سجن جوالمنامة

قائد مركب الحرية.. الشهيد مصطفى يوسف: القلب الحديدي الذي أذلّ آل خليفة في البر والبحر

 

المنامة – البحرين اليوم

قالت والدة الشهيد مصطفى يوسف بأنها على استعداد لتقديم المزيد من أبنائها فداءا للوطن. ودعت والدة الشهيد أن يتقبّله الله تعالى بالرحمة والغفران.

والشهيد هو أحد الشهداء الثلاثة الذين قتلتهم فرق خليفية مدججة بالسلاح في ٩ فبراير الجاري، أثناء تنفيذ الشهيد مصطفى خطة التحرُّر من طريق البحر، ضمن العملية التي أُطلق عليها “سيوف الثأر” الثانية التي كان الشهيد رضا الغسرة، والشهيد محمود يحيي، من قادتها أيضا.

والشهيد مصطفى يوسف عبد علي (السوري) من مواليد بلدة الدراز في ٩ يناير ١٩٨٢م، ومعروف في أوساط الحراك الثوري بكنية (أبو غايب). وتعود أصول عائلته إلى بلدة رأس رمان (من ضواحي العاصمة المنامة) قبل أن تنتقل العائلة إلى حي الدراز الإسكاني في العام ١٩٧٨م.

الشهيد الذي عشق البحر وصيد الأسماك؛ كان هو ربّان قارب الحرية الذي شاء الله أن يكون آخر أعماله النضالية. ورغم كونه ليس مطاردا، أو مطلوبا للأجهزة؛ إلا أن الشهيد مصطفى لبّى نداء الشهيد الغسرة، وأبدى استعداده ليكون المسؤول عن قيادة القارب، والتضحية بنفسه من أجل تخليص المحررين من غدر الخليفيين بعد تنفيد خطة التحرّر من سجن جو المركزي في الأول من يناير ٢٠١٧م. كان التصدي لهذه المهمة غير عادي، حيث كان الشهيد الغسرة ورفاقه التسعة المحرّرين تحت الملاحقة الواسعة من كل الأجهزة الخليفية، واستعان النظام بالمخابرات الإقليمية والدولية لإعادة القبض عليهم، ووضع النظام ذلك هذا الهدف على سُلّم أولوياته كلها، في حين تولّى الحاكم الخليفي حمد عيسى بنفسه متابعة هذا الملف، فكانت المعركة أشبه ما تكون بالمواجهة “الشخصية” بين حمد الخليفة والشهيد الغسرة. إلا أن الشهيد مصطفى آثر أن يواصل عشقه للمقاومة وقادتها، وأبدى استعداده للتضحية من أجل تنفيذ العملية وقيادة أهم مراحلها وأكثرها خطورة.

الشهيد الذي يشبّهه رفاقه بـ”القلب الحديدي”؛ خاض المعركة دون خوف، وفي عُرض المياه الإقليمية. كان محاطا بالطيران الخليفي، وبكافة أنواع الأجهزة والآليات العسكرية البحرية. إلا أنه التزم بالعهد الذي تعاهد به الشهداء الأحرار، وهو المقاومة وعدم الاستسلام، ومهما كانت الظروف. لم يرفع الشهيد يدَه عن مقْود القيادة، ورفضَ حرْف مسار القارب باتجاه الهزيمة، وأصرّ على الانطلاق بقارب الحرية حتى النهاية، وكلّه أمل أن يُنجز مهمة إكمال تحرير تسعة من الأحرار، وعلى رأسهم الشهيد الغسرة.

لم يكن مفاجئا أن يكون الشهيد مصطفى مستهدفاً بست رصاصات في الظهر. كان ذلك يعني أنه كان في الأمام، وأن البوصلة لم تنحرف يمينا أو شمالا. كان منطلقاً دون وجل أو نية للتسليم، وحين حوصر القارب من قِبل الخليفيين وأعوانهم لم يكن ليرفع الشهيد يده عن المقود. كان مصرّاً على المقاومة، وحتى انقطاع آخر نفس. فكانت الرصاصة الأخيرة في قلبه “الحديدي” الذي فاجأ آل خليفة بعزيمة لا تُقهر، وبإصرار غير معهود على الثبات، فكان الانتقام منه بطلقات الشوزن في منطقة الخاصرة والرجلين، وطعنات أخرى من الحقد في رقبته والعمود الفقري.

لقد أوْجع الشهيد فرقَ آل خليفة العسكرية، وأذلّها وسط البحار، فجنّ جنونهم، وأطلقوا كلّ فنون الانتقام والتشفي. وكان من ذلك احتجاز جثامين الشهداء ٣ أيام قبل دفنهم قسرا في مقبر الشيخ ميثم البحراني ببلدة الماحوز، ومنْع إقامة مراسم التشييع وحرمان الأهالي من نظرات الوداع الأخيرة. ولا تزال المقبرة محاصرة بالعساكر الخليفيين وكأنهم يخشون انبعاث الشهداء مجددا من روضاتهم بعد أن أضحوا كوابيس لا تفارق منامات آل خليفة ومرتزقتهم.. وحقّ لهم أن يخافوا ويرتعبوا مدى الزمان.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى