المنامة

موت الجلاد والقاتل خالد الوزان: سجل من الإجرام والتعذيب وتكفير السكان الأصليين

 

المنامة – البحرين اليوم

أُعلِن اليوم عن موت الجلاد والقاتل خالد الوزان المعروف بسيرة واسعة من التعذيب وقتل المواطنين والنشطاء، ولاسيما في حقبة التسعينات من القرن الماضي.

وتداولت مواقع التواصل القريبة من الأجهزة الخليفية موت الوزان من غير ذكر تفاصيل أخرى، في حين ذكرت بعض المصادر بأنه مات نتيجة “السكتة القلبية”.

وكان آخر منصب تقلّده الوزان هو تولي الإدارة العامة للحراسات في وزارة الداخلية الخليفية. وهو من الشخصيات التي تمّت ترقيتها في العام ٢٠٠٢م، بعد أن كان ملاحقا من المنظمات الحقوقية آنذاك، وبينها اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب التي وثّقت العديد من الانتهاكات والجرائم التي قام بها، إلا أن الحاكم الخليفي حمد عيسى عمد إلى حماية الجلادين، وأصدر المرسوم بقانون رقم ٥٦، والمعروف في أدبيات النشطاء بمرسوم “حماية القتلة والجلادين”.

وتولى الوزان مباشرة التعذيب والتحقيق في فترة التسعينات بعد اندلاع انتفاضة ١٩٩٤م المعروفة بـ”انتفاضة الكرامة”، وكان أحد الضباط الذين أداروا اللجنة المعروفة باسم “لجنة التحقيق” في مبنى وزارة الداخلية (القلعة)، والتي شهدت انتهاكات ممنهجة بحق المعتقلين السياسيين، بما في ذلك التعذيب الجسدي والتحرش الجنسي، كما عُرف عن الوزان ميوله الطائفية وانتماوه إلى الأفكار الوهابية التي تكفّر الشيعة وتحلّل قتلهم، وكان يتعمّد التعدي على عقائد المسلمين الشيعة أثناء التحقيق مع المعتقلين وتعذيبهم، وبينهم علماء دين ونشطاء، واُشتهر بمسبّاته وشتائمه التي طالت الذات الإلهية.

وذكرت تقارير حقوقية بأن الوزان أشرف على تعذيب عدد من المعتقلين حتى الموت، ومنهم الشهيد نوح آل نوح، والشهيد سعيد الإسكافي. كما تولى تعذيب عدد من الأطفال وقتئذ، ومنهم الناشط السياسي علي مشيمع – نجل القيادي المحكوم بالمؤبد الأستاذ حسن مشيمع – حيث تعرَّض مشيمع للاعتقال في تلك الفترة وكان عمره لم يتجاوز بعد الخامسة عشر عاماً.

وتولى الوزان التحقيق في عدد من القضايا، وتلفيق الاتهامات ضد النشطاء المطالبين آنذاك بإعادة العمل بدستور ٧٣، ومنها ملف قضية جامعة البحرين التي أتّهم فيها الصحافي نادر المتروك وستة آخرين، ومنهم الشهيد حسن طاهر السميع. وقد باشر بنفسه تعذيب المتهمين في هذه القضية، بمعية جلادين آخرين، ومنهم عبد الرحمن سنان.

ورأى ناشطون أن موت الوزان يمثل “خبرا مفرحا بالنسبة للعديد من الضحايا الذين تعرضوا للتعذيب والمهانة على يديه”.

وتداول البحرانيون خبر موته بمزيح من “البُشرى” التي رفعوها إلى الضحايا وعوائل الشهداء، حيث كان يُشارك في عمليات الاقتحام ومداهمة المنازل أثناء اعتقال المواطنين، وبات اسمه معروفا بين الأهالي باعتباره “رمزا بشعا لحقبة طويلة من التعذيب وتكفير الشيعة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى