العالمالمنامة

وكالات الأنباء تتناقل خبر تأجيل محاكمة “الزعيم الروحي للشيعة في البحرين”: فتاوى الدفاع.. وتحذيرات “حق الرد”

 

البحرين اليوم – (وكالات، خاص)

نشرت وكالات الأنباء الدولية تقارير اليوم الأحد، ٧ مايو ٢٠١٧م، وأوردت فيها خبر تأجيل محاكمة آية الله الشيخ عيسى قاسم، واثنين آخرين، إلى ٢١ من الشهر الجاري، وذلك على خلفية القضية التي يُتهم فيها “الزعيم الروحي للشيعة” في البحرين، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة رويترز.

وقالت التقرير بأن هذا هو التأجيل الثاني لجلسة الحكم، وذكر بأن الشيخ قاسم يواجه خطر “الطرد من البحرين بعد أن أسقطت السلطات عنه الجنسية في يونيو الماضب، وحوكم مع آخرين بتهمة جمع التبرعات بشكل غير قانوني وغسل الأموال”، بحسب مزاعم السلطات.

وذكر التقرير بأن “القضية تدور حول ضريبة شيعية تعرف باسم الخمس”. وأضاف بأن مؤيدين للشيخ قاسم أوضحوا بأن “هذه الأموال كانت جزءا من تقليد شيعي يسمح لكبار الشخصيات بجمع الضريبة وإنفاقها لصالح المسلمين العاديين”.

“وتعهد المسؤولون (الخليفيون في البحرين) في يونيو بعزمهم على المضي قدما في القرارات (الهادفة إلى الحفاظ على أمن البلاد وحماية مواطنيها ومقيميها ومواصلة عملية التنمية). وقالت وزارة الداخلية في وقت لاحق من هذا الشهر إن جنسية قاسم قد ألغيت بعد أن (لعب دورا رئيسيا في خلق بيئة طائفية متطرفة وعملت على تقسيم المجتمع)”، بحسب مزاعم النظام، وأضاف التقرير “وتراوحت ردود الفعل من الدعم الكامل (للنظام) سواء في البحرين أو الخارج، وخاصة من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية والمغرب، إلى دعوات رافضة لتلك القرارات، وخاصة من إيران.
ووقعت ردود فعل غاضبة على هذه التدابير وبينها تهديدات من قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، الذي قال إن (نظام البحرين والمنطقة ستشتعل النار فيها بسبب ذلك)”.

وقد حذّرت مواقع سياسية بارزة من التعرّض للشيخ قاسم، وأوضح السيد هاشم الحيدري – المقرَّب من قيادات في محور المقاومة – بأن اتخاذ الخليفيين لأي موقف عملي ضده سيفتح “أبواب جهنم” عليهم، داعيا في خطابات متعددة إلى الاستعداد لمرحلة جديدة من “المقاومة” ضد النظام في حال القيام بتجاوزات أكبر ضد الشيخ قاسم الذي اعتبره “خطا أحمر”. كما حذرت مجموعات مقاوِمة من المساس بالشيخ قاسم، وقال أمين عام حركة النجباء العراقية، الشيخ أكرم الكعبي، بأن حركته “وفصائل المقاومة تحتفظ بحق الرد على استهداف الشيخ قاسم”.

كما قال أحد قادة الحركة بأن “القوى المجاهدة في العراق تقف إلى جانب الشعب البحرانيّ المظلوم”، وأضاف القيادي أبو مجاهد في تصريحات إعلامية بأن إصرار النظام الخليفي على محاكمة الشيخ قاسم “يفتح المجال أمام ردود فعل قويّة قد لا يحتملها هذا النظام الكرتونيّ المتهالك” بحسب تعبير أبو مجاهد الذي أضاف بأن “هناك جهوزيّة عالية لدى الحركة من أجل المرحلة المقبلة، وأنها توجّه إنذارا جادّا إلى السلطات الغاشمة في البحرين لأن ترجع إلى صوابها وألا تتهور وأن تحسب حسابات العودة، وإلا فإنها سوف تواجه بكل أشكال المقاومة دون أي محاذير”.

وأكد أنّ “المعركة الأساس هي مع محرك هذه السلطة المستبدة في البحرين، أي (نظام آل سعود)، الذي يسعى إلى التصعيد في المنطقة كلّها”، وقال إن “السعودية اليوم تحاول أن تجد لها موطئ قدم لها في المنطقة بعد الخسائر المذلة لها في العراق وسوريا واليمن”،  وأشار إلى أن “كل المحور المقاوم لن يرضى أن يمسّ سماحة الشيخ قاسم؛ حتى لو كان ذلك عبر استخدام كلّ الوسائل التي تضمن الحفاظ على مقامه، ورفض كلّ ما يصدر عن محاكم النظام، ولو كان ذلك ببذل الدماء والأرواح”.

كما أعلن الشيخ عبد الله الدقاق، الذي يُنظر إليه باعتباره ممثلا للشيخ قاسم في الخارج، بأن هناك فتاوى من ١٥ مرجعا دينياً تدعو للدفاع عن الشيخ قاسم، فيما صدرت دعوات صريحة من مراجع دين بالدفاع عنه “حتى الموت”، كما قال المرجع الديني المعروف السيد كاظم الحائري.

في المقابل، تقول التقارير الخبرية “إن المسؤولين (الخليفيين في البحرين) رفضوا التحذيرات (المذكورة) وقالوا إن هذه الإجراءات (ضد الشيخ قاسم) ضرورية (لتصحيح العملية السياسية وحماية المواطنين وحماية الاستقرار والأمن)”. ونقل التقرير مزاعم رئيس الوزراء الخليفي خليفة سلمان خلال اجتماع حكومته، وقال فيها بأن نظامه يعمل “في إطار دولي في الحرب على الإرهاب”. وأضاف “أن الإجراءات المتخذة تهدف إلى منع التدخل الأجنبى الذى يثير الفوضى وينشر الإرهاب. ولا يمكن لأي حكومة في العالم أن تتسامح مع إرهاب شعبها أو العبث بأمانها” وفق ادعائه.

وبحسب متابعين، فإن الحرب النفسية والعسكرية والإعلامية التي شنها النظام الخليفي قبيل انعقاد جلسة المحاكمة اليوم؛ “باءت بالفشل بفضل التلاقي بين الحضور الشعبي الغاضب داخل البلاد، والموقف الحاسم الذي أعلنته المرجعيات الدينية وفصائل المقاومة”، مشيرين إلى أن تأجيل الجلسة إلى وقت سابق من الشهر الجاري “هو محاولة من النظام لالتقاط أنفاسه، وانتظار أوامر جديدة من داعميه السعوديين والبريطانيين والأمريكيين”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى