اوروبا

سعيد الشهابي: تصدّع محتمل في العلاقات السعودية البريطانية بعد تحوُّل الأزمة مع قطر إلى “تراشقات” فقط

 

لندن – البحرين اليوم

انتقد المعارض البحراني البارز الدكتور سعيد الشهابي الموقفَ البريطاني إزاء دعم الأنظمة القمعية في الخليج، وخاصة السعودية، ولكنه أوضح بأن “السعوديين لا يقلون إحساسا بالحصار الناجم عن سياسات الرياض إزاء العديد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية”، وذلك بالمقارنة مع الحصار الذي يُفرَض على القطريين منذ أكثر من شهر من أربع دول، وعلى رأسها السعودية.

وفي مقال نشره اليوم اليوم الاثنين، ١٠ يوليو ٢٠١٧م في صحيفة (القدس العربي) الصادرة في لندن، أوضح الشهابي بأن بريطانيا ينتابها “هاجس كبير”، وذلك بعد فشل رهاناتها بعد الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وإضافة إلى الوضع الداخلي في بريطانيا، فإن هناك تحديات أخرى تواجه الحكومة البريطانية على الصعيد الخارجي، ومنها التحديات الناجمة عن أزمة الخليج الجديدة والتي استهدفت فيها السعوديةُ دولةَ قطر “وحشّدت كل ما لديها من إمكانات دبلوماسية ومالية لجر الآخرين لخوض حرب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل”.

ويرى الشهابي بأن  “هذه الأزمة من أكبر التحديات للدبلوماسية البريطانية. ولوحظ حتى الآن عجز تلك الدبلوماسية عن اتخاذ موقف واضح، بل تسعى حكومة المحافظين لإمساك العصا من الوسط ومحاولة الاحتفاظ بالعلاقات بين الطرفين”.

ويتلاقى ذلك مع الضغوط المستمرة على الحكومة البريطانية لوقف إمداد السعودية بالسلاح بسبب حربها على اليمن، وقد أصدرت المحكمة العليا في لندن اليوم الاثنين حكما أقر استمرار المبيعات العسكرية البريطانية إلى السعودية، وذلك في دعوى رفعها نشطاء مناهضون للتسلح.

ويشير مقال الشهابي إلى تداعيات الموقف البريطاني الداعم للسعودية، والذي فتح علاقة الأخيرة بدعم الإرهاب “وهي التهمة نفسها التي وجهتها السعودية لدولة قطر”. وقد “اهتمت وزارة الداخلية البريطانية بهذا الموضوع؛ فقامت بشكيل لجنة خاصة للبحث في مصادر تمويل المساجد البريطانية التي يلعب بعضها دورا في دفع الشباب نحو التطرف والارهاب”، إلا أن “السيدة تيريزا ماي (ترفض) الكشف عن التقرير ومحتوياته خشية تأثير ذلك على العلاقات مع السعودية”.

وقد “أكد التقرير أن السعودية هي المروج الأجنبي الأكبر للتطرف الأسلامي في بريطانيا، وأشار أيضا إلى دور دبي كمركز لتبيض الأموال التي يستفيد منها الإرهابيون”.

ويخلص الشهابي إلى أن “التحالف البريطاني – السعودي مرشَّح للتصدع في الوقت الذي تحتاج السعودية فيه للدعم البريطاني في نزاعها المفتعل مع قطر”، وهو نزاع – بحسب الشهابي – “فَقد ديناميكيته تماما، وسيتحول إلى تراشق سياسي وإعلامي فحسب”، وذلك مع سقوط “الخيار العسكري الذي كان الورقة الأقوى بأيدي التحالف السعودي ـ الإماراتي”.

وينتهي المقال بالقول: “لقد استعجلت السعودية هذه المرة في أمرها (معتمدة على التقديرات الإسرائيلية بشكل أساس) واكتشف أن هناك حدودا للمال النفطي وأن الإرادة الإنسانية أقوى من المال والسلاح”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى