شموع الفداء تضيء سماء البحرين وسط احتجاجات غاضبة على استمرار حصار منزل الشيخ عيسى قاسم بالدراز
المنامة – البحرين اليوم
اندلعت احتجاجات غاضبة في مناطق ومحاور مختلفة من البحرين طيلة يوم أمس الثلاثاء مع مرور أسبوع على الاجتياح الدموي الذي نفذته القوات الخليفية على بلدة الدراز ومنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم، حيث لا تزال القوات تُحاصر منزله وتقطع الاتصالات والتواصل عنه، بالتوازي مع أنباء تتوارد بشأن مساع خليفية متواصلة لنفي الشيخ قسرا خارج البحرين، في وقت خرج المواطنون في دفعات جديدة من التظاهرات ومواكب التشييع الرمزية التي حملت نعوشا تذكارية لشهداء الفداء الخمسة الذين قُتلوا خلال الاجتياح، في حين لازالت المعلومات منقطعة عن مئات من المفقودين الجرحى الذين تم اختطافهم أثناء عمليات الاجتياح الدموية.
ألسنة النيران ارتفعت في بلدة نويدرات في مشهد متواصل يعبر من خلال المحتجون على استمرار الثورة، والتمسك بخياراتها في مقاومة النظام والإصرار على إسقاطه، بالتوازى مع اشتباكات شديدة في جزيرة النبيه صالح بين متظاهرين غاضبين وقوات المرتزقة، كما سُدّدت ضربات غاضبة على القوات والآليات الخليفية المتمركزة عند بني جمرة، المواجهة لبلدة الدراز المحاصرة. وقد امتدت هذه الاحتجاجات منذ نهار أمس حتى المساء، حيث شهدت بلدات المعامير، العكر، وغيرها نزولا ثوريا في الساحات التي ضوّت فيها النيران المشتعلة في الإطارات وسط مواجهات أطلقت خلالها القوات الغازات السامة ورصاص الشوزن.
وعمت التظاهرات مساء أمس في مختلف البلدات البحرانية التي جدّد المواطنون فيها الوفاء للشهداء الفدائيين، وتجدّدت مواكب التشييع الرمزية في عدد من البلدات، ومنها المالكية، سار، كرباباد، عالي وغيرها. كما انطلقت تظاهرات شبيهة في بلدات الجفير، كرزكان، المعامير، بني جمرة، القدم، السنابس، المصلى، الديه، السهلة الشمالية، سماهيج، وغيرها.
وفي بلدة بوري خرجت تظاهرة نسوية تحت شعار “اليوم الوطني لطرد القاعدة الأمريكية من البحرين”، ضمن تحضيرات جارية لفعاليات مركزية الجمعة المقبل تحت هذا الشعار، حيث أعلن إئتلاف ١٤ فبراير هذا اليوم في أول جمعة من كل شهر رمضان، تأكيدا على رفض البحرانيين للدور الأمريكي المباشر في دعم القمع والقتل الجاري في البلاد.
وقد أكد الإئتلاف – من القوى الثورية المعارضة في البحرين – بأن طرد الوجود العسكري الأمريكي في البحرين هو “مشروع إستراتيجي لن تحدُّده أطر زمنية”. وهو موقف تلاقت عليه قوى ثورية ومعارضة بعد “الضوء الأخضر” الذي تلقاه الخليفيون من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتنفيذ اجتياح الدراز أثناء لقاء جمعه مع حمد عيسى في السعودية قبل يومين من جريمة الاجتياح. وأكدت هذا الأمر تقارير خبرية بثته وكالات أنباء عالمية نقلت عن باحثين تأكيدهم بأن “الغارة الدموية” على الدراز ومنزل الشيخ قاسم “لم تكن لتتم لولا عدم الممانعة الأمريكية، في الحد الأدنى”.
