المنامة – البحرين اليوم
أظهرت مشاهد الجولة الأولى من العصيان المدني الذي شهدته البحرين اليوم الثلاثاء، ١٤ مارس، استمرار الحراك الشعبي والثوري في البلاد ونجاحه في الحفاظ على وتيرته التي عُرف بها منذ ست سنوات سابقة، وهو ما اعتبره ناشطون “دليلا على فشل الخليفيين في الإجهاز على الحراك رغم كثافة الانتشار العسكري، وحملات المداهمة والاعتقالات، والأعداد الكبيرة من المعتقلين الذين تم استهدافهم خلال السنوات السابقة لإجهاض النشاط الميداني خاصة”.
المشهد الأول للعصيان كان قبل انبلاج فجر اليوم، حيث سجّل المواطنون بصمة الغضب في كل المناطق والساحات، سواء عبر التظاهرات أو الاحتجاجات الغاضبة، وقد حرص النشطاء الميدانيون خلالها على الإبقاء على خصوصيات الثورة البحرانية وأدواتها في التعبئة والتحفيز الثوري، بما في ذلك قرْع الطبول، وإغلاق الأنوار الخارجية للمنازل، إضافة إلى نصْب الحواجز في الشوارع لتفعيل الإضراب من ناحية، ومنع مدرعات القوات وآلياتها العسكرية من مداهمة المتظاهرين ودهسهم.
هذه الجهوزية المبكرة ظهرت نتائجها مع اللحظات الأولى لفجر اليوم، حيث بدأ المواطنون في تسيير التظاهرات، وتحركت المجموعات الميدانية لرفع أعمدة النار، وإغلاق الطرق، في الوقت الذي اختارت البلدات الظهور بنكهاتها الخاصة، حيث تجمعت الطلائع الثورية في بلدة المعامير في الساحة مع ختام الجولة الأولى وشاركت في تلاوة دعاء الفرج، تعبيرا عن السيطرة على الميدان والعزم على تجديد التظاهر والعصيان في الجولة الثانية من فعاليات “قاوم”.
وفي حين زعمت وزارة التعليم الخليفية بأن الدراسة انتظمت اليوم في جميع المدارس، إلا أن شهود عيان أكدوا تضاءل أعداد الطلبة في كثير من المدارس اليوم، ووصلت نسبة الحضور في بعضها إلى درجة الصفر. وأوضح ناشطون بأن “الانتظام في المدارس والجامعات اليوم لم يكن ممكناً اليوم في الغالب، حيث شارك الطلبة في الفعاليات منذ يوم أمس وحتى الفجر، كما أن الطرق والشوارع شهدت إضرابا فعليا أكد امتناع الكثيرين عن الذهاب للمؤسسات التعليمية المختلفة”.
ومع البدء في الجولات التالية من العصيان؛ يقول متابعون بأن الحضور الشعبي والفعاليات الثورية التي شهدها الجزء الأول من نهار اليوم؛ “أثبتت نجاح العصيان المدني، وسجل المواطنون صوتا واضحاً في رفض الاحتلال السعودي للبحرين، وإظهار مدى الاستعداد والجهوزية للدفاع عن الشيخ عيسى قاسم”.
