البحرين اليوم ـ خاص ..
في شوارعِ البحرين ومن أقصاها إلى أقصاها؛ يكتبُ المواطنون اسمَ الحاكم على الشوارعِ والطرقاتِ وكأنهم لا يكتفون بهتافِ “يسقط حمد” المدوَّي في التظاهرات؛ ليكون إصرارُهم الأكبرُ أنْ يكون اسمُه وصورُه تحت الأقدام والعجلات.. وحتى رحيله من أرضِ أوال الطاهرة.
هي إرادةٌ لا تُهْزَمُ.. وعزيمةٌ لا تعرف الحدود.. تلاحِقُ حمد وجلاّديه في كل مكان.. ومن حيث يدرون ولا يدرون.. ليخرج إليهم أبناءُ البحرين ويذكّرونهم بمصيرهم المحتوم الذي يطاردهم أينما حلّوا.. ولو اندسُّوا داخل القصور ومواكب السيارات المصفّحة.
في شارع الداوونغ ستريت كان النشطاءُ بالمرصادِ المبينِ للحاكمِ الأكثر كرهاً من شعبِه وأحرارِ العالم.. أحاطوه من كلِّ الجهات وقيّدوه داخل سيارته مثل أيّ مجرمٍ فالتٍ من يدِ العدالة.. أنغامُ الثورةِ وأصواتُ الضحايا كانت في استقباله.. ويدُ النشطاءِ كادت أن تصفعَ وجهه الذي احترقَ من الغيظِ والفضيحةِ وأمام مرأى العالم.
لم تنفْعه البلطجيةُ الذين انتشروا مثل الدّمى القبيحةِ وهم يرفعون صورَه الملطخةَ بالعار.. وحدُهم النشطاءُ والأحرارُ كانوا أبطالَ الحكايةِ الممتدة من ميادين البحرين إلى أصقاع الأرض.. ووحدُهم أبناءُ اللؤلؤةِ في لندن منْ سكَّنْ نفوسَ عوائل الشهداءِ والمعتقلين والضحايا، وسقُوا هاتكَ الأعراضِ وهادمَ المساجد بعضاً من كأسِ المرارةِ والخيبة.. وعهدُهم للثورةِ وأبطالَها أنّ في الكأسِ لا يزال المزيد من المفاجآتِ التي ستلاحق الخليفيين أينما ولُّوا وفرُّوا.
