مغردون

مغردون: المدونة وداد منصور تغرّد بطريقتها الخاصة حول لقاء السيد مقتدى الصدر وابن سلمان.. وما بينهما

 

البحرين اليوم – (خاص)

تعتبر المدونة وداد منصور @wedadmansooor بأنها واحدة من المدونات القلائل اللواتي يكتبن عن الحدث الداخلي في السعودي وهن من الداخل. تصف وداد نفسها، في حسابها على موقع تويتر، بأنها “مواطنة”، وهو توصيف يحمل رسالة ضمنية بشأن ما يفتقد إليه الإنسان في هذه المنطقة، وبحثه الشغوف في الوقت نفسه عن هذا المفقود، الذي يُدعى “المواطَنة”، ولاسيما بالنسبة للنساء اللواتي يواجهن ظلماً مزدوجاً.

تضع المدونة وداد يدها على السياسة لتفتح الحروف التي تُباعِد بين الحقيقة المغيّبة. تفعل ذلك ببساطة، وبلغة مباشرة، وبأحرفٍ في الغالب لا تستهلك فيها العدد المُتاح في موقع التدوين المصغّر.

لا أشكّ أنها تتحسّس أمْنها الشخصي كثيراً وهي تعلق على الأمور العامة، ولكنها تُمسك أيضاً برقبة الضمير وهي تُسجّل كلماتها الحاسمة.

لأجل الموازنة بين حفظ النفس من التهلكة، وبين عدم الانجرار وراء طوابير الطّبالة أو المترددين؛ فإنها المدونة وداد تختار أساليبها وطرائقها الخاصة في كتابة مواقفها وتسجيل آرائها. تعلّق بطريقة ساخرة، وتسأل أسئلة غير بريئة، وتُحيط أهل الشأن علماً بأمور تبدو بديهية ولكنها ببعض التشبيك مع الحدث القائم تُصبح مزعجةً وكثيرة الجرأة.

من أجل اختصار رسم شخصيتها، من الجيد استحضار ما كتبته عن نفسها في صفحة (البايو) على موقعها. تقول عن نفسها: “مواطنة من الدرجة الثالثة وهذه خربشاتي، مرة أكتبها ومرات تكتبني، أمزج الجد بالهزل أحياناً فاحذر أن تقرأني بسطحيه (بين نخيل جدي تعلمت فلسفة الوطن)”.

كيف غرّدت هذه التي تعلمت بين نحيل جدها في منطقة القطيف والأحساء “فلسفة الوطن”؛ الزيارةَ الرسمية التي قام بها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر للسعودية واللقاء الذي جمعه بولي عهدها محمد بن سلمان؟

تعود المواطنة/المدونة إلى الوراء قليلاً، وتستذكر “التصريحات النارية” لمحمد بن سلمان على التلفزيون السعودي، حيث هاجم في مايو الماضي إيران وتساءل: “كيف نتفاهم من نظام إيراني ينتظر المهدي؟”. وكتبت المدونة وداد: “الظاهر ان الأمير محمد بن سلمان ما يدري ان السيد مقتدى الصدر يؤمن بوجود الإمام المهدي/ع وأنه مؤسس جيش المهدي؟”. لا تزيد حرفاً أكثر من ذلك، وتترك للقاريء أن يُمسك بخيوط التناقضات التي تمتد من شهر مايو الماضي، وحتى يوم أمس الأحد ٣٠ يوليو ٢٠١٧م حينما حلّ السيد الصدر البلاد.

وحين أراد بعض الموالين لآل سعود، مثل السفير السابق في العراق ثامر السبهان، والكاتب “الليبرالي” تركي الحمد، أن يُجمّلوا في هذه التناقضات عبر التفريق بين “التشيع العربي” و”الفارسي”؛ سجّلت المدونة وداد ردوداً ساخرة وجدتها كافية لسدِّ هذه “اللعبة” المعروفة. دعت المدونة أتباع الشيعة لأن يختاروا منذ الآن نوع تشيعهم الذي يوزّعه السبهان – صاحب الخلفية العسكرية والأمنيّة – وتركي الحمد الذي لا يُعرَف له رأس من قدَم. ولأن الأمور، وسط هذه التناقضات الفجّة، لا تحتمل كثيراً من الكلام الجاد، فإنّ المدونة وداد تقدِّم رؤية جديدة حول الفرق بين التشيع العراقي والإيراني، فالأول يسجد على تربة كربلائية، والآخر على تربة رضويّة. وكان الله غفوراً رحيماً!

تردّ المدونة على “شكوى” تركي الحمد من رواج “التشيع الإيراني” على حساب الآخر العربي، وتقول بأن المشكلة من الحكومة السعودية التي لم تعلم الناس في المدارس الرسمية هذا التشيع. وهو ردّ، على بساطته، يستدعي المشكلة العميقة التي تواجه المناهج التربوية في السعودية، والاتهامات الموجهة لها بتكفير الشيعة وترسيخ مناهج تعادي عقائدهم.

حين تتقدّم المدونة خطوةً نحو قليل من الجديّة في تناول الموضوع، فإنها تفضّل أن تسأل الأسئلة التي لا يحلو للمسؤولين سماعها. تسأل وداد منصور: “الحين لو توسط السيد مقتدى الصدر لبناء مسجد للشيعة في الخبر على أن تتم الصلاة فيه على الطريقة الشيعية العربية راح تسمح الحكومة؟ جربوا؟!”. وتسجل سؤالا/ دعوةً واحدة تلو الأخرى لابن سلمان، لكي يقتدي بـ”الشيعي العربي” في تسامحه واعتداله، بأن يسمح ببناء مساجد ومآتم للشيعة في السعودية، وأن يُدرَّس الفقه الشيعي “العربي” في المدارس التي يرتادها طلاب شيعة بالكامل.

تُحرّك المدونة وداد لعبة “التقية” في محاور هذا الموضوع، ضمناً وبشكل مباشر، وهي تفعل ذلك بالصورة، وبالكلمة معاً.

١

٢

٣

٤

٥

٦

٨

٧

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى