البحرين اليوم-المنامة
بعد أيام من عزل رئيس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور بسبب فضيحة مالية كبرى، تناقلت وسائل التواصل الإجتماعي والجرائد الرسمية مزيدا من الفضائح المالية الموثقة.
وقد نشرت جريدة البلاد يوم أمس (الأربعاء 29 مايو) صورا لعقود أبرمها محسن العصفورباسم الأوقاف الجعفرية مع ابن خالته صاحب شركة (ماجيك ميديا) هاني عبد المحسن العصفور بعشرات الألآف من الدنانير لخدمات لا تستحق كل هذه المبالغ. وفي التفاصيل تناول عقد مبرم في بين الإثنين بملغ 12,000,00 دينار مقابل عمل 80 درعا تذكاريا لتقديمهم كهدايا. وفي شهر فبراير من نفس العام دفع محسن العصفور من أموال إدارة الأوقاف الجعفرية مبلغ 133,900 دينار لنفس شركة قريبة، مقابل تأثيث صالته الخاصة التجارية في منطقة المقشع.
وكان الشيخ محسن العصفور قد بنى صالة الأعراس التجارية قبل عدة سنوات حملت إسمه في منطقة المقشع، وبنيت الصالة من أموال الأوقاف الجعفرية التي يرأسها. في العام نفسه كان يستخدم العصفور سيارة حديثة بلغ استإجارها 1665 دينار شهريا. وقد استغل العصفور سلطته فقام بتعطيل مصلى العيد في منطقة جبلة حبشي، ثم أجره على ابن خالته لأغراض تجارية.
ورغم أن العصفور معروف بفساده المالي، حيث سبق وأن أبعد من المحكمة الجعفرية حينما كان يشغر منصب قاض فيها بسبب شبهات فساد مالي، إلا أن ذلك لم يمنع الحاكم الخليفي من تعيينه رئيسا لإدارة الأوقاف الجعفرية في العام 2013. ووقد واجه محسن العصفور معارضة من علماء الشيعة، وحتى من عائلته المقربة من النظام الحاكم. مع هذا فقد غض النظام طرفه طوال السنين الماضية عن الفساد المالي الذي يمارسه العصفور بوضوح في عدد من المشاريع.
وقد أزيح العصفور مؤخرا من مصبه بعد أسبوع من تناول الجرائد في البحرين معلومات تفيد باختفاء مبلغ مليون وستمائة دينار من حساب مأتم الهملة. وأشارت المعلومات إلى أن إدارة الأوقاف تصرفت في جزء من المبلغ بشراء قطعة أرض في منطقة السنابس بقيمة 890 ألف دينار بما يعادل ضعف القيمة السوقية للأرض.
واستدعت الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية رئيس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور في يوم (الخميس الماضي 23 مايو) على ما يبدو للتحقيق في نفس القضية. وكان وزير “العدل” خالد بن علي آل خليفة قد أحال إلى ديوان الرقابة المالية والإدارية ما نُشر من معلومات عن اختفاء مبلغ 1,600,000 دينار.
ويعد الشيخ محسن العصفور من أبرز رجال الدين الموالين للنظام الخليفي، والمعارضين لعلماء الشيعة وقياداتهم في التحركات السياسية المناوئة للنظام. وكثيرا ما ظهر العصفور في وسائل الإعلام والمؤتمرات لينفي التمييز الطائفي ضد شيعة البحرين، ويدافع عن سياسات النظام الخليفي القمعية ضد المواطنين.
وعلق بعض المعتقلين بالقول بأنهم “ينتظرون قدوم العصفور إليهم في سجن جو بفارغ الصبر”. مذكرين بدوره في “التحريض الذي أدى لاعتقال وتعذيب الأبرياء منهم، وتعريضهم لمحاكمات غير عادلة، قضوا وما يزالون بسببها في السجن سنوات طويلة”.
