام 1981 بعد الرعب الذي أجتاح مشايخ الخليج إثر انتصار الثورة الإسلامية في ايران، والتي اطاحت بحليفها الشاه الذي كانت تؤدي له فروض الطاعة.
وأما دعوة الوحدة الخليجية فانطلقت بعد اندلاع الربيع العربي في العام 2011، حيث اعلن على أثره شيوخ الخليج حالة استنفار قصوى خوفا من رياح التغيير التي هبّت على البحرين اولا.
كاد نظام عائلة آل خليفة في ذلك العام أن يسقط على يد ثوار البحرين لولا التدخل العسكري السعودي الذي أبقى على الحكم، لكنه فشل إنهاء الثورة.
ظل الحماس الخليفي لمشروع الوحدة والذي عبّر عنه البيان الختامي الذي صدر في المنامة يوم في 13 نوفمبر الجاري، وبعد يومين من عقد تجمع ما يسمى بالوحدة الوطنية المقرّب للديوان الملكي لمؤتمر طالب المشاركون فيه بالإسراع بالوحدة الخليجية. فالثورة لا تزال تؤرق منام حمد الخليفة وتنغص عليه عيشه في الداخل وزياراته في الخارج.
لكن هذا الحاكم وبحسب مراقبين لايبدو ملتفتا للمتغيرات التي طرأت على المنطقة وأولها الضربات المتتالية التي تلقاها حماته آل سعود مؤخرا، حيث أصبحوا عاجزين حتى عن دفع مستحقات شركات القطاع الخاص, وان السعودية لم تعد قادرة على حماية نفسها، إذ أضحت مرمى لصواريخ اليمنيين, فكيف يمكنها حماية عرش آل خليفة المهتريء والإستمرار بدعمه اقتصاديا؟
ولذا فتبدو الدعوة الى الوحدة مؤشر على بلادة الحاكم الخليفي الذي لايزال يراهن على مملكة أزفت ساعة الصفر لزوال حكامها.
