مقالات

هل ترَون ما نتيجة صنع الولاءات الشخصيّة في الدولة والأحزاب؟

البحرين اليوم – مقالات

بقلم: صادق البحراني

ما يخفى عن أصحاب النفوذ في المجتمع هو أن تشكيل الهالات المبنيّة على أسس غير سليمة، ظاهرياً وجوهرياً، ما هو إلا بناءٌ عظيمٌ ولكنه وسط البحر، سيغرق عاجلاً عاجلاً، ولن يتمكّن صاحبه من الصمود لفترة وجيزة، وهذا ما يحصل في الأنظمة الديكتاتورية والأحزاب التي تعيش وهم السيطرة على الناس وعقولهم.

وللتوضيح أكثر، لنأخذ مثالاً على صنع ولاءات الداخل الخليفي، كيف تتم وما تؤول إليه؟

اجتاح الوهم شريحة واسعة بين عامة الناس وبين المعارضة، وراحوا بقصد أو بدون قصد يروّجون لوجود جناحين في العائلة الحاكمة في البحرين، ثم أطلقوا على المتشدّد منهم –حسب زعمهم- بالخوالد، لكنهم لم يُسمّوا الآخر.
هل منّا أحد سأل نفسه: يا تُرى لماذا لم يُسمّوا الجناح الآخر!؟
نفسياً، يُستعمل هذا الأسلوب لتلميع صورة جهة دون مدحها لاحتوائها على بعض السلبيات القاتلة، وإبرازها على أنها الخيار الأفضل من بين كافة الخيارات السيئة أساساً.

قضية “نائب تائب” الالكترونية، هي أحد أبرز مصاديق التفكّك الذي ستؤول له العصابة الخليفية في البحرين، حيث انبرى الموالون المنخدعون بأقدم رئيس وزراء في العالم، الضابط السابق “خليفة سلمان الخليفة”، ونهجه الدموي، للدفاع عنه والهجوم على مليكهم “حمد عيسى الخليفة”، مما استدعى وصول كتيبة أخرى تكنّ الولاء للطاغية حمد الخليفة، صاحب نهج الالتواء والكذب، لتدافع عنه باستماتة قلّ نظيرها. وأدّعي بأن هذا من مصاديق صنع الولاءات الشخصية الذي سيؤدّي بشكل قاطع للتفكّك والانحسار.

في الأحزاب، سأطرح أيضاً أمثلة ضمن إطار البحرين، أين ما يُسمّى بتجمّع الفاتح؟ التجمّع الذي أُسّس بنيانه على البحر، والولاءات الشخصية وبالخصوص لـ “خليفة الخليفة” وقائده المجنّس “عبداللطيف المحمود”، إلى أين آل هذا الحزب الهش؟، قُضِيَ عليه منذ التأسيس، لأنه تماهى مع الخط الدموي الإرهابي الصريح لرئيس الوزراء العجوز.

من هنا يجب أن تكون المعارضة في البحرين واعية حتى لا تنجر أو تنخدع، أو تغفل، فتقوم بالأخطاء التي تودي بها في المنزلقات المهلكة.

وفي ظل غياب كافة الرموز، بين السجون والمنافي، تكون المعارضة والأحزاب معرٔضة للوقوع في مثل هذه الحفر. إن هذا التنبيه كنصيحة عامة لواحد من الموضوعات التي لا تشغل الساحة في الظرف الراهن ولكن الوقوع في مشاكله وارد في كل الظروف، ما قد يتسبب في تقلّص الامتداد الشعبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى